شد وجذب

رأس الاعلام المفقودة

وليد عبدالعزيز

السبت، 27 أغسطس 2016 - 12:49 م

سؤال لم نجد له اجابة منذ سنوات رغم اننا في أشد الحاجة إلى اجابة واضحة وصريحة وهو.. من المسئول عن إدارة الاعلام فى مصر ؟.. لن اتحدث هذه المرة عن مستوى البرامج ونوعية القضايا المطروحة وطرق المعالجة..ولكننى سأتحدث عن واقع اعلامى نعيش فيه منذ سنوات لا نعرف من يسيطر عليه ويعمل لصالح من..أقول هذا الكلام لأننى اكتشفت ان الذين يتصدرون المشهد الاعلامى على الفضائيات يتكلمون ولا يفهمون وهمهم الأكبر هو التحدث فى برامج التوك شو لمدة ساعتين او اكثر يوميا فى ملفات لا يعلمون عنها اى شى..فمثلا احد الاعلاميين كان يتحدث عن قرض صندوق النقد بجهل لدرجة أننى كدت ان اصدق ان الحكومة باعت مصر وشعبها لبعثة الصندوق واننا سنقف فى الطوابير كل يوم لنحصل على المصروف من المسئولين عن القرض..الاعلامى لم يتحدث ولو لدقيقة عن وضع مصر الاقتصادى وحجم التراجع الرهيب فى موارد العملة ولم يتحدث عن الانعكاسات الإيجابية على الاقتصاد المصرى والثقة العالمية فى حالة إتمام الاتفاق..الشعب يتابع بعض هذه البرامج ومع الأسف يعتبر بعض هؤلاء من المحسوبين على النظام ويعتبر ان ما يقال هى رسائل تحاول ان ترسلها الدولة من خلال الآلة الإعلامية..تابعت ايضا ملف فساد القمح والمؤسف ان التركيز كان على قلة فاسدة استغلت ثغرات فى المنظومة وتلاعبت فى الكميات ولكننا لم نتطرق إلى الغالبية العظمى من الشرفاء الذين نجحوا فى توفير حوالى 5ملايين طن قمح محلى وفر على الدولة مليارات الدولارات..ولم يتحدثوا ايضا عن كم وشكل ومستوى الصوامع الجديدة التى ستجعلنا من الدول المتقدمة فى مجال تخزين الحبوب..ما يفعله الاعلام فى هذه المرحلة الدقيقة من عمر الوطن لا يرتقى ابدا ومتطلبات الدولة..الكل يبحث عن المصالح الشخصية فقط ولا احد يهتم بما تحتاجه الدولة وكاننا تناسينا اننا فى مثل هذه الأيام منذ 3سنوات كنّا تحت مظلة الاحتلال الاخوانى وكان الإرهابيون يحتلون ميدان رابعة العدوية سابقا والشهيد هشام بركات حاليا..الدولة مازالت فى حالة ترميم لتخرج من حالة اشلاء الدولة إلى الدولة العصرية الديمقراطية الحديثة..اعتقد ان الاعلام بهذا الفكر وهذا الأسلوب لم ولن يحقق شيئا لمصر..لا اعرف سببا واحدا لعدم تعيين وزير للإعلام..وحتى لو كان الدستور لا يسمح فهناك بدائل يجب ان ننظر اليها بكل اهتمام وان تبادر الدولة المصرية فى تحريك المياة الركدة وان تسعى لتكوين منظومة إعلامية متكاملة لها رأس تستطيع ان تحدد لها المسار وهذا ليس عيبا ولا يقلل من شأن الحرية والديمقراطية..الرئيس السيسى يا سادة تقريبا يفتتح مشروعا جديدا كل أسبوع ويتخذ قرارات لصالح الدولة المصرية بعضها تاريخية ومع ذلك الاعلام المصرى يتعامل مع إنجازات الدولة على انها اخبار عادية اللهم هناك قلة من الاعلاميين والصحفيين الذين يحبون الدولة ويحاولون إظهار ما يتم من إنجازات ولكن البقية الباقية وهى عدد كبير ليس لديها رغبة فى إظهار حجم الإنجازات لدرجة ان حالة الشك بدأت تتسرب إلى العديد من المصريين عن الدور الذى قد يكون مشبوها لبعض الاعلاميين فى التعامل مع القضايا الاساسية..اعرف جيدا ان الدولة المصرية استعادت قوتها وأنها قادرة على اتخاذ القرارات فى اى وقت طبقا للقانون والدستور..ولكننى ارى ان حالة الاعلام المصرى أصبحت حالة استثنائية وفى حاجة إلى قرارات استثنائية لتستعيد المنظومة الإعلامية وطنيتها المفقودة لأسباب انا لا اعرفها..السيد عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية..اكتشفت ان هناك قرارات لا يمكن ان تتخذ الا اذا تدخلت انت شخصيا رغم أننى على ثقة انك تمنح الصلاحيات للجميع ولكن يبدو ان البعض مازال غير مصدق ان الدولة المصرية تحولت (بجد) والى الأفضل..ولذلك ارجو من سيادتكم سرعة التدخل لإنقاذ الاعلام المصرى وتحديد رأس وطنية مخلصة لإدارة هذه المنظومة التى فشلت فى نقل حقائق التغيرات التى شهدتها الدولة رغم انها تغيرات حقيقية ولكنها مع الأسف كانت فى حاجة إلى المساندة الوطنية الغائبة.. لو تغيرت المنظومة الاعلامية سننجح فى ان نستعيد دورنا الاعلامى المفقود خارجيا ووقتها سنستطيع ان ندافع عن قضايا الدولة فى الداخل والخارج..ولو بقى الوضع على ما هو عليه فعلينا ان نسمع ونشاهد ونقرأ فقط.. وتحيا مصر.

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة