الألتراس.. جماعة محظورة

أضواء وظلال

خالد جبر

الخميس، 25 أغسطس 2016 - 04:48 م

 وصلت 

جماعات مشجعى الرياضة من الشباب المسماة بالألتراس إلى حد لا يحتمل.. ولا يجب السكوت عليه.. لأن السكوت بعد كل تلك التجاوزات يعنى أن الدولة غير قادرة على ردعهم وهم يخربون ويثيرون المشاكل مع كل حدث رياضى.
المسئولية الأولى فى تطور تلك الظاهرة المؤسفة تعود إلى الأندية نفسها.. خاصة الأندية الجماهيرية التى احتضنت تلك المجموعات من الشباب فى البداية لهدفين.. أولهما طيب وهو عودة الجماهير إلى المدرجات بعد أن ابتعدت الجماهير الحقيقية عنها بسبب مشقة الذهاب إلى الملاعب.. وخطف التليفزيون جماهير الملعب إلى الصالونات والمقاهى.. أما الثانى فهو خبيث وهو مؤازرة مجلس الإدارة الموجود ضد منافسيه.. أو توجيهها إلى سب المنافسين والحكام والإعلاميين.
ثم جاءت ما نسميه ثورة يناير لتضع الشباب فى مقدمة الصورة بعد النجاح فى إسقاط رئيس ونظام فكان الهدف التالى هو إسقاط الدولة نفسها.. ووجهت جماعات الألتراس سهامها وسبابها إلى مؤسسات الدولة ورموزها والجيش والشرطة.. واستغلتها بعض الجماعات السياسية الرسمية أو السرية أو المحظورة لتكون أداتها فى تحقيق هذا الهدف. سواء فى المظاهرات التى ملأت الشوارع والميادين خلال سنوات اللااستقرار.. أو فى التصرفات الحمقاء والهتافات البذيئة فى مدرجات الملاعب التى من المفترض أن تكون مكانا للمتعة والاستمتاع بالرياضة.
ولا شك أن التعامل الأمنى مع هؤلاء لم يكن حكيما.. إما القوة الجادة.. أو التساهل اللين.. ضرب بالعصى والقنابل المسيلة للدموع.. أو تسريبهم إلى المدرجات ليفعلوا ما يفعلونه.. لم يكن هناك أمر وسط.. ولم يطبق القانون.. ولم توضع آليات لكبح جماح هؤلاء الشباب الموتورين.. وهم فى قرارة أنفسهم يشعرون أنهم أقوى من الدولة.. ولا شيء يمكن أن يقف أمامهم.
ربما يتعاطف البعض مع شباب فقدوا زملاءهم وأصدقاءهم فى الملاعب خاصة فى بور سعيد منذ أكثر من أربع سنوات.. أو فى ملعب الدفاع الجوى منذ أكثر من سنتين.. وحتى الآن لم نعرف المسئول عن الكارثتين التى راح فيهما نحو مائة ضحية بريئة.. ولم يصدر حتى الآن حكم رادع ضد المتسببين المتهمين.. ولا شك فى أن تأخر الحكم حتى الآن يثير المزيد من الاحتقان.
ولكن لا أحد يمكن أن يتعاطف مع هؤلاء الشباب الموتور الذى يتعمد إفساد الرياضة فى مصر.. ويسيء إلى الدولة والجيش والشرطة والمنافسين بهذه البذاءة وقلة الأدب. وقد يصل الأمر إلى تجاوزات غير مقبولة من خلال اللوحات التى يرفعونها أو الهتافات التى يرددونها أو تحطيمهم للملاعب والسيارات والمرافق العامة فى كل مباراة يحضرونها. وبالطبع فان هذا هو السبب الرئيسى وراء منع الجماهير من المدرجات.. وكلما يقترب الأمل فى عودتها يحدث ما يلغى التفكير فى الأمر.
حرام أن تكون مدرجاتنا خالية من الجماهير فى المباريات المحلية.. ووجود جماهير محدودة فى المباريات الأفريقية ومباريات المنتخب.. ليست هناك دولة واحدة تفعل ما نفعله.. حتى الدول التى تعانى من الحرب الأهلية والانقسامات الداخلية. ولكن شباب الألتراس المهووسين لم يتركوا بابا واحدا يمكن أن يدخل منه أمل عودة الجماهير إلى المدرجات.
تفوق شباب ألتراس أهلاوى هذه المرة على نفسه.. ثار على فريقه الفائز ببطولة الدورى.. وسب لاعبيه ومدربهم لمجرد خسارته بطولة كأس مصر أمام الزمالك الذى كان الأفضل والأحق.. وخروجه من دورى أبطال أفريقيا التى لم يكن يستحق الاستمرار فيها أمام منافسين أقوى منه.. معنى هذا أن المسألة لم تعد رياضة.. لأن الرياضة فوز وهزيمة.. وليس هناك فريق يفوز على الدوام.. والجماهير الوفية لابد أن تقف وراء فريقها فى الفوز والهزيمة.. فى الحلوة والمرة.. ولابد أن نوجه التحية إلى جماهير الزمالك التى تحملت غياب فريقها عن البطولات لأسباب عديدة.. وهو فريق بطولات محلية وأفريقية يستحق عليها لقب نادى القرن.
تعلموا من جماهير الزمالك وقوفهم خلف فريقهم.. ولا تجعلوا التعصب الأعمى يبعدكم عن التشجيع المثالى.. وحاولوا أن تعيدوا الأمل فى أن تعود الجماهير النظيفة إلى المدرجات بدلا من أن نكون أضحوكة العالم.
لا تكونوا جماعة منبوذة.. أو محظورة.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة