نقطة فوق حرف ساخن

الإيكونوميست الدفع في مقابل النشر

عمرو الخياط

الخميس، 11 أغسطس 2016 - 04:08 م

 في  يونيو قبل الماضي، كانت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي المهمة إلي ألمانيا، وسط هجوم إعلامي منظم من إعلام مكتوب او مرئي ألماني، مليء بالاكاذيب والحقد ليس علي شخص رئيس الجمهورية فقط وإنما علي شعب مصر الذي اطاح في ثورة تاريخية قبل الزيارة بعام كامل بحكم الإخوان ومعه أضاع مخططا دوليا كان يستهدف تقسيم مصر وإضعافها والقضاء علي قوتها كدولة مؤثرة في المنطقة.
كان من الطبيعي ان تكتشف بسهولة وأنت تقرأ ما ينشره الإعلام الألماني من وراءه والهدف منه، فالإخوان وآلتهم الإعلامية كانت هي التي تمد الاعلام الألماني بالأكاذيب والحكايات المفبركة وكان هدفهم هو افساد زيارة الرئيس لألمانيا خاصة وأنها كانت محطة مهمة في طريق استعادة ما يمكن ان يطلق عليه الشرعية الدولية لصالح ٣٠ يونيو. وقتها قرر رجل الأعمال المصري محمد ابو العينين ان ينشر ردا علي هذه الاكاذيب في احدي أشهر الصحف الألمانية، وبعد مفاوضات كنت شاهدا عليها، رفضت إدارة تحرير صحيفة فرانكفورتر الجماينا نشر اي شئ، مما اثار حفيظة الرجل، فقرر نشر مقال مدفوع الأجر لتوضيح الحقائق للشعب الألماني، الغريب ان الجريدة وافقت علي الفور في مقابل حصولها ومعها جريدة اخري علي مبلغ ١٦٠ ألف يورو، وتم النشر بالفعل، ولم تعترض الجريدتان علي اي كلمة في المقال، بالرغم من أنه كان يفند كل الأكاذيب التي بثتها كتائب الإخوان بدءا من ان ما حدث في مصر كان انقلابا انتهاء بانهيار الاقتصاد المصري وعدم جدوي حفر قناة السويس الجديدة دون اعتراض علي اي كلمة او صورة في المقال. بعد الزيارة الناجحة للرئيس في ألمانيا كان متبقيا ايام قليلة علي افتتاح قناة السويس الجديدة، وتلقي ابو العينين اتصالا من صحفية في الايكونوميست البريطانية تطلب منه حديثا مطولا عن قوةه الاقتصاد المصري في أعقاب افتتاح قناة السويس الجديدة بصفته من اكبر رجال الأعمال المصريين، وتم تحديد موعد اللقاء وسط دهشته ودهشتنا من التغير الاستراتيجي في التناول الإعلامي البريطاني لما يحدث علي ارض مصر من مشروعات عملاقة، ولما حضرت الصحفية التي كانت ترتدي القليل من الملابس والشفاف منها، كشفت علي ان هذا الحديث سيكون مقابل الاشتراك في ملحق إعلاني سوف يموله عدد من رجال الأعمال المصريين بمناسبة قرب موعد افتتاح قناة السويس، وسوف يتحمل كل واحد منهم مبلغ ١٣٥ الف دولار والمستهدف من الملحق 2.5 مليون دولار !!!!!! وبالطبع قوبل طلبها بالرفض ولم يتم اجراء الحديث، ولم يتم ايضا نشر الملحق الذي كان هدفه الأساسي الإشادة بالاقتصاد المصري ومشروعات مصر القومية التي يؤسسها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبعد عام من افتتاح القناة نشرت نفس الجريدة تقريرا من غير إشارة لاسم كاتبه، يقدم رسالتين الأولي انهيار الاقتصاد المصري وعدم جدوي المشروعات العملاقة ومنها قناة السويس، والثانية عدم ترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسية جديدة بعد انتهاء مدته الأولي، فهل هذا نوع من الضغط لفشل الجريدة في جمع 2.5 مليون دولار من رجال اعمال في ملحق وهمي ؟ ام هو نفس المنطق الذي اتخذته الجارديان في الخمسينيات ضد الرئيس عبد الناصر عندما شرع في بناء السد العالي واعتبروه مشروعا فاشلا ؟ ام هي رسالة إعلامية توجهها جريدة اقتصادية كبري إلي الخلايا النائمة والساكنة للتحرك ضد الدولة المصرية وإسقاطها ؟ والسؤال الاهم الذي لم اجد لة اجابة: لماذا لم يتم وضع اسم لكاتب المقال وهو الأمر الطبيعي والمنطقي والمتبع في مثل هذه الموضوعات ؟.
أسئلة اتصور ان إجاباتها سهلة ومعروفة خاصة لو قرئت بعناية كيف يلعب المال دورا في تغير سياسات تحريرية للصحف في الخارج ومن ثم تتلون الجريدة وفق هوي من يدفع؟

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة