شهر الأحزان

همسات

ناهد حمزة

الخميس، 25 أغسطس 2016 - 04:57 م

مجرد وفاة من نحبهم يشعرنا بتفاهة هذه الدنيا.. هذا الإحساس يسيطر على مشاعرى كلما واجهت فراق شخص عزيز على قلبى سواء كان قريباً أو صديقاً أو زميل عمل أو شخصية عامة أثرت فى تكوينى الفكرى وتركت انطباعات جيدة عندي. فقد تكرر للعام الثانى على التوالى اضطرارى لقطع اجازتى بالساحل الشمالى خلال شهر أغسطس، ارتدى ملابس الحداد السوداء ويكسو الحزن ملامح وجهى لأعود للقاهرة من أجل تقديم العزاء لأهل فقيد غال. لقد مر عام على رحيل استاذى الكاتب الصحفى سمير عبدالقادر. كما توفى فى نفس الشهر العالم المصرى د. أحمد زويل الذى كان تربطنى به صداقة قديمة فهجرت المصيف لتقديم العزاء لأسرته فى القاهرة.
لقد علمنى أستاذى الراحل سمير عبدالقادر فن الصحافة والأسلوب الهادئ فى طرح القضايا الاجتماعية والتعامل المهذب مع الزملاء. كان صاحب نظرة شاملة للحياة، يتعامل بنضج مع الأحداث والمحيطين ودائرة أصدقائه العريضة. كان يقول لى دائما الرئيس الناجح يكبر ويرسخ أقداما عندما يساعد كل من يعمل معه ليصبحوا هم أيضا كبارا. وكان يشعر بالزهو عندما يبلى أحد تلاميذه بلاء حسنا، وكان يروى لنا حكايات كثيرة عن عملاقى الصحافة على ومصطفى أمين وكيف كان مصطفى بك يشجعه وهو متدوب صغير فى أخبار اليوم بالقيام بطلب منه أن يراجع عمود «فكرة» ويأخذ برأيه فكبر الصحفى ليصبح الكاتب الكبير سمير عبدالقادر وأصبح له تلاميذ أصبحوا هم أيضا كتابا وصحفيين. فهذه هى مدرسة أخبار اليوم، وكما خلف على ومصطفى أمين جوائز للتفوق الصحفى تم تخصيص جائزة خاصة ضمن جوائز التفوق الصحفى فى المجال الاقتصادى بنقابة الصحفيين باسم سمير عبدالقادر.
فى ذكراه، افتقد الأستاذ وافتقد كلماته المضيئة فى العمود المتميز «نحو النور» الذى كتبه امتداداً لوالده محمد زكى عبدالقادر وبوفاة استاذى اختفت المقالات والكتب واليوميات التى كنت انتظرها والتى تناول فيها المشكلات والعلاقات الأسرية وحوار «هو وهى» الذى كان يكشف الجانب الإنسانى للمرأة والذى كان يتناوله أحيانا بأسلوب ساخر ممتع. أعلم أن حياتنا مجرد مرحلة فى هذه الدنيا وإن لم نمت اليوم نموت غدا.. اللهم ارحم من اشتاقت لهم أنفسنا وهم تحت التراب وأدخلهم فسيح جناتك.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة