فيض الخاطر

عمدة القاهرة الغائب!

حمدي رزق

الثلاثاء، 02 أغسطس 2016 - 02:28 م

  ألم تقع أعين رئيس الحكومة علي قيادة مؤهلة، صاحب قرار يصلح محافظاً، هل يعقل أن تتحمل القاهرة مغبة تأجيل حركة المحافظين إلي حين؟

خيّر المهندس جلال سعيد بين البقاء في منصبه محافظاً للعاصمة أو حمل حقيبة النقل، فاختار الأخيرة تكليفاً، التخصص يحكم، وترك القاهرة آسفاً، ولم تعوض غيابه بعد، حتي وسط البلد صارت معتمة.

ويقوم نائبه اللواء أحمد تيمور بأعمال المحافظ ، يحاول جاهداً ملء الفراغ الكبير، أربعة أشهر والمحافظة بدون محافظ وهذا كثير، لا يعقل ولا يتصور أن تظل العاصمة المترامية الأطراف هكذا بدون عمدة يفكر في تدبير احتياجاتها والتزاماتها تجاه سكانها والوافدين إليها كل صباح.

لا أعرف اللواء «تيمور» جيداً، ولكنه إذا تحمل عبء العاصمة أربعة أشهر، وخاض تجربة المحافظ كقائم بالأعمال فلم لا يعين محافظاً، وهناك طمأنينة لأدائه، وإذا كان هناك تفكير في آخر فالتأخير يكلف القاهرة ما لا تحتمل من مغبة غياب المحافظ.

الصمت الحكومي علي غياب محافظ القاهرة يبدو غريباً، ألم تقع أعين رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل علي قيادة مؤهلة، صاحب قرار يصلح محافظاً للقاهرة، هل يعقل أن تتحمل العاصمة مغبة تأجيل حركة المحافظين إلي حين؟

وما للقاهرة بحركة المحافظين، كل محافظة يديرها محافظ، والإجادة درجات، والتوفيق يصاحب البعض، ويغيب عن كثير، ولكن القاهرة تفتقد المحافظ، المدير، المايسترو، المحرك، القلب النابض.

مواصفة المحافظ المطلوب ليست مستحيلة، وفي الأفق كثير من المحافظين أنجزوا في مهمتهم في محافظتهم ما يؤهلهم ترقية وترفيعاً إلي محافظ القاهرة، وغيرهم كثير من الشخصيات التنفيذية التي حققت علي الأرض شيئاً، وسابقة أعمالها تشير إليها وتؤهلها للقب العمدة، عمدة القاهرة، ويقيناً الأجهزة المعنية أمدت الدكتور احمد زكي بدر وزير التنمية المحلية بقائمة ترشيحات، وعليه يصبح بقاء القاهرة بدون محافظ لغزاً يستعصي علي الفهم والإدراك السليم.

يقينا لم تخل مصر من شخصية جادة تملأ الفراغ الذي خلّفه المهندس جلال السعيد، ولم تعدم مصر شخصية مؤمنة بالعمل العام لتقود القاهرة، ولم تجدب محافظة القاهرة من قيادة شابة من بين أعطاف المحافظة وأحيائها قادرة علي النهوض بالقاهرة، منصب محافظ القاهرة ليس صغيراً ولا هيناً ولا يحتمل هكذا خلوا.

مر علي القاهرة كثير من المحافظين، والقاهرة مدينة عاتية علي المحافظين، ولم ينجح فيها كثير، متاهة تتوه فيها العقول، وبدون مخطط مرسوم يعكف عليه نخبة من الخبراء تصبح مهمة المحافظ القادم جد صعيبة.

قاهرة الرجال تحتاج إلي مواصفة خاصة، إلي شخصية عامة، مؤمنة أولا بتطبيق القانون، مقتحمة للعشوائيات، ملتحمة بالجماهير، قادرة علي تحريك دولاب عمل ضخم وكثيف، وأخيراً شخصية مثقفة تعي دور القاهرة الثقافي، والحضاري والإنساني.

القاهرة بين العواصم العالمية مثل روما وباريس، عواصم تمثل حضارات وثقافات وتاريخ مجيد، عاصمة تملك كنوزاً مقبورة تدلل عليها شواهد الآثار والمعمار، القاهرة ليست عشوائيات وأرصفة وأشجارا ملونة تؤمها العصافير فحسب، بل تحوز تراث الأجداد.

إذا أحسنا اختيار محافظ القاهرة وتركنا إليه اختيار كبار مساعديه تكسب القاهرة كثيراً، معلوم أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً، ومحافظ القاهرة تأخر كثيراً.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة