خواطر

هل تنتهي أزمة «الخطبة» بعد لقاء الرئيس بشيخ الأزهر؟

جلال دويدار

الخميس، 04 أغسطس 2016 - 02:22 م

 

بعد أن كتبت عن تفاصيل الاتصال التليفوني الذي تلقيته من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف حول ما جاء في مقالي «خواطر» تحت عنوان «لا.. لخلاف شيوخ الأزهر».. فاجأني وأسعدني اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي بفضيلة الدكتور أحمد الطيب إمام الأزهر الشريف. لا يمكن أن يخفي علي أحد وفي إطار الدعوة لمعالجة حالة الخلاف بين المؤسسة الدينية العريقة ووزير الأوقاف حول الخطبة الموحدة في المساجد.. ومن المؤكد انه كانت هناك فرصة ضمن القضايا التي تم استعراضها. تمثل ذلك في رد الفعل السريع بدعوة فضيلة شيخ الأزهر لوزير الأوقاف للقاء استهدف وضع حد لما هو مثار من خلاف بحث امكانات عودة التفاهم والوئام بين الطرفين.

فيما يتعلق باتصال وزير الأوقاف التليفوني فقد كان شرحا لوجهة نظره  حول هذه الأزمة الناشئة بلا مبرر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف. كنت قد ذكرت انه ليس من هدف لهذه الخطوة سوي تحقيق انضباط  ما يتم إثارته في خطبة الجمعة. أشرت إلي انها تأتي تمشيا مع الدعوة لتجديد الخطاب الديني. حرص الوزير علي ان يؤكد تجاوبه مع كل مضمون ما جاء في المقال.

أكد أنه لا يستهدف من وراء مشروع الخطبة الموحدة المكتوبة فرضها علي الأئمة وأن كل ما يستهدفه هو السيطرة علي الانفلات الذي قد تتسم به الخطب التي يلقيها بعض أئمة المساجد بدون إعداد مسبق.. ودون مراعاة للصالح الوطني. قال إن الدليل علي ما يقوله إنه لا يوجد أي قرار رسمي من الأوقاف فيما يتعلق بهذا الموضوع وأنها تمت في حدود التوجيهات التي تخضع للتجربة. أعلن انه وبصفته من أسرة الأزهر الشريف لم يسع إلي الخلاف أو الاشتباك وأنه يرحب بأي مبادرة لإزالة أي سوء فهم. أضاف بأنه يكن كل تقدير واحترام لمشيخة الأزهر الشريف وبكل المنتمين لهذه المؤسسة الدينية العريقة الذي هو جزء منها. من ناحية أخري قال لي وزير الأوقاف انه لا قيود إطلاقا علي إمام مسجد لديه القدرة علي تقديم الخطبة بالصورة التي تخدم الدعوة والصالح العام وتساهم في توعية المواطن بصحيح الدين مستندا إلي أحكامه وتعاليمه. قال إنه ليس مقبولا بأي حال ان تتحول بيوت الله إلي منابر خاصة لبعض الدعاة الذين لا يراعون الله والمصلحة العامة الوطنية. أشار إلي ما يعمد إليه البعض من استغلال المنابر في هذه المساجد لنشر الأفكار والتوجهات التي لا تتوافق مع الدين ورسالته بما يؤدي إلي الإخلال بعقول المصلين. ضرب مثلا علي ذلك بنتائج التجربة المريرة التي مرت بها في السنوات الماضية وانعكاساتها السلبية علي الصالح الوطني المصري.

حول هذا الشأن  قال وزير الأوقاف إن كل هذه المبادئ التي كانت وراء فكرة الخطبة الموحدة لصلاة الجمعة سوف تكون محورا لدورة إرشادية لأئمة المساجد. قال إنه سوف يؤكد في هذه الدورة انه لا إلزام علي أي إمام عالم متمكن وملتزم بالمبادئ والقيم المتوافق عليها. أكد أن الاجتهاد مسموح للجميع لإبراز الامكانات في هذا المجال.

فيما يتعلق بمدة الخطبة والتي يجب ألا تزيد علي عشر أو اثنتي عشرة دقيقة قال الوزير إن هذا  أمر اتفق عليه الفقهاء يخدم الدعوة. يأتي ذلك علي أساس ألا يصاب المصلي بالملل وعدم التركيز وضياع الوقت في السماع لما لا يفيد. وفي هذا الصدد قال انه لابد وأن يوضع في الاعتبار أيضا اختصار الوقت الذي يتم فيه غلق لبعض الشوارع لإقامة الصلاة بها كملاحق للمساجد وهو ما يؤدي إلي تعطيل المرور وحركة السير لفترة طويلة انتظارا لانتهاء إمام المسجد من خطبته وإقامة الصلاة.

ما فهمته من وزير الأوقاف فضيلة الدكتور محمد جمعة ان النية الصافية متوافرة وهو الأمر الذي لا يستدعي بأي حال من الأحوال استمرار خلاف شيوخ الأزهر حول أمر يمكن حله بالتواصل والتفاهم.. اعتقد انه وفق هذا الاتصال التليفوني وما دار من حديث استطيع أن أقول إنه كان تجسيدا لمشاعر ودية وانتفاء أي رغبة في استمرار الجفاء حول الخطبة الموحدة.

علي ضوء هذا الإحساس فإنني أري أن الكرة الآن في ملعب الأزهر الشريف لتصفية الأجواء وإعادة العلاقات الوطيدة التي كانت تربطه بوزارة الأوقاف دوما.  إنني علي ثقة تامة وإيمان راسخ بأن الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب حريص كل الحرص علي وحدة وصلابة العلاقة بين أبناء الأزهر الشريف. في نفس الوقت فإن الشيء المؤكد انه يدعم ويساند كل فكر وجهد فعال يصب لصالح الإسلام والدعوة وكذلك كل ما يحقق المصلحة الوطنية للدولة المصرية.

ومع دعوتنا لإنهاء الخلاف حول الخطبة الموحدة وتثمين الجهود التي تبذل لتحقيق ذلك.. فإنه لا يفوتني الإشارة إلي الدور غير المسئول والمريب لبعض مواقع الإعلام التي تتعمد بالزيف والاختلاق إلقاء الزيت علي النار فيما تتناوله بصورة غير صحيحة ويستهدف اثارة النفوس والترويج لما هو غير حقيقي.

كم أرجو ان نكون علي يقظة من أداء هذه المواقع التي تعمل علي زعزعة الاستقرار لخدمة أهدافها المناقضة للصالح الوطني.. إن علي الأجهزة المعنية بمتابعة مثل هذه المواقع ان تتحرك لكشف من وراءها واتخاذ ما يلزم من إجراءات لوقف هذا التخريب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة