إحم إحم

أكتب لكم من داخل «جوباص»

هشام مبارك

الأربعاء، 24 أغسطس 2016 - 01:52 م

 

رغم أن المسافة بينى وبين رجل الأعمال نجيب ساويرس لا تتعدى على الأرض مسافة صفحتين من صفحات جريدة الأخبار التى يكتب فيها مقالا أسبوعيا إلا أن الحيل أعيتنى فى توصيل هذه الحكاية له يدا بيد ولم أجد مفرا من نشرها هنا لعله يقرأها حيث كنت عائدا أنا وزوجتى والبنات من الأقصر وتعذر الحجز فى أى قطار فقررنا أن نركب أوتوبيس جو باص الذى يملكه ساويرس رغم اعتراض زوجتى فى البداية لارتفاع سعر التذكرة (190 جنيها للفرد) وهى أعلى تذكرة أوتوبيس فى العالم لمسافة 700 كيلو من الأقصر للقاهرة وهو ما يعنى أننا سندفع 1330 جنيها لكنى قلت لها: وماله ياستى خلى البنات ينبسطوا مرة وبعدين بيقولوا الأوتوبيس جنان ويستاهل فوافقت على مضض وذهبنا بكامل إرادتنا لسداد المبلغ.
فى البداية حاولنا الحجز على النت وفقا لإعلان الشركة توافر هذه الخدمة فوجدنا أن حجز تذاكر إلى المريخ أسهل من حجز تذاكر جو باص عن طريق النت فذهبت بنتى الكبيرة بالفيزا لمقر الشركة للحجز وكانت أولى المفاجآت: نحن لا نتعامل بالفيزا روحى البنك اسحبى الفلوس وتعالى ادفعى، وبالفعل سددنا المبلغ كاش وجاءت التذاكر الفخيمة تبشرنا بالعديد من المزايا فالأوتوبيس يوفر خدمة الواى فاى وشاشة تليفزيون ولا يقف فى الطريق يعنى مباشر من الأقصر للقاهرة وأن من حق كل راكب شنطتين يعنى مسموح لنا باصطحاب 14 شنطة ورغم أن إجمالى الشنط التى كانت بحوزتنا 8 شنط فقط إلا أن الشركة أجبرتنا على سداد 2 جنيه إضافية مقابل كل شنطة ثم توالت المفاجآت عندما تحرك الأوتوبيس بعد موعده بحوالى نصف ساعة دون أى سبب معلن وبمجرد التحرك اكتشفنا أول وهم ألا وهو وهم الواى فاى حيث كل الموبايلات تظهر بها فعلا علامة الواى فاى المفتوح لكن لو كنت شاطر ادخل على أى موقع والحكاية ببساطة أنه غير مشحون فقلت للبنات بلاها واى فاى استريحوا شوية من النت واستمتعوا بالشاشات وطلبت من الموظف المصاحب لنا فى الرحلة السماعات فقال بثقة: السماعات بتتوزع لما نوصل قنا لأن فيه ركاب مستنينا فى قنا ونبقى نوزع السماعات مرة واحدة والخبر هنا يحتوى على مفاجأتين جديدتين أولهما أن الأوتوبيس داخل قنا ولن يذهب للقاهرة مباشرة، ثانيهما أننا ركاب الأقصر محرومون من السماعات طول المسافة حتى نصل قنا بالسلامة فقلت للبنات صبرا جميلا والله المستعان.
المفاجأة التى لم أعد أعرف رقمها من كثرة المفاجآت أن الأوتوبيس كان ماشى بيلقط زباين حيث ركب ركابا من قوص قبل الدخول لقنا حيث وصلناها خلال ساعتين مع أن أى مواصلة عادية لا يمكن أن تقطع 60 كيلو فى أكثر من 45 دقيقة وانطلقنا من قنا وجاءت السماعات حيث المفاجأة مستوردة هذه المرة فجميع الأعمال المعروضة مدبلجة تركى وهو ما اندهشنا له جميعا ماعدا موظف الشركة الذى قال إن هذا أمر طبيعى لأن الأوتوبيسات الشيك دى مستوردة من تركيا فمن الطبيعى أن تكون اللغة الرسمية للأوتوبيس هى التركية! ثم توقف الأوتوبيس فى استراحة بأسيوط فاتصلت بنتى بالخط الساخن ورد عليها موظف استيقظ من نومه فتلقى الشكوى وقال: خلال 48 ساعة سنرد عليكم وطبعا مرت مليون ساعة وساعة ولم يرد أحد ولن يرد بالطبع وعاودت بنتى الاتصال مرات ومرات دون جدوى فقلت لها وأنا أنظر لزوجتى معتذرا: إللى ما يسمعش كلام الـ«BOSS» يستاهل إللى يجراله من جو«باص»!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة