من باب العتب

هي الحالة إيه..؟!

د.محمود عطية

الإثنين، 01 أغسطس 2016 - 02:11 م

منذ أيام قليلة وعبر إحدي الفضائيات المصرية فسر اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك ارتفاع أسعار السلع بأنه حالة نفسية نتيجة للشائعات، عموما هو تفسير يناسب الحالة التي نعيشها، وربما يرضي بعض المستهلكين الذين حاولوا فهم حالة الأسعار السعرانه، فلم يجدوا تفسيرا يمكن الاطمئنان إليه، فجاء تفسير اللواء يعقوب بردا وسلاما علي عقولهم ، لكن كل ما أخشاه ان تستغل الحكومة هذا التفسير وتخلي مسئوليتها عن نزيف الأسعار، وتطالب بدخول الأسعار إلي مستشفيات الصحة النفسية للمتابعة حتي لا تتفاقم الحالة وتصل إلي حالة عقلية..!
ورغم محاولة اللواء يعقوب تهدئة المستهلكين بأنها حالة نفسية مما يعني ان العلاج سهل باستدعاء طبيب نفسي للسيطرة عليها..وجدنا الحالة امتدت للمستهلكين، وتأثر غالبيتهم بجنون الأسعار وأصيبوا بالتجوال النهاري والخبل الليلي المصاحب بالاكتئاب، فتجدهم نهارا يتجولون بالأسواق للبحث عن سلع لم تصبها الحالة سالفة الذكر حتي تتواءم بين ما يمكن ان يكون قد تبقي في جيوبهم من نقود ، وغالبا تصاب محاولاتهم بالفشل، مما يؤثر علي حالتهم ليلا ويفترسهم الاكتئاب من الأسعار التي تعرضوا لها طوال تجوالهم نهارا ومحاولة المواءمة بين ما في جيوبهم والأسعار.
لكن ما يحتاج إلي تفسير حقا هو تصريحات السادة المسئولين من عينة السيطرة علي الأسعار أو لا زيادة في اسعار السلع أو تثبيت الأسعار التي يصاحبها دائما ارتفاع في الأسعار، وتكرار تأكيدات المسئولين لا تعني سوي زيادة الأسعار، مما يضعنا أمام حالة تستدعي تفسيرا نفسيا آخر للحالة الجنونية التي تجعل الأسعار تتفاقم بعد كل تصريح، إلا اذا اعتبرنا تصريحات السادة المسئولين للسيطرة علي الأسعار اشارة خفية للارتفاع، وهذا يدفعنا للتساؤل مرة ثانية للسؤال :هي الحالة إيه ؟!.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة