يوسف القعيد يكتب

أدباء «أخبار الأدب»

يوسف القعيد

السبت، 06 أغسطس 2016 - 02:23 م

منعتني ظروف برلمانية قاهرة من الاستجابة لدعوة الصديق طارق الطاهر، رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب لأحضر حفل تسليم جوائز المسابقة الأدبية التي أقامتها جريدة أخبار الأدب. أذكر عندما نظم المرحوم جمال الغيطاني أول مسابقة أدبية في تاريخ أخبار الأدب. ويوم تسليم الجوائز ذهبت إلي جريدة الأهرام. كان نجيب محفوظ معه توفيق صالح. وقد عرضت عليهما الذهاب لحضور تسليم الجوائز الذي تم في مبني أخبار اليوم.

رغم عفوية العرض وفجائيته. ورغم أن نجيب محفوظ لا يستجيب للأمور المفاجئة. فهو يرسم خط سيره قبل الخروج من بيته ويلتزم به التزاماً صارماً حتي يعود إلي البيت. ويومها عرضت عليهما الفكرة لأبرر انصرافي مبكراً وتركهما أكثر من تصوري أنهما سيأتيان معي.

المفاجأة أن نجيب محفوظ رحب بالفكرة قال: هيا بنا. وهكذا دخلنا مكان الاحتفال وكان حضور نجيب محفوظ حدثاً. التقي بالفائزين وصافحهم والتقط الصور معهم وقضي وقتاً سعيداً بينهم. ذكره ببداياته الأولي. وأول جائزة حصل عليها في حياته.

وعندما قال لي طارق الطاهر إن الاحتفال سيقام في مسرح الهناجر قلت له لماذا لا يقام في الأخبار. كنت أبدي اعتراضي علي مسرح الهناجر انطلاقاً من هذه الذكري القديمة من أن توزيع الجوائز في مقر الجريدة يعطي الجائزة قائمة. لكن تصوري كان خاطئاً. ويبدو أنني أحيا أسير الماضي أكثر من قدرتي علي التكيف مع الحاضر أو الحلم بالمستقبل. لأن مسرح الهناجر الذي شاهدته في الصور المنشورة في عدد أخبار الأدب الأخير بدا أوسع وأضخم وأكثر مهابة مما نراه علي الطبيعة. ورأيت المكان يتسع لأعداد ضخمة من الكتاب والأدباء والمؤلفين. في حضور ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، وحلمي النمنم وزير الثقافة، خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، وشاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق الذي أسس لنفسه حضوراً أثبت أن الوزارة كانت جملة عابرة بالنسبة له.

أتمني أن تنشئ جريدة أخبار الأدب سجلاً للأدباء الذين فازوا بجوائزها. منذ البدايات وحتي الآن. ومن خلال هذا السجل قد نكتشف أن بعض الأسماء التي تملأ سماء الكتابة والإبداع في مصر قد تخرجوا من مدرسة أخبار الأدب. وكان العنوان الذي دونته الجريدة علي صدر صفحتها الأولي مهماً ودالاً:

- 14 أديباً تهديهم أخبار الأدب للحياة الثقافية.

المثقفون سيظلون - من الآن وإلي الأبد- قوة مصر التي قادت الوطن العربي والأمة الإسلامية والعالم الثالث. وجعلتهم جزءاً يقف في طليعة الحضارة الإنسانية. في ستينيات القرن الماضي أصبحت مصر في طليعة الأمة العربية بالكتاب والاسطوانة ولوحة الفن التشكيلي والفيلم السينمائي والعرض المسرحي والرقص الشعبي والمواويل وفنون الشعب المصري العظيم. إنها القوة التي يصفونها بالناعمة. وأنا أقول عنها القوة الحقيقية أو القوة الأولي والقوة الأخيرة.

>>>

وكما حالت ظروفي البرلمانية دون حضور احتفال أخبار الأدب، فهذه الظروف المعاندة أيضاً تحول دون مشاركتي في بعض أنشطة لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة. خصوصاً أن هذا العام ولأول مرة وفي ظل الدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس. لم يعد الصيف أجازة، نترك فيها العمل انتظاراً للموسم الجديد. الذي يأتي مع مقدمات الخريف.

كان ما يجري من قبل يقف ضد الطبيعة لأن الصيف موسم الأجازات. والفترة التي يكتشف الشاب فيها أن لديه فراغاً لا يعرف كيف يملأه. وبالتالي لا يجوز أن تأخذ الأنشطة الثقافية أجازة وقت الصيف كما كان يحدث. ومنذ نشأة المجلس الأعلي للثقافة بخمسينيات القرن الماضي.

الآن وفي ظل قيادة جديدة للمجلس أصبحنا نعمل في قلب فصل الصيف. وأثبت حضور الجمهور مدي دقة توصيف أن الصيف فصل عمل ثقافي، ولا يمكن أن يكون أيام أجازة كما تعودنا. لن أدخل في إحصاء ما قامت به لجنة القصة بالمجلس. فهذا الإحصاء يحتاج لمجلدات. ولا أحب أن أقوم به أنا.

صيف هذا العام شهد ندوات تخرج من دائرة القاهرة الجهنمية، التي تستحوذ علي كل شيء. ندوة لأدباء بنها. جاء من بنها مبدعوها ونقادها. وندوة لأدباء دمياط. وننسق لندوة لأدباء أسيوط. الذين يعانون من حالة اغتراب عن القاهرة ويعيشون بعيداً عنها. يعتبرون أن غربتهم لعنة تطاردهم وتحول بينهم وبين المشاركة في أنشطة القاهرة الثقافية.

أبناء الأقاليم، وكلنا جميعاً جئنا من هذه الأقاليم أصبح لهم مكان فيما نقوم به من أنشطة. لأن هذا حقهم علينا لا بد أن نوفيهم به بعيداً عن أي اعتبارات أخري.

يبقي الخروج من مقر المجلس في أنشطته لكل مكان في مصر. وهذا ما تحاوله معنا الدكتورة آمال الصبان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة