زويل خلال حواره مع ياسر رزق
زويل خلال حواره مع ياسر رزق


زويل يكشف لـ«بوابة أخبار اليوم» أسرار اختراعه الجديد.. ميكروسكوب يرى الزمن

ياسر رزق

الثلاثاء، 02 أغسطس 2016 - 03:53 م

تنشر «بوابة أخبار اليوم» أخر حوار أجراه العالم المصري أحمد زويل مع الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار.

أجري هذا الحوار في شهر مارس من عام 2015 بجريدة الأخبار وتعيد «بوابة أخبار اليوم» نشره مرة أخرى وترصد في هذا الحوار حلم زويل الذى لم يكتمل والمشروع العلمى الكبير الذي كان يعكف عليه، وكانت تشير كل التوقعات إلى فوز العالم المصري بنوبل جديدة.

*العالم المصري الكبير  في حوار بالتليفون مع ياسر رزق:
*أتحدث لضيوف مؤتمر شرم الشيخ عن مزايا مصر وعلاقة الاقتصاد بالمعرفة
*شعرت بقشعريرة وأنا أشاهد أعمال شق القناة وسأحضر الافتتاح
*«مدينة زويل» في سبتمبر المقبل.. وأبحاثها تبدأ من حيث انتهي الآخرون
*«داعش» لا تمت بصلة للإسلام.. ولابد من تعاون القوي الكبري في محاربة الإرهاب

هذا اللقاء جري عبر المحمول فجر أمس بتوقيت القاهرة عصر أمس الأول بتوقيت الغرب الأمريكي
كان العالم المصري الكبير د.أحمد زويل في مطار لوس أنجلوس، يستعد للإقلاع إلي فرانكفورت، ومنها إلي القاهرة، ثم إلي شرم الشيخ، في رحلة تستغرق ١٨ ساعة في الجو و٦ ساعات ترانزيت علي الأرض، ليصل إلي مدينة السلام والمؤتمرات الكبري فجر اليوم.
علي مدي ٥٠ دقيقة، تواصل الحوار مع د.زويل من قاعة الانتظار لركاب الدرجة الأولي وحتي باب الطائرة.

في آخر مقابلة بيننا منذ شهرين بالقاهرة، تحدثت مع د. زويل عن آخر أبحاثه وفريقه العلمي، وكنت قد طالعت انه توصل إلي ابتكار، قد يقوده من جديد إلي منصة الأكاديمية السويدية فائزاً بجائزة نوبل ثانية.

يومها.. لم يشأ العالم الكبير ان يتحدث في تفاصيل، فالأعراف والتقاليد العلمية تمنعه من الحديث عن اكتشاف أو ابتكار، قبل ان يمر بمراحل تجربة وتثبت، تتوج بالنشر في دوريات الأبحاث العلمية.
أمس سألت د. زويل عن اختراعه الجديد، فأجاب: الحمد لله منذ اسبوعين نشرت مجلة «ساينس» أو «العلم» وهي كبري المجلات العلمية في العالم مقالاً عن آخر ما توصلنا إليه بجامعة «كالتيك» في عالم «النانو الكترونيكس» أو الإلكترونات متناهية الصغر، وهو ميكروسكوب رباعي الأبعاد، يرصد حركة الإلكترونات في أشباه الموصلات، ولأول مرة نري سرعة الإلكترونات التي تفوق أكثر من ألف مرة سرعة الصوت ويمكننا التحكم فيها، والمادة الأساسية في أشباه الموصلات هي السيليكون التي تنتج من الرمال وكل المواد الإلكترونية التي تعمل في أجهزة الموبايل الذكية والحواسب والسيارات وغيرها تعتمد علي السيليكون وأشباه الموصلات. وبهذا الاكتشاف نقدر ان نتحكم في سرعة الصوت، ونلحظ التغير في هذه المواد وهي «باليستية» في أقصر وقت. وسوف يؤدي إلي تطورات هائلة في أجهزة الكمبيوتر الفائقة «سوبر كمبيوتر»، وفي قدرات التخزين الرقمية الهائلة.

قلت للدكتور زويل: أعرف أن الأبعاد ثلاثة هي الطول والعرض والعمق.. كيف يكون الميكروسكوب رباعي الأبعاد؟
قال: المعني باختصار أنه يري الزمن. أي أنه يري أين هي المادة، والأهم الزمن الذي تستغرقه في الحركة من مكان إلي آخر.

ويضيف د. زويل قائلاً: هذا الاكتشاف ليس نتاج عملي منفرداً وانما هو جهد مجموعة أو فريق بحثي في «كالتيك» ولا يوجد في الشرق الأوسط خارج جامعة «كالتيك» من يستطيع أن يري حركة الإلكترونات إلا في مدينة زويل بمصر، فلدينا بها ميكروسكوب رباعي الأبعاد مثيل لما هو موجود بجامعة «كالتيك».
والأبحاث في مدينة زويل ستبدأ من حيث انتهت الأبحاث في «كالتيك» وقريباً ستنشر في الدوريات العالمية، وسيكون لها - رغم كل الصعاب - مكانة علمية عالية جداً.

وأسأل د. زويل عن أبحاث العلماء في مدينة زويل؟
يقول: هناك أبحاث في الطاقة والعلوم الطبية كالشيخوخة والجينوم والخلايا الجذعية، ولدينا استاذ لديه بحث عن تسليم قرص الدواء إلي المكان المناسب في جسم الإنسان عن طريق مواد جديدة «البوليمرات»، هناك أيضاً د.الخميسي الذي نشر له مؤخراً بحث في مجلة «ينتشر» أو «الطبيعة» العلمية الرصينة عن الجينوم باختصار نحن في مدينة زويل نؤمن بفكرة «القاطرة» التي تقود المجتمع، ونبدأ من حيث انتهي الآخرون.

 قلت: ماذا بعد النشر في مجلة «ساينس» عن الميكروسكوب رباعي الأبعاد؟
 قال: بعد النشر، يتم عمل براءة اختراع للورقة العلمية عن «الميكروسكوب رباعي الأبعاد»، وتأتي شركات لشراء البراءة واستخدامها تطبيقياً.

 قلت هناك من يري أن هذا الاختراع، قد يؤدي بك إلي الفوز بـ «نوبل» جديدة؟
قال: أنا لا أجلس لأنتظر بعد أي اكتشاف، إنما أواصل أبحاثي واستثمر النعمة التي أعطاها لي الله وهي التفكير في الجديد، وعندما فزت بجائزة نوبل كان عمري ٥٤ عاماً، بينما متوسط أعمار من يحصلون عليها في حدود ٦٥ عاماً، يومها قلت لنفسي لابد أن أكمل أبحاثي، وأخرج بجديد، وهكذا جاء الميكروسكوب رباعي الأبعاد وقد نلت عديداً من الجوائز من كبري جامعات العالم، وآخرها الدكتوراه الفخرية من جامعة «ييل».

قلت للدكتور زويل: عرفت أنك ستلقي كلمة في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، ماذا تنوي أن تقول؟
أجاب: دعيت لحضور المؤتمر وإلقاء كلمة، مثلما ألقيت كلمتي أمام مؤتمر «أخبار اليوم» الاقتصادي منذ ٦ أشهر سأتحدث صباح السبت بعد كلمة رئيس الوزراء وستكون كلمتي بالإنجليزية موجهة للضيوف الأجانب بعنوان «Egypt in prespective» أو «إطلالة علي مصر». وستكون الكلمة عن تجربتي في مصر ومزايا مصر، وعلاقة الاقتصاد المصري بالبحث العلمي والتعليم والوضع السياسي في مصر.
وفي رأيي أن المؤتمر بالغ الأهمية بالنسبة لمصر، والعالم مهتم به، لكني لا أجد الاهتمام الداخلي بالقدر نفسه الذي كنت أتوقعه، فكان من اللازم أن يعلن برنامج المؤتمر قبلها بشهر، وأن يشارك الإعلام بقوة في توضيح الأسس التي يقام عليها وجوانبه المهمة.

قلت: تابعت التعديل الوزاري.. ما رأيك في إنشاء وزارة خاصة بالتعليم الفني؟
قال: أنا أتابع كل ما يجري في مصر علي مدار الساعة، وأذكر عندما جلست مع الرئيس أنه قال لي: ٦٠٪ من خريجي التعليم الفني لا يجيدون القراءة والكتابة ان التعليم الفني له أهمية كبري فليس الماجستير والدكتوراه هما كل شيء.. التعليم الفني محترم جداً في اليابان وألمانيا، لذا تتسم صناعاتهما بالدقة الشديدة لكن السؤال: هل سنضع خطة واضحة وعلي مستوي عالمي للتعليم الفني وتصوراً إلي أين سنذهب خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة، أم سنكتفي بالأمور النظرية؟!

قلت: كيف تري من البعد حرب مصر علي الإرهاب؟
قال: أنا حزين، فنحن نجابه إرهاباً قادماً من ليبيا وفي سيناء، وتفجيرات في الوادي، حزين من الوضع الذي أراه، فنحن نريد أن نبني مصر الجديدة والحديثة، ونركز علي تشييد المشروعات الكبري.. صحيح أننا قادرون علي ضرب الإرهاب وتغيير الوضع، لكن لابد لنا كمصريين أن نتغير إنني عندما أسأل الناس أجدهم يقولون: «السيسي هو اللي هيعمل كذا وكذا».. ماذا سنفعل نحن؟.. هل نتركه يعمل بمفرده؟
ويضيف د.زويل قائلاً: نريد أن نركز علي العلم، وعلي الاقتصاد، فما لم تكن مصر علي المستوي العلمي المطلوب خلال ٣ أو ٥ سنوات، لن نصل إلي المستوي الاقتصادي المنشود. ان الاقتصاد قائم علي المعرفة، وما لم تكن لدينا معرفة فلن ندخل إلي الاقتصاد العالمي. لا خيار آخر أمامنا.. إننا نريد بلداً آمنا، ولدينا ثروة أو طاقة بشرية هائلة. وأذكر أنك قلت لي أنه لو لدينا ١٪ فقط من سكان مصر لديهم المعرفة والهمة، فسيكون لدينا مليون قاطرة.. إنني حزين، ولابد من حل لإنهاء الإرهاب، وأرجو من القوي العالمية.. الولايات المتحدة وأوروبا والصين، ان تشارك في هذه الحرب التي تكاد تضيع كل الشعوب.

قلت: أعرف أنك رجل متدين، كيف تأثر الإسلام بجرائم من ينتسبون إليه كتنظيم داعش؟!
قال: لقد عشت حياتي في أسرة متدينة، وكان منزلنا أمام مسجد إبراهيم الدسوقي، لابد من حذف كلمة اسلام من اسم «داعش» فهو تنظيم لا يمت بصلة للإسلام ولا لقيمه.

قلت في أغسطس المقبل سيتم افتتاح قناة السويس الجديدة.. هل تنوي حضور الاحتفال؟
قال: إن شاء الله.. وأذكر بعد تأمين القناة عام ١٩٥٦، وكان عمري ١٠ سنوات، أنني أرسلت رسالة للرئيس جمال عبدالناصر قلت فيها: ربنا يحميك، وقد رد عليّ بخطاب نشرته في كتابي «عصر العلم»، وكان الخطاب وكأنه نبوءة، عندما قال لي: إن العلم هو الذي سيبني مصر ولابد أن تحرص علي تحصيل العلم، ولقد ذهبت ومعي ٥٠٠ طالب من مدينة زويل إلي مشروع القناة الجديدة، وقابلنا الفريق مهاب مميش الذي احتفي بنا وقدم لي درع قناة السويس، وكنت أشعر بقشعريرة في جسدي وأنا أشاهد أعمال شق القناة، وأجد أمامي مصر تبني نفسها.

 قلت: متي سينتهي العمل في مدينة زويل؟
قال: عندما التقيت الرئيس السيسي قال لي ان مصر لن تبني إلا بالعلم، واتخذ قراراً بالانتهاء من مدينة زويل خلال عام، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة تباشر عملها لإنشاء المدينة علي مساحة ٢٠٠ فدان وأتصور أننا سنفتتحها في سبتمبر المقبل أو في أكتوبر علي أقصي تقدير.

كان د. زويل قد وصل إلي باب الطائرة، وودعته علي أمل اللقاء معاً في شرم الشيخ وانجاز وعده لنا بالكتابة المنتظمة في «الأخبار».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة