نهار

عبلة الرويني

الخميس، 25 أغسطس 2016 - 02:28 م

ما الذى يدفع مخرج مشروعه السينمائى، هو مشروع جمالى بالأساس.. لم ينزلق يوما إلى استهلاكية تحمل لافتة (الجمهورعاوز كده) ولا إلى تجارية، تستهدف الربح وشباك التذاكر... ما الذى يدفع المخرج يسرى نصر الله، صاحب أفلام(مرسيدس) و(جنينة الأسماك) و(سرقات صيفية) و(بعد الموقعة) وحتى (أحكى ياشهرزاد) إلى سينما السبكى.. ليهبط فى فيلمه الجديد (الماء والخضرة والوجه الحسن) إلى مستوى السوق، والتوليفة التجارية العبيطة بمواصفات السبكى وشركاه؟!
ليست مشكلة فيلم يسرى نصر الله (الماء والخضرة والوجه الحسن) أنه إنتاج أحمد السبكى... لكن المشكلة أنه يحمل توقيع السبكى بالفعل، يتبنى قيمه التجارية الاستهلاكية، منافسا على السذاجة والركاكة والضعف.. حتى أشكال الدعاية والترويج للفيلم، استخدمت نفس الطريقة والأسلوب، حيث نشرت الصفحة الرسمية للسبكى على موقع يوتيوب، لقطة من فيلم (الوجه الحسن) تحت عنوان (مشهد ساخن)..!
الفيلم فكرة باسم سمرة وبطولته وليلى علوى ومنة شلبى، سيناريو أحمد عبد الله ويسرى نصر الله، بينما الموضوع (أقول الموضوع مجازا) حيث لا قصة ولا سيناريو ولا حوار عميق متميز، ولا قدرة على رسم الشخصيات بصورة واضحة ومتماسكة... يستعرض الفيلم حياة طباخى الأفراح، من خلال أسرة تعمل بمهنة الطهى فى مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية (علاء زينهم، باسم يوسف، أحمد داود).. تختلط صناعة الطعام وإعداده بالعلاقات العائلية، وعلاقات الحب المتشابكة.. فى الوقت الذى يسعى خلاله أحد رجال الأعمال بالمدينة، لشراء أرض لوكاندة الطباخ، ليقيم عليها مشروعه التجارى.. وسط أحداث مفتعلة ومستهلكة.
ابتعد يسرى نصر الله فى (الوجه الحسن) عن القاهرة إلى البيئة الريفية، حيث المساحات المفتوحة والحرية (كما يفضل فى أفلامه) وابتعد عن اللغة السينمائية المتعالية، والجماليات المركبة المغلقة.. لكنه لم يحقق البساطة والفن، متعثرا فى سذاجة متهالكة...

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة