المسكوت عنه

«إلا الوطن»

إبراهيم عودة

الأحد، 14 أغسطس 2016 - 12:46 م

بعد أن سأم الحياة وضاق عليه الحلم وأيقن أنه ﻻ ملجأ إﻻ إليه سبحانه جل جلاله وقف يتنسم عبير هبة الله وتأمل وطنه.. تنهد بعمق وصدره يضيق بمرارة الكلمات.. هام فيها قائلا: بالذمة دا اسمه وطن فيه الكل مستخبى.. فيه اللى مستخبى فى قطر.. وفيه اللى هربان لتركيا.. فيه اللى محبوس جوه نفسه وكاتم صرخته.. وفيه اللى متحصن بقوتهم وشاطح بفرقته.. فيه اللى تقول له باطل يقولك سمعتها حق.. وفيه اللى ترميه من عالسد يقولك بردو مش قادر.. وفيه اللى هموم العيش سرقاه.. وفيه الغرقان فى النعيم ولو طلب الماس يلجاه.. وفيه اللى بيخون.. وفيه اللى يخون.. وفيه اللى لو قتلته علشان ترابها يهون.. وفيه اللى لو ملكته الزمام تتهان.. بالذمه دا اسمه وطن.. وطنى اللى بتمناه تلقى الحنان جواه.. العدل مالى شوارعه.. والخير فى كل حته تلقاه.. ﻻ فيه متهان وﻻ فيه فسدان وﻻ حتى جبان.. فيه المخلص فيه الشريف والخاين ملهش مكان.. الكفاءة معياره والعلم منهاجه.. فيه الوزير يتسأل قبل الغفير «ليه كده»؟.. فيه الكل متجمع على كلمة «إﻻ الوطن».. يتفرقوا على حلمهم بس كله من غير دم.. على الحق نتجمع وللباطل نتمنع.. فيه العزم يشد جبال.. نصنع وننتج ونجمع الرجال.. وطن كلمته من راسه علشان بياكل من فاسه.. وطن يشترينى وميبعنيش وإن جه عليا فى يوم اصبر ما انا غيره مليش.. مش هيأس ومش همل ما كده كده «إﻻ الوطن».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة