تزييف التاريخ

بسم الله

محمد حسن البنا

الخميس، 25 أغسطس 2016 - 04:40 م

من يمح إنجازات غيره فسيأتى بعده من يمحو إنجازاته، هكذا علمتنا الحياة، التاريخ وقائع وأحداث، وتزييفها مستحيل، قد تخيل على البعض، لكنها لا تمحو من الذاكرة، فعلها كثيرون، جمال عبد الناصر إنسان طيب حكم مصر والتف حوله بطانة السوء لتمحو دور القائد محمد نجيب والقائد يوسف صديق فى ثورة يوليو ١٩٥٢، وجاء بعده الرئيس السادات محاولا محو تاريخ عبد الناصر بنفس بطانة السوء، وجاء بعده حسنى مبارك لينسب لنفسه نصر أكتوبر ١٩٧٣، وجاء بعده حكومات مرتعشة محت كل إنجازات حسنى مبارك ودوره كأحد أبطال حرب أكتوبر، وهكذا يتم تزييف التاريخ.
قد تكون عادة مصرية قديمة، لكنها تنبىء عن سوء خلق، وخصلة مذمومة لا يقبلها منصف ولا يعتمدها تاريخ، يأتى الحاكم أو القائد أو المدير ليهدم ما أنجزه سابقه فى المنصب، وتزين له شياطين الإنس من بطانة السوء أنه العبقرى الأوحد الذى جاء لإنقاذ البشرية، وأنها كانت فى انتظار القائد الملهم، والعبقرى الفذ الذى لم تلده ولادة، لينتشل الدولة أو الحكومة أو الوزارة أو المؤسسة أو الشركة أو الإدارة من الوحل الذى أغرقها فيه من سبقه فى المكان، هكذا يزين الشياطين لهذا المسكين، هكذا يتأكد أنهم لا يحبون إلا أنفسهم، مصالحهم الشخصية فوق أى مصلحة عليا، هنا على المسئول أن يدرك الحقيقة وأن يصل إلى القرار الصواب له ولإدارته بنفسه، بعد أن يغلق الباب أمام المنافقين وأهل السوء، وليعلم أنهم سيفعلون معه كما فعلوا مع سابقه، هكذا تعلمنا الدرس.
ولهذا لا أثق فيما قاله الدكتور حازم راشد مدير مركز المناهج والوسائل التعليمية بوزارة التربية والتعليم، من أن ما ورد ذكره فى كتاب التاريخ حول حرب 73 ومحو اسم مبارك منه وضع قائم منذ أحداث ثورة 25 يناير نظرا لما شهدته تلك الفترة من زخم سياسى وأنه مؤقت وينتهى بتأليف منهج جديد خلال العام الدراسى القادم.
دعاء : «رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة