صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مصر تستعد لإستئناف تشغيله

الحرب السورية تقف ضد مسيرة انطلاق خط الغاز العربي

خالد النجار

الأحد، 14 أغسطس 2016 - 06:57 ص

مؤخرا بدأ الغاز يرسم خريطة الحرب، وبات واضحا أن بوصلة الدمار اتجهت إلى عدة دول عربية بحثا عن النفط ، ودخلت قطر إلى عمق ليبيا لتعاون أمريكا فى تجريف حقول النفط الليبية، مثلما فعلت مع إيران في شفط النفط العراقي، ودخلت على الخط تركيا تبحث عن قطعة من كعكة الغاز، تصارعها قطر التى لم يكفها مواردها التى وضعتها فى مصاف الدول الأولى في إنتاج الغاز.


 وبدأت محاولات قطرية تركية مدعومة من أمريكا بإنشاء خط جديد يكون بديلا لخط الغاز العربي، تقوم على إنشائه قطر وتركيا بمعاونة ومباركة أمريكا ، ليكون منافس قوى لخط الغاز العربي الذي ظهر كشريان قوى يربط أوصال الدول العربية الشقيقة ويؤكد وحدتها ، وجاء إقامة خط الغاز العربي بمثابة رسالة معنوية للترابط العربي، ليجلب الغاز من مصر ليصل إلى الأردن عبر العقبة قادما من طابا أسفل خليج العقبة، ليسير في أمان بالأراضي الأردنية ليبدأ رحلته إلى سوريا عبر منطقة الرحاب على الحدود السورية الأردنية، ثم يصل إلى لبنان، وفى حالة وجود فائض يتم بيعه إلى تركيا. 


لكن خطة الهيمنة الغربية جعلت الحلم العربي يتوقف عند الأردن ، التى اضطرت إلى وقف الإمدادات لسوريا بعد تصاعد النيران ورءوس الصواريخ عند غرف تفتيش الغاز والوصلات التى تمد سوريا بالغاز العربي. 


وفى انتظار الأمل بدأت كتيبة العمل المصرية الأردنية التي يقودها مايسترو العمل المهندس فؤاد رشاد كبير المديرين بشركة فجر الأردنية المصرية التصدي للدمار واستخدام طرق فنية توقف الغاز وتأمين الخط وغرف التفتيش بمعاونة فريق متميز يقوده المهندس أحمد محمود مدير العمليات بفجر الأردنية المصرية ومجموعة متميزة وواعدة من شباب المهندسين الأردنيين.  


اتخذت كتيبة العمل هدفا واحدا هو تأمين خط الغاز العربي وعمل كل التجهيزات الفنية لتدفيعه مرة أخرى فور توقف الرصاص الذي كاد يفجر غرف التحكم وضخ الغاز، وجهزوا أنفسهم لاستئناف الضخ خلال ٤٨ ساعة من توقف الصواريخ والرصاص الذي كان يسقط يوميا فوق رؤوسهم . 


جهود جبارة تبذلها الأجهزة الفنية بوزارة البترول المصرية والأردنية وتنفذها شركة فجر الأردنية المصرية بالتعاون مع جاسكو، لتأمين خط الغاز العربي، وانتظار الأمل فى توقف الحرب السورية ليتم ضخ الغاز من جديد، لتعود معه الحياة والتنمية ودعم الاقتصاد، لكن يبدو أن لبعض الدول الغربية وأمريكا وللأسف بعض الدول العربية التى تطمع في النفط والغاز بمعاونة تركيا رأي آخر. 


إصرار واضح وحماس قوى من المصريين والأردنيين على تأمين خط الغاز العربي واستمرار صيانته وانتظار تشغيله كاملا كشريان عربى مهم يدفع للنماء، كتيبة متناغمة تبدأ عملها في العقبة لحظة استلام الغاز من مراكب الغاز مرورا بالأردن ليتوقف الحلم مؤقتا فى الرحاب الحدودية لينتظر توقف النار، وتضم الكتيبة شباب واعد من فريق عمل فجر الأردنية فى العقبة بقيادة المهندس المصري الشاب أحمد الموجي مدير منطقة العقبة، ومعه شباب المهندسين الأردنيين محمد الضميري، وطارق المومنى، ومحمد بسيوني، ومعهم من جاسكو المهندس ياقوت حسن زوق مدير عام منطقة الأردن والمهندس مصطفى العاصي مدير منطقة العقبة والمهندس وائل زهران مهندس الصيانة بجاسكو، ومهندس عبد الغفار عبده ، والكيميائي إيهاب السخاوي.


 الجميع ينتظرون توقف الحرب لتكتمل انطلاقة الغاز لسوريا ولبنان، وهم يعملون الآن في تنظيم عملية نقل الغاز من مراكب تسييله بميناء العقبة وضخة عبر خط الغاز العربي إلى الأردن ومصر لتشغيل محطات الكهرباء وانتظار تشغيل المصانع، وذلك بعد أن توقفت الإمدادات من مصر إلى الأردن. 


وقد جاء إنشاء خط الغاز العربى بمثابة الحلم العربى ، بإصرار عربى وبتمويل عربى، جاء بأسرع مما توقع البعض وبمساهمة من الصندوق الكويتى للتنمية، وفى خطوة سارت على خطاها دول آسيوية وأوروبية فيما بعد عبورا فوق الحواجز الجغرافية والسياسية وتحقيقا للتكامل الاقتصادى، ليساهم فى تنمية أربع دول عربية هى مصر والأردن وسوريا ولبنان. وكانت الإجراءات التنفيذية لمد أول خط غاز يربط بين الدول العربية وبعضها قد بدأت من خلال مد أنبوب نقل الغاز الطبيعى من مصر إلى الأردن، كمرحلة أولى تبدأ من العريش وتنتهى بالمنطقة الصناعية بالعقبة الأردنية انطلقت المرحلة الأولى من القاهرة كأول خطوة فى مشروع ربط الغاز العربى، الذى يبدأ من مصر مارا بالأردن ثم سوريا ولبنان، ويتولى نقل نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعى سنويا. ويصل طول المرحلة الأولى إلى نحو 264 كيلومترا تتضمن 16 كيلومترا أسفل سطح المياه فى خليج العقبة، وبعمق 850 مترا، ويمر الخط بمحاذاة الحدود المصرية مع الأراضى المحتلة لمسافة 82 كيلومترا تبدأ من القسيمة وحتى طابا. ووصلت تكاليف إنشاء المرحلة الأولى إلى 220 مليون دولار منها 70 مليون دولار تمويلا ذاتيا و150 مليون دولار تم توفيرها من خلال قرض تمويلى مع الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية والصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى. والمرحلة الثانية،من العقبة مرورا بعمان وسمرا والرحاب ثم الحدود الأردنية السورية ونفذتها الأردن، أما المرحلة الثالثة فتبدأ من الحدود الأردنية السورية متجهة شمالا إلى حمص بسوريا ثم غربا إلى طرابلس بلبنان ثم شمالا إلى الحدود السورية التركية. ولعل أهم مايحققه من مكاسب أبرزها تحقيق عائد من النقد الأجنبى للدول المصدرة للغاز، ومنها مصر وسوريا، بالإضافة لحصول كل دولة من الدول التى يمر بها الخط على عائد مقابل نقل الغاز للدول المستهلكة. والإهم من العائد المادى أنه يدعم التعاون العربى فى مجال الصناعة وذلك بتوفير الطاقة اللازمة لحاجة النمو الاقتصادى فى الدول العربية التى يتراجع فيها إنتاج الطاقة ومنها الأردن. 


ويأتى خط الغاز العربى كأحد أهم الشرايين الاقتصادية فى مجال الطاقة ويعزز العلاقات المشتركة بين الدول المؤسسة له مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق .


وتسعى قطر بمعاونة الولايات المتحدة لإقامة خط جديد يكون بديلا لخط الغاز العربى لينقل الغاز القطرى عبر أنبوب إلى حمص، ومنه إلى أوروبا. ليمنح  تركيا و«إسرائيل» مزايا جديدة في السيطرة على تجارة الغاز العالمية.


إعادة سريان الغاز العربى فى أنابيب خط الغاز العربى هى بمثابة قبلة الحياة التى تعيد النماء للمنطقة العربية بعدما تعاظمت فاعلية الغاز فى كثير من الصناعات الحيوية وكونه الوقود النظيف لتوليد الكهرباء، ويبذل المهندس طارق الملا وزير البترول ومعه د ابراهيم سيف وزير الطاقة الاردنى جهودا ملموسة فى دعم فجر الإردنية المصرية المسئولة عن نقل الغاز عبر الخط الى الاردن للمحافظة على تأمين الخط وصيانتة ليكون جاهزا لضخ الغاز للدول العربية المار فى أراضيها فور توقف نار المدافع التى تهدد السلام وتعرقل مسيرة التنمية وانعاش الاقتصاد.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة