من باب العتب

موت استثنائي

د.محمود عطية

الخميس، 04 أغسطس 2016 - 02:11 م

لا جديد في الموت، ولا استثناء فيه، وكل نفس ذائقة الموت معلوم، لكن حين نفجع ونفقد توازننا برحيل بعضهم ونحن ندرك أنهم وأننا راحلون لا محالة، لابد ان نتوقف طويلا، نتفهم لماذا رحيل هؤلاء نحسه زلزلا مفجعا، ألم يكن غيابهم كغياب الآخرين حتميا وواردا؟

نعم غيابهم ككل الغيابات لكن عطاؤهم كان عطاء استثنائيا، عطاؤهم أهدي البشرية النور الذي أنهي الظلمة وخفف الآلام البشرية، أهدوا لنا البصيرة بعظمة الكون وكشفوا علاقاته الخفية، ارتقوا بنا وبالعالم خطوات للأمام نحو فهم أعمق لنا وللحياة ولضرورة العلم للإنسانية حتي تفك مغاليق ما غمض علينا، فقد مثلوا لنا دائما ذخراً وكنزاً لكل العالم ولأي مجتمع من المجتمعات، إنهم علامة علي تقدّم وتطوّر المجتمعات والأمم.

عزاؤنا الحقيقي فيهم هو تذكير الناس بأهمية العلم والعلماء، بتذكير البشر بأن كل ما تحقق كان بالعلم وبالعلماء ، وتاريخ العالم الحقيقي هو تاريخ العلم والعلماء، ولنتذكر جميعا كيف كان يحيا العالم بلا علم وكيف تخبطت الإنسانية وعاشت عصور ظلام وضلال حتي جاء نور العلم ليضيء الدنيا ويخفف معاناة البشر ويوحد مصيرهم.

برحيل بعضهم نفقد اخلص عشاق الحياة، حياتهم كانت خلاصا لنا ،وغيابهم يعوضنا عنه علمهم الباقي علي الأرض إلي قيام الساعة ، وما نقدمه عزاء لهم ولرحيلهم هو احترام العلم والعلماء، وقهر الخزعبلات والجهل الذي يرعي فينا وأكل الأخضر واليابس ومازال البعض يتشبث به ولم يكن يوما طوق نجاة لنا، بالعلم يحيا الناس وبالجهل تفني الحياة، بهم تحيا الحياة ولذلك يكون رحيلهم موتا استثنائيا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة