ضربات سورية لأمريكا..!

مشوار

خالد رزق

الخميس، 25 أغسطس 2016 - 04:55 م

على

عكس كل التوقعات والتحليلات الغربية والإقليمية التى قالت بأن الدولة المركزية فى سوريا ونظامها السياسى المنشغلين بالكلية فى حرب ضروس ستقبل فى كل الأحوال بتقسيم الوطن وجاءت الغارات الجوية والضربات المكثفة المباغتة التى نفذها الطيران وعناصر الدفاع الوطنى السورى ضد مواقع ميليشيا الأشايس الكردية فى الحسكة، لتقول للجميع بأن هذه الدولة العربية معلومة الحدود منذ ما قبل التاريخ المدون والمعروف لن تقبل أبداً باجتزاء أى قسم من أراضيها حتى لو كان ذلك تحت عنوان الفيدرالية ولحساب فريق يحارب قسم من إعدائها...
ظن الأشايس وهم جزء من القوى الكردية على الأرض فى الشمال من سوريا أن بوسعهم استغلال الانتصار الذى حققته قوات سوريا الديمقراطية وقوامها الأكبر من الكرد على داعش فى معركة تحرير منبج، لمحاولة فرض فصل الحسكة وأقسام أخرى من الشمال عن الوطن السورى بدعم أمريكى مشهود، لتكون بذلك أولى المراحل التنفيذية لخطة التقسيم الأمريكية قد بدأت.. ربما تحت توصيف الحكم الذاتى كما حال شمال العراق ( اقليم كردستان ) أو تحت مسمى الفيدرالية التى تضمن لهم الانفصال عن واحدة من أقدم الدول المركزية فى التاريخ..
الأشايس الذين ذهبت بهم طموحاتهم إلى المدى الأبعد وظنوا أن وجود مستشارين وخبراء عسكريين للراعى الأمريكى بين صفوفهم سيمكنهم من فرض إرادتهم على الأرض وسيجبر الدولة السورية على الرضوخ.. طوقوا مدينة الحسكة بالآليات المدرعة ونفذوا عمليات قصف مدفعى وصاروخى وبالدبابات ضد تمركزات الجيش السورى فيها، غير أعمال نهب النفط والأقطان والاعتداء على المدنيين من غير القومية الكردية فى مسعى لإجبارهم على النزوح وفرض واقع جديد على الأرض لا وجود فيه لغير الأكراد، ليخلقوا بذلك المسوغ للانفصال والفدرلة..
الخطة الأمريكية التى نفذها الأشايس بحذافيرها.. غاب عن حساباتها المُدخل والسؤال الأهم، وهو هل يقبل النظام الوطنى السورى بالتقسيم وهل بوسع أحد فيه أن يرضخ بالأساس، ولأنهم غفلوا جاءهم الرد عنيفاً سريعاً مباغتاً، إذ شنت المقاتلات السورية غارات على مواقع الأشايس فى الوقت الذى أنهمرت عليها قذائف مدفعية الدفاع الوطني، ولم تستجب هذه المقاتلات ولا القوات لنداءات مراكز التحكم الأرضية الأمريكية التى توجه طائرات للتحالف كانت تحلق فى سماء المنطقة التى تدعم فيها القوات الكردية، فشهدت العملية واضطرت للانسحاب.. فطائرات التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة ليس لوجودها فى سماء سوريا ولا للخبراء الأمريكان على الأرض السورية أى شرعية تحول دون استهدافهم وبصورة مباشرة من جانب القوات صاحبة الأرض..
العملية العسكرية السورية الخاطفة فى الحسكة، دفعت الولايات المتحدة إلى سحب قوات ومستشارين لها من على الأرض.. وأكدت للعالم أن هذا البلد الجريح الذى يخوض حربا مريرة قاسية جندت عليه فيها أعتى القوى الكبرى كل أشرار العالم... ليس فيه من سيستلم لمصير مظلم مرسوم... وبنتيجة كهذه يمكننا التأكيد على أن أمريكا بمشروعها هى التى ضٌربت فى الحسكة.
كلمة أخيرة.. نعم صورة الطفل السورى المذهول عمران المكسو وجهه بالدم والتراب وهو على مقعد بسيارة إسعاف إثر نجاته من غارة قيل أن الطيران السورى نفذها.. مؤلمة بل هى شديدة الإيلام... ولكنها ليست أكثر من صورة واحدة لطفل وحيد واحد يلقى مثله العشرات وأينما حل بصرك من خارطة الوطن السورى يومياً نفس المصير وما هو أسوأ، وقدر هذا الطفل أن وجد فى موقع تنطلق منه كل ساعة قذائف جماعات الخوارج الكافرة صوب المدنيين فى حلب..هى ضريبة الحرب التى تصطبغ فيها الدنيا بلون الدم... اللهم رفقك بسورية وبأهلها وأكتب لهم الخلاص..

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة