إحم إحم

فلوس بنك الحظ !

هشام مبارك

الأربعاء، 10 أغسطس 2016 - 03:00 م

الشباب أصابه الاحباط من الأرقام التى يسمعها عن الأجور التى تقاضاها الفنانون فى مسلسلات رمضان، تلك الأجور التى تصل لعشرات الملايين للبطل الواحد حسب ما تم تداوله خلال تصوير هذه المسلسلات وطوال عرضها وحتى الآن حيث ان حديث الأرقام من الأحاديث الشيقة التى يهوى الناس الخوض فيها رغم أنهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وعلى الرغم من أنى غير مصدق لهذه الأرقام مع حالة الكساد الاقتصادى والتى أثرت على جميع أوجه الحياة ومنها الفنية بالطبع إلا أن صمت الفنانين وعدم ردهم على ما ينشر جعلنى بدأت اصدقها خاصة أنه كما يتردد أنهم يخفون العقود الحقيقية التى يوقعونها مع شركات الإنتاج ويقدمون بدلا منها عقودا وهمية لمصلحة الضرائب رغم أن أغلبهم يصدعون رأسنا ليل نهار بالمشاركة (مجانا) فى الاعلانات التى تدعونا للتبرع للمشروعات الخيرية الكبرى!
وفقا لما تم نشره فى الشهرين الأخيرين يتصدر الزعيم عادل إمام القائمة بمبلغ 37 مليون جنيه ومحمود عبد العزيز 27 مليونا ومحمد رمضان 25 مليونا متفوقا بذلك على محمد منير الذى اكتفى بـ22 مليونا وكل من طارق لطفى ومصطفى شعبان 15 مليونا بينما جاء فى ذيل القائمة دنيا سمير غانم بـ10 ملايين جنيه! وقد راجعت القائمة عدة مرات وفى كل مرة أسأل نفسى أسئلة بدون اجابات من نوعية هو الكلام ده بجد؟ يعنى هل هى فلوس حقيقية أم فلوس من نوعية فلوس لعبة بنك الحظ؟ وإذا كان الأمر فيه مبالغة شديدة فلم لم يحاول أى فنان أى ينفى هذه الأرقام ويقول لنا الأرقام الحقيقية أو حتى تلك الأرقام التى يقدمها لمصلحة الضرائب؟
المشكلة الحقيقية فى تلك الأرقام أنها جعلت حلم التمثيل يراود أكثر من 90% من الشباب حتى دون أن يكون لديهم موهبة التمثيل أو حتى حب الفن من أساسه لكنهم باتوا متأكدين أن التمثيل هو أقصر وأسهل طريق لكى يتحولوا إلى مليونيرات فى غمضة عين حيث لم يعد الموضوع يحتاج لمشوار طويل من الكفاح والعرق مثلما كان حال الفنانين زمان، حيث هناك نماذج من الفنانين الجدد تحولوا لمليونيرات من العمل الثانى وفقا لمتطلبات العرض والطلب وسوق الانتاج والتوزيع، حتى لعب الكرة لم يعد ينافس التمثيل فى الرغبات الاولى عند الشباب لأن المجهود البدنى الذى قد يبذله لاعب الكرة لا يحتاج نصفه لو كان ممثلا أو هكذا يظن الشباب الذين يرون فى الممثل قدوتهم التى لو فعلوا مثلها لعرفوا لغة الحسابات التى يحلمون بها.
الكارثة الأكبر هى تدهور المحتوى الفنى لغالبية الأعمال التى شارك فيها كبار النجوم باستثناء ربما عمل أو اثنين على الأكثر لفتا أنظار الجماهير خلال رمضان وهما ونوس بطولة يحيى الفخرانى وجراند اوتيل بطولة عمرو يوسف رغم أنهما لم يحظيا بنفس كم الدعاية التى توافرت لغيرهما من المسلسلات، والغريب كذلك فى الأمر أن الاعلانات تتهافت على أعمال النجوم الكبار بغض النظر عن محتوى المسلسل اعتمادا على أن أعمال هؤلاء النجوم تحظى بأكبر نسبة مشاهدة مهما كان محتواها وهو الكلام الذى ثبت عكسه هذه المرة حيث انصرف الناس عن أعمال تصدرها كبار النجوم مثل عادل امام ومحمود عبد العزيز وغيرها من أعمال جاءت الفقرات الاعلانية التى تخللتها أفضل بكثير من مستواها الفنى وهو جرس انذار لعل كبار فنانينا أن يدركوه قبل فوات الأوان أو يكتفوا بمشاركتهم فى إعلانات «المحمول» ليضربوا 3 عصافير بحجر واحد، فيضمنوا نسبة مشاهدة مرتفعة، وكام مليون جنيه تضاف لدى «رصيدهم» فى البنك قبل أن ينفد آخر ما تبقى من «رصيدهم» عند المشاهدين!

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة