في الصميم

بين بريطانيا والإخوان «الضنا.. غالي»!!

جلال عارف

الخميس، 11 أغسطس 2016 - 03:28 م

 

لم أفاجأ مطلقاً بموقف الخارجية البريطانية وهي تفتح أبواب اللجوء »السياسي!!»‬ أمام مجرمي جماعة »‬الإخوان» الهاربين من العدالة المصرية بحجة أنهم يواجهون »‬إستهدافا قضائيا»!!
نعرف جميعاً، وربما يعرف السفير البريطاني في القاهرة الذي يستعرض علي الدوام محبته للمصريين، ويترجمها إلي صورة مع الكابتن رمضان صبحي، أو جلسة علي مقهي في حي شعبي، أو تهنئة للزمالك أو الأهلي في حالة الانتصار.. نعرف جميعا، ويعرف السفير أن »‬الضنا.. غالي» كما نقول علي ابناء اعزاء ربيناهم في أحضاننا، وقدمنا كل ما نستطيع لمساعدتهم!!
»‬الضنا.. غالي».. هذا ما تطبقه الحكومة البريطانية مع »‬الإخوان» الذين أسسوا جماعتهم في أحضانها وتحت رقابتها وهم يحتلون مدن القناة »‬!!» والذين ضمنوا تمويلهم من شركة قناة السويس قبل تأميمها »‬!!» والذين وقفوا ضد عبدالناصر وحاولوا قتله وهو يحقق مطلب المصريين علي مدي اكثرمن سبعين سنة بجلاء الاحتلال »‬!!» والذين وقفوا ضد شعب مصر، ومع بواقي احزاب ما قبل الثورة يؤيدون عدوان ١٩٥٦ علي أمل أن يعيدهم للسلطة.. ولو كان الثمن سقوط قناة السويس في يد الأجانب للأبد، وسقوط الارادة المصرية المستقلة إذا تحققت أوهامهم في فشل التأميم وسقوط عبدالناصر!!
»‬الضنا.. غالي».. ولهذا لم يتوقف الدعم البريطاني لجماعة الإخوان منذ نشأتهم وحتي الآن. ظلوا يستخدمونهم أدوات في صراعات المنطقة التي تديرها أجهزة المخابرات البريطانية لحسابها، أو حتي لحساب شركاتها وفي مقدمتهم أمريكا التي اعتمدت علي بريطانيا باعتبارها الحليف المخلص، والتابع الأمين، والخبير في شئون المنطقة التي كانت جزءا من امبراطوريته قبل ان تسقطها مصر بعد ثورة يوليو وحرب السويس.
»‬الضنا.. غالي».. ولهذا ظلت لندن هي مقر التنظيم الدولي للإخوان، ومركز عمليات الجماعة الإرهابية التي التزمت علي الدوام بعدم المساس بالمصالح البريطانية، وبأن تكون منفذا للسياسة التي ترسمها لندن لأعوانها في المنطقة العربية، والتي هي في النهاية ترجمة لما تريده واشنطون التي لم تترك وسيلة إلا واستخدمتها ليصل الإخوان لحكم مصر، ولم تنس - حتي الآن- ثأرها مع شعب مصر وجيشها بعد أن أسقطا في ٣٠ يونيو حكم العميل الاساسي المستعد لبيع الوطن.. لأنه لايعترف به!!
نقدر للسفير البريطاني في كل جهوده للتقارب مع الناس في مصر. ولكن ماذا سيقول لهم عن شهداء سقطوا برصاص »‬الإخوان» أو الجماعات التي خرجت من عباءتهم، بينما حكومته تعلن عن منحها حق اللجوء السياسي للقتلة اذا هربوا الي لندن؟! هل لديه اجابة الا ان »‬الضنا.. غالي»؟! و»‬الإخوان» بالنسبة لبريطانيا هم »‬الضنا الغالي» الذي يصعب التخلي عنه وحتي وان جلب لأصحابه في النهاية »‬الضنا».. بمعني الشقاء!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة