د.وفاء حجاج
د.وفاء حجاج


د.وفاء حجاج الحاصلة على جائزة التفوق العلمي: مبيد حيوي لمكافحة تشوه المانجو |حوار

حسنات الحكيم

الأحد، 14 أغسطس 2016 - 02:24 ص

كوكتيل من الجوائز والتكريمات يسير على قدمين.. هذا هو الوصف الدقيق للدكتورة وفاء حجاج الأستاذ بقسم أمراض النبات والقائم بأعمال رئيس شعبة البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومى للبحوث التى قضت حياتها فى مجال المكافحة الحيوية لأمراض النبات، ولم يكن الطريق سهلا امامها، فقد تخرجت فى كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1986 وكانت الاولى على دفعتها ولم يكن لها حظ فى التعيين بالكلية، وقال لها احد المسئولين بها: «لا نريد فتيات فى قسم امراض النبات»، فزادها ذلك اصرارا على ان تثبت للجميع ان المرأة قادرة على التميز والابتكار، وأنه لا شئ يقف امامها اذا صممت على النجاح والتميز لتحصل على 27 جائزة كانت آخرها جائزة التفوق العلمى لعام 2015.. د. وفاء تتحدث الينا خلال هذا الحوار حول أهم ابتكاراتها العلمية والجوائز والتكريمات التى نالتها خلال رحلتها العلمية والبحثية..

< حصلتِ على جائزة تنمية الابتكار من أكاديمية البحث العلمى عن ابتكارك الجديد «مبيد حيوى لمكافحة تشوه المانجو» فما هو مرض التشوه الخضرى والزهري؟ وكيف يؤثر على محاصيل المانجو؟
- يعتبر مرض التشوه الخضرى والزهرى بالمانجو من الأمراض الخطيرة التى لم يتم التأكد من سببها المرضى إلا منذ سنوات قليلة وتسببه أنواع من فطر فيوزاريوم. ونتيجة السياسة الزراعية لمحاولة زيادة الإنتاج ومقاومة الآفات الزراعية والتى من أهمها الآفات التى تصيب المجموع الخضرى والزهرى، حيث تتراوح نسبة الإصابة الناجمة عنه بين 20- 80% من إجمالى الإنتاج الزراعى فقد صاحب ذلك إضافات كثيفة من المبيدات الزراعية، بالإضافة إلى منظمات النوهرومونية لعلاج ظاهرة التكتل والتشوه دون اعتبار للجوانب السلبية على البيئة أو على صحة الإنسان أو على جودة المنتجات الزراعية أو وجود متبقيات للمبيدات فى المنتج الزراعى مما أدى الى الحد من التصدير للأسواق الأوربية والعربية والتى تلتزم بحدود معينة لنسب المتبقيات.
 مبيد حيوى
< ومم يتكون المبيد الحيوى الذى قمت بابتكاره وبم يتميز عن غيره من المبيدات؟
 - بعد العديد من الابحاث استطعت ان انجح فى تقديم المبيد الحيوى لمكافحة مرض التشوه الخضرى والزهرى لشتلات وأشجار المانجو فى مصر والعالم وهو ما يعتبر مبيدا حيويا جهازيا ذا فاعلية تطبيقية نشطة فى مكافحة مرض تشوه المانجو والمسبب لتكتل الشماريخ الخضرى والزهرى بشتلات وأشجار المانجو كبديل لاستخدام المبيدات الكيماوية. والمبيد الحيوى يتكون من مادة فطرية مستخلصة من ميكروب حيوى معزول من البيئة المصرية. والمبيد الحيوى آمن وسهل فى تطبيقه بدون خطورة على صحة الإنسان أو مزارع الحيوان والبيئة. ويستخدم فى صورة محلول لرى التربة حول جذور الأشجار.
< تمثل الفطريات خطرا كبيرا يهدد الانسان والحيوان والنبات ايضا، فما هى الفطريات وكيف تنتشر ومدى تأثيرها على الكائنات الحية؟
- الفطريات كائنات دقيقة تظهر تحت الميكروسكوب ولا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ويمكن أن ترى تأثيرها ظاهرًا وواضحًا على النبات، وتنشأ البكتيريا نتيجة وجود رطوبة عالية أو فى حالة التخزين غير الجيد، حيث تتجمع الجراثيم أو الوحدات التركيبية الخاصة بها التى يمكن رؤيتها بالعين المجردة، هذه الكائنات يوجد منها ما هو نافع ومنها ما هو ضار، والنافع منها هو ما يتم استخدامه فى عمليات المكافحة فى انتاج مضادات أو انزيمات، أو غذاء، أو بعض المواد التى يمكن أن تستخدم كصبغات أو خلافه. الا أن هناك عددا هائلا جدًا من الكائنات الممرضة الموجودة فى الطبيعة، والتى تصيب النبات بدءًا من مرحلة البذرة، وهى مراحل النمو الطبيعى للأشجار، وحتى وصولها الى الأجزاء الشجرية، ومن ثم الأجزاء الثمرية والأجزاء التى تؤكل، ثم بعد ذلك تصل الى الأجنة الخاصة بالنباتات فتصيبها من خلال البذور، ويترتب على ذلك أنه عند زراعة هذه البذور مرة أخرى تكون معها الكائنات الممرضة، هذه الكائنات يحتمل وجودها مع الغذاء أو الثمار، أو موجودة على الأجزاء التى تؤكل، حيث نجد أن كثيراً من الثمار يكون عليها بعض الفطريات وتركيباتها المختلفة من الجراثيم، وبالتالى قد يكون ذلك له تأثيرات مضرة اذا لم يتم مكافحتها من خلال وجودها تحت الظروف الطبيعية الموجودة فى الحقل، ومن الطبيعى أنه فى خلال فترة نمو النبات تقلل من الانتاجية بكميات كبيرة، وتقلل من النوعية، المشكلة أنه عندما تصيب الفطريات الأجنة أو البذور أو الأماكن التى تؤكل من النبات، فانها تترك حتى بعد مكافحتها أو استئصالها مواد سامة، هذه المواد التى تتواجد فى النباتات يكون لها تأثير سام على النبات، ثم بعد ذلك على الانسان وكذلك الحيوان الذى سيتناولها.
> إذن هل يمكن تناول الجزء السليم من الثمرة والتخلص من الجزء المصاب؟
- المشكلة الأكبر أننا عندما نتعامل مع ثمرة أو نبات مصاب بالبكتيريا ونزيل الجزء المصاب ونتناول الجزء السليم، فقد يحتوى هذا الجزء على نسبة من السموم التى تركتها هذه الفطريات، مما يؤثر على صحة الانسان والحيوان اذا ما تم تناولها. كذلك توجد مشكلة أخرى تأتى فى النباتات التى يتم زراعتها بغرض استخدامها كأعلاف للحيوانات وتحتوى على الفطريات وسمومها، بالتالى تكون مضرة ومن الافضل عدم تناولها.
 سلالة أقوى
< ماهى الطرق المستخدمة للقضاء على الفطريات؟
- هناك وسائل كثيرة لمكافحة هذه الفطريات مثل المكافحة الطبيعية، ومع الزيادة السكانية الرهيبة، ومع حرص الفلاحين على جنى أكبر قدر من المحصول، بدأ الفلاح يضع سماداً بكثرة ويروى بكثرة، فحصل على مراده ولكن مع ارتفاع درجة الغذاء داخل النبات وكذلك زيادة درجة السكر والعصيرية، ما جعل النبات أكثر عرضة للاصابة بأنواع الفطريات، ولكى يكافحها بدأ يستخدم المبيدات بمختلف أنواعها وأشكالها، ما يجعل البكتيريا تخرج علينا بسلالة أخرى اقوى من الأول، لا تتأثر بالمبيدات، وبالتالى زادت الاصابات، هذا كان يحدث لفترة قريبة، أما اليوم فأوجدنا طرقاً كثيرة آمنة بدأنا فى استخدامها ويمكن أن يكون لها دور فعال فى أن تصل بنا الى أسلوب مكافحة آمن وهو العودة الى الطبيعة واستخدام ما يسمى بالمكافحة الحيوية، حيث هناك كائنات من الفطريات نافعة كانت تقتلها المبيدات، فنقوم بعمل نوع من التوالد لها بحيث تنمو وتتطفل على الفطريات الضارة، فيستطيع النبات أن يتغذى بطريقة طبيعية بفعل هذه الكائنات الحية التى كانت موجودة من قبل وتقتلها الميكروبات. وهناك مواد آمنة تستخدم فى رفع مناعة النبات، تجعله يكافح ليس فقط أنواع الفطريات، بل يمكن مقاومة أنواع أخرى من الأمراض، مثل مضادات أكسدة أو فيتامينات، أو مواد غذائية منتظمة، أو عناصر متوازنة، وبذلك ينمو النبات صحيحًا.
< حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات.. حدثنيا عن ابرزها.؟
- حصلت على مدار تاريخى العلمى على حوالى 27 جائزة دولية ومحلية منها جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الزراعية وجائزة البحوث البيئية والتربية البيئية، وجائزة أكاديمية البحث العلمى، وجائزة المرأة المخترعة من الاتحاد الأوروبى عام 2012 و12 جائزة ذهبية وكأس المرأة المخترعة من العديد من الدول.. كما نلت التكريم من المركز الإقليمى لصحة المرأة عام 2013 ومنظمة الفاو ووزارة الزراعة عام 2013.. والجائزة الذهبية للاختراعات والابتكار من الهيئة الدولية KIWIEالكورية، وجائزة خاصة من اتحاد المخترعين الأوروبى للمرأة للتعريف بالسيدات المخترعات خلال المؤتمر الدولى الأوروبى نوفمبر 2013 بالسويد، وتكريم من وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO) كما حصلت بفضل الله على جائزة التميز العلمى 5 مرات على مدار تاريخى العلمى. وآخر جائزة حصلت عليها هى جائزة الدولة للتفوق العلمى لعام 2015.
 براءات اختراع
< وماذا عن براءات الاختراع التى حصلت عليها؟
- الحمد لله حصلت على العديد من براءات الاختراع ومن أهمها براءة الاختراع التى حصلت عليها من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا عن «مبيدات حيوية لمكافحة أمراض البياض الدقيقى، التشوه الخضرى والزهري» وبراءة اختراع عن «مبيد حيوى لمكافحة مرض العفن الرمادى (بيومولد)» كما حصلت على براءة اختراع عن «مبيد حيوى لمكافحة مرض التشوه الخضرى والزهرى بالمانجو».
وقد سجلت مؤخرا براءة اختراع فى اكاديمية البحث العلمى «لمبيد حيوى لتقليل تأثير السموم الخلوية للأوكراتوكسين». وسجلت أيضا ابتكارى «مبيد حيوى لمقاومة الاجهادات الحيوية والبيئية»، كما انى اعتز جدا بابتكارى لتأسيس وحدة ومجال جديد بالمعامل المركزية بالمركز القومى للبحوث عن إنتاج المبيدات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة