المهندس فؤاد رشاد رئيس فجر المصرية الاردنية المسئولة عن نقل الغاز
المهندس فؤاد رشاد رئيس فجر المصرية الاردنية المسئولة عن نقل الغاز


الحرب السورية تقف ضد مسيرة انطلاق خط الغاز العربى ومصر تستعد لإستئناف تشغيله

خالد النجار

السبت، 13 أغسطس 2016 - 12:53 م

 
 
 
 
 
قطر تسعى بمعاونة أمريكا لإقامة خط جديد  للوصول لأوروبا ومنح  تركيا وإسرائيل مزايا للسيطرة عالميا
 
 
 
 
مؤخرا بدأ الغاز يرسم خريطة الحرب، وبات واضحا أن بوصلة الدمار اتجهت إلى عدة دول عربية بحثا عن النفط ، ودخلت قطر إلى عمق ليبيا لتعاون أمريكا فى تجريف حقول النفط الليبية ، مثلما فعلت مع إيران فى شفط النفط العراقى ، ودخلت على الخط تركيا تبحث عن قطعة من كعكة الغاز ، تصارعها قطر التى لم يكفيها مواردها التى وضعتها فى مصاف الدول الأولى فى إنتاج الغاز ، و بدأت محاولات قطرية تركية مدعومة من أمريكا بإنشاء خط جديد يكون بديلا لخط الغاز العربى ، تقوم على إنشائة قطر وتركيا بمعاونة ومباركة أمريكا ، ليكون منافس قوى لخط الغاز العربى الذى ظهر كشريان قوى يربط أوصال الدول العربية الشقيقة ويؤكد وحدتها ، وجاء إقامة خط الغاز العربى بمثابة رسالة معنوية للترابط العربى ، ليجلب الغاز من مصر ليصل إلى الأردن عبر العقبة قادما من طابا أسفل خليج العقبة، ليسير فى أمان بالأراضى الأردنية ليبدأ رحلتة إلى سوريا عبر منطقة الرحاب على الحدود السورية الأردنية ، ثم يصل إلى لبنان ، وفى حالة وجود فائض يتم بيعه إلى تركيا . 
لكن خطة الهيمنة الغربية جعلت الحلم العربى يتوقف عند الأردن ، التى اضطرت إلى وقف الإمدادات لسوريا بعد تصاعد النيران ورءوس الصواريخ عند غرف تفتيش الغاز والوصلات التى تمد سوريا بالغاز العربى . 
وفى انتظار الأمل بدأت كتيبة العمل المصرية الأردنية التى يقودها مايسترو العمل المهندس فؤاد رشاد كبير المديرين بشركة فجر الأردنية المصرية التصدى للدمار واستخدام طرق فنية توقف الغاز وتأمين الخط وغرف التفتيش بمعاونة فريق متميز يقوده المهندس أحمد محمود مدير العمليات بفجر الأردنية المصرية ومجموعة متميزة وواعدة من شباب المهندسين الإردنيين .  
اتخذت كتيبة العمل هدفا واحدا هو تأمين خط الغاز العربى وعمل كل التجهيزات الفنية لتدفيعه مرة أخرى فور توقف الرصاص الذى كاد يفجر غرف التحكم وضخ الغاز ، وجهزوا أنفسهم لإستئناف الضخ خلال ٤٨ ساعة من توقف الصواريخ والرصاص الذى كان يسقط يوميا فوق رؤوسهم . 
جهود جبارة تبذلها الأجهزة الفنية بوزارة البترول المصرية والأردنية وتنفذها شركة فجر الأردنية المصرية بالتعاون مع جاسكو ،لتأمين خط الغاز العربى ، وانتظار الأمل فى توقف الحرب السورية ليتم ضخ الغاز من جديد، لتعود معه الحياة والتنمية ودعم الإقتصاد ، لكن يبدو أن لبعض الدول الغربية وأمريكا وللأسف بعض الدول العربية التى تطمع فى النفط والغاز بمعاونة تركيا رإى اخر. 
إصرار واضح وحماس قوى من المصريين والأردنيين على تأمين خط الغاز العربى واستمرار صيانتة وانتظار تشغيله كاملا كشريان عربى مهم يدفع للنماء، كتيبة متناغمة تبدء عملها فى العقبة لحظة استلام الغاز من مراكب الغاز مرورا بالأردن ليتوقف الحلم مؤقتا فى الرحاب الحدودية لينتظر توقف النار ، وتضم الكتيبة شباب واعد من فريق عمل فجر الإردنية فى العقبة بقيادة المهندس المصرى الشاب أحمد الموجى مدير منطقة العقبة، ومعه شباب المهندسين الأردنيين محمد الضميرى وطارق المومنى ومحمد بسيونى ، ومعهم من جاسكو المهندس ياقوت حسن زوق مدير عام منطقة الأردن والمهندس مصطفى العاصى مدير منطقة العقبة والمهندس وائل زهران مهندس الصيانة بجاسكو ، ومهندس عبدالغفارعبده ، والكيميائى ايهاب السخاوى . الجميع ينتظرون توقف الحرب لتكتمل انطلاقة الغاز لسوريا ولبنان، وهم يعملون الان فى تنظيم عملية نقل الغاز من مراكب تسييله بميناء العقبة وضخة عبر خط الغاز العربى الى الاردن ومصر لتشغيل محطات الكهرباء وانتظار تشغيل المصانعر، وذلك بعد أن توقفت الامدادات من مصر الى الاردن. 
وقد جاء إنشاء خط الغاز العربى بمثابة الحلم العربى ، بإصرار عربى وبتمويل عربى، جاء بأسرع مما توقع البعض وبمساهمة من الصندوق الكويتى للتنمية، وفى خطوة سارت على خطاها دول آسيوية وأوروبية فيما بعد عبورا فوق الحواجز الجغرافية والسياسية وتحقيقا للتكامل الاقتصادى، ليساهم فى تنمية أربع دول عربية هى مصر والأردن وسوريا ولبنان. وكانت الإجراءات التنفيذية لمد أول خط غاز يربط بين الدول العربية وبعضها قد بدأت من خلال مد أنبوب نقل الغاز الطبيعى من مصر إلى الأردن، كمرحلة أولى تبدأ من العريش وتنتهى بالمنطقة الصناعية بالعقبة الأردنية انطلقت المرحلة الأولى من القاهرة كأول خطوة فى مشروع ربط الغاز العربى، الذى يبدأ من مصر مارا بالأردن ثم سوريا ولبنان، ويتولى نقل نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعى سنويا. ويصل طول المرحلة الأولى إلى نحو 264 كيلومترا تتضمن 16 كيلومترا أسفل سطح المياه فى خليج العقبة، وبعمق 850 مترا، ويمر الخط بمحاذاة الحدود المصرية مع الأراضى المحتلة لمسافة 82 كيلومترا تبدأ من القسيمة وحتى طابا. ووصلت تكاليف إنشاء المرحلة الأولى إلى 220 مليون دولار منها 70 مليون دولار تمويلا ذاتيا و150 مليون دولار تم توفيرها من خلال قرض تمويلى مع الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية والصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى. والمرحلة الثانية،من العقبة مرورا بعمان وسمرا والرحاب ثم الحدود الأردنية السورية ونفذتها الأردن، أما المرحلة الثالثة فتبدأ من الحدود الأردنية السورية متجهة شمالا إلى حمص بسوريا ثم غربا إلى طرابلس بلبنان ثم شمالا إلى الحدود السورية التركية. ولعل أهم مايحققه من مكاسب أبرزها تحقيق عائد من النقد الأجنبى للدول المصدرة للغاز، ومنها مصر وسوريا، بالإضافة لحصول كل دولة من الدول التى يمر بها الخط على عائد مقابل نقل الغاز للدول المستهلكة. والإهم من العائد المادى أنه يدعم التعاون العربى فى مجال الصناعة وذلك بتوفير الطاقة اللازمة لحاجة النمو الاقتصادى فى الدول العربية التى يتراجع فيها إنتاج الطاقة ومنها الأردن. 
ويأتى خط الغاز العربى كأحد أهم الشرايين الاقتصادية فى مجال الطاقة ويعزز العلاقات المشتركة بين الدول المؤسسة له مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق .
وتسعى قطر بمعاونة الولايات المتحدة لإقامة خط جديد يكون بديلا لخط الغاز العربى لينقل الغاز القطرى عبر أنبوب إلى حمص، ومنه إلى أوروبا. ليمنح  تركيا و«إسرائيل» مزايا جديدة في السيطرة على تجارة الغاز العالمية.

إعادة سريان الغاز العربى فى أنابيب خط الغاز العربى هى بمثابة قبلة الحياة التى تعيد النماء للمنطقة العربية بعدما تعاظمت فاعلية الغاز فى كثير من الصناعات الحيوية وكونه الوقود النظيف لتوليد الكهرباء، ويبذل المهندس طارق الملا وزير البترول ومعه د ابراهيم سيف وزير الطاقة الاردنى جهودا ملموسة فى دعم فجر الإردنية المصرية المسئولة عن نقل الغاز عبر الخط الى الاردن للمحافظة على تأمين الخط وصيانتة ليكون جاهزا لضخ الغاز للدول العربية المار فى أراضيها فور توقف نار المدافع التى تهدد السلام وتعرقل مسيرة التنمية وانعاش الاقتصاد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة