وقفة

عندما تكون الترقية بالجامعة شفقة !!

أسامة شلش

الإثنين، 01 أغسطس 2016 - 02:17 م

كارثة .. ما أعلنه د. جمال شيحة رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان في الزميلة «أخبار اليوم» باعتباره مسئولا وكان عضوا بلجنة ترقيات الاساتذة في القطاع الطبي علي مدي ٩ سنوات من ان ٩٥٪ ممن قام بمنحهم الدرجات من الاساتذة المساعدين أو الاساتذة غير راض عنهم وعن ابحاثهم، وتأكيده ان معظم الترقيات باللجان التابعة للمجلس الاعلي للجامعات تتم استجابة لضغوط خارجية علي اعضاء اللجنة أو تتم مجاملة أو شفقة علي المتقدم وأنها تجري بشكل روتيني اتوماتيكي .
كلام في الحقيقة خطير وللاسف في مضمونه بالكامل هو وصف للصورة الحالية التي عليها الجامعات المصرية التي لا يمكن ان تتقدم الا اذا أصلحنا حالها وحالنا قبلها حتي نواكب التطور العلمي والعالمي، الامر يحتاج إلي ثورة في التعليم الجامعي وإعادة ترتيب أوراقه بشكل يسمح بمخرجات سليمة حتي نجني ثمارا صالحة.
أنا معه تماما فيما قاله ولكن لست معه في استمراره علي مدي ٩ سنوات كاملة كما اعلن ليخرج لنا ما يقارب الـ ١٠٠٪ من أساتذة منحوا درجات الترقية في القطاع الطبي وهم لا يصلحون فما بالنا في قطاعات اخري ليست علي أهمية ذلك المجال الذي يهتم بصحة الناس وأمراضهم وعلاجهم كان الاولي به أن يعلن رأيه بصراحة وأن يبتعد نائيا بنفسه عن المشاركة في إخراج أمثال هؤلاء غير الصالحين ليتولوا تعليم الطلاب في كليات الطب والصيدلة شيء هو نفسه لم يرض عنه.
ومعه تماما فيما قاله من أن معظم الترقيات الآن في لجان المجلس الأعلي للجامعات تتم استجابة لضغوط خارجية علي اعضائها أو تتم مجاملة أو شفقة علي المتقدم وان الترقيات أصبحت تتم اتوماتيكيا فهذا للاسف هو واقع الحال الكارثي الذي تعيشه كل جامعاتنا ومعاهدنا في التعليم الجامعي، ومعه ايضا في المطالبة بضرورة إصلاح الخلل الذي تعاني منه المنظومة التعليمية في مصر بعد ان تحولت إلي عزب خاصة لبعض هؤلاء الاساتذة مما أضعف البحث العلمي والتطور في المناهج. هناك داخل أروقة الجامعات صور عديدة من الفساد تستحق ان يبحثها الاستاذ جمال اذا أراد الاصلاح حقيقة وهذا لن يكون بمجرد وصفه للاساتذة الذين لم يترقوا أو يحصلوا علي درجات أعلي بأنهم فاشلون لانهم لم يطوروا أنفسهم ولكن السؤال كيف يطورون أنفسهم وانت نفسك تعترف ان ٩٥٪ من الذين تم ترقيتهم لا يصلحون لان اللجنة نفسها لا تصلح ما رأي الدكتور جمال شيحة في اساتذة في كليات مارسوا الضغوط من اجل تغيير نتائج أبنائهم ليحصلوا علي الدرجات النهائية ليعينوا في وظيفة معيد ليسرقوا مجهود غيرهم ممن تفوقوا والصورة في الجامعات الاقليمية يندي لها الجبين، وما رأيه في قيام بعض هؤلاء بإعداد رسائل الماجستير والدكتوراه بعد الحصول علي الليسانس أوالبكالوريوس لزوجاتهم أو أزواجهم في أوقات قياسية لا تتعدي أصابع اليد الواحدة ثم يسعون جاهدين بكل الطرق الشرعية أو غير الشرعية لترقيتهم - علي نفس الطريقة - ليحصلوا علي الاستاذية في أزمنة قياسية ويسعون بكل الجهد للمنح الخارجية أو التعيين في الفرص الذهبية التي تتيحها الجامعات أو في المعاهد الخاصة التي يشاركون «مع الاسف» في انشائها وإدارتها وهي بالمئات تنتشر في ارجاء الجمهورية.
هناك أساتذة أفاضل لا يستحقون ان نصفهم بالفشلة، وصف لا يستحقه من حصل علي تلك الدرجة العلمية الرفيعة لانهم أدوا دورهم علي أكمل وجه في ظل ظروف صعبة أبسطها محاربة من يستطيعون النط علي الحبال ومسح الجوخ والمحلسة فآثروا الابتعاد مكتفين بدورهم حتي ولو كان صغيرا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة