د. يسرى عبد المحسن
د. يسرى عبد المحسن


د. يسري عبدالمحسن في حوار تحليل الواقع

أستاذ الطب النفسي: الطابور الخامس يلعب بعقول المصريين لتقزيم الإنجازات

منى الحداد

الأحد، 28 أغسطس 2016 - 03:43 ص

رغم المشروعات القومية الكبرى التي تم انجازها على أرض الواقع في أوقات قياسية فإن تفاعل المواطنين لم يكن بالصورة المرجوة بحيث تتغير سلوكياتهم وينعكس هذا بشكل مباشر على أدائهم في عملهم.
 كان ذلك محورا لحوار "الأخبار" مع الخبير والمحلل النفسي د.يسرى عبد المحسن الذي أرجع السبب إلى حالة الترقب والحذر والخوف من المستقبل الذي يسيطر على المجتمع نظرا لأن الغالبية الساحقة تعانى للحصول على لقمة العيش فى ظل غول الغلاء.. وهنا يلقى د. عبد المحسن اللوم على وسائل الإعلام لعدم تسليطها الضوء على قيمة تلك المشروعات العملاقة مستنكرا عدم وجود قوافل شبابية تذهب فى زيارات ميدانية إلى تلك المشاريع ليشاهدوا حجم الانجازات كوسيلة مهمة لإحباط محاولات التشكيك التى تقلل من حجم هذه المشروعات.. وإلى تفاصيل الحوار:
ما توصيفك للحالة النفسية العامة التى يعيشها الشعب المصرى حالياً؟
- هناك حالة ترقب يعيشها أفراد المجتمع وهذا الترقب محفوف بالحذر والخوف والتوتر من المستقبل، فى نفس الوقت هناك حالة من غياب الرؤية العامة لدى الشعب المصرى وبعض الغموض وبعض التناقضات فى مواقف كثيرة مرتبطة بالعمل السياسى والعمل الحكومى،إضافة إلى وجود سحابة كآبة ونوع من أنواع عسر المزاج وهبوط المعنويات.
هل تلك الحالة النفسية هى سبب عدم تفاعل الشعب بشكل إيجابى مع المشروعات العملاقة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الايام الماضية؟
- نعم، لأن الشعب مازال يبحث عن شىء يمس لقمة عيشه وهم يمثلون الغالبية الساحقة من المجتمع..هم يبحثون عن حياة توفر لهم شيئاً من الكرامة والعدالة الإجتماعية.. لم يلمس الشعب بالقدر الكافى المشاريع العملاقة التى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى كقناة السويس الجديدة والطرق والكبارى والفرافرة ومشاريع الإسكان العملاقة.. ويجب أن يدرك الشعب أن هذه مشروعات مستقبلية.. الشعب مازال يعانى فى لقمة عيشه وهو يواجه حالة الغلاء الفاحش الموجودة حاليا مما ترتب عليه صعوبة فى الحصول على أساسيات الحياة.. وبالرغم من نداء الرئيس السيسى والتأكيد الدائم والمستمر على حكومته أن يكون هناك عين ثاقبة على هؤلاء المهمشين والمحتاجين وحماية مراعاة الفقراء ومحدودى الدخل.
مردود المشروعات العملاقة التى يتم إنجازها حاليا سيشعر بها المواطنون على المدى الطويل فلم لا يرى فيها كثير من الشباب حلمه وأمله؟
- الشباب متعجل.. ضاقت به سبل الحياة لأنه كان يعانى لسنوات طويلة وتصور أن الانفراجة ستتم بين يوم وليلة فضاق صدره ولم يعد يطيق الانتظار وبالتالى كان لابد من أن يكون هناك شىء عاجل يؤكد على أنه هناك انفراجة للأزمة وأن هناك تغييراً.. انتظار مشاريع عملاقة على عينى وعلى رأسى ولكن الشباب لم يستوعب موضوع الانتظار هنا وبالتالى كان من المفروض أن يقوم الإعلام بتسليط الضوء على قيمة تلك المشاريع العملاقة وأن تكون هناك قوافل شبابية تذهب فى زيارات ميدانية إلى تلك المشاريع لترى بعينها..الشباب متعجل يعيش مبدأ « إحيينى النهاردة وموتنى بكرة «.. هناك أيضاً بعض الأزمات التى يعانى منها الشباب وتشغله بشدة كالبطالة وأزمة دخول الجامعات وأزمة التعليم وحالة المستشفيات المتروكة والتى تعد كارثة من كوارث الزمن لأنها لا تفى باحتياجات أبسط الناس من بدائيات علاجية.
بالتأكيد توجد نقلة كبيرة وجميلة وهى القضاء على العشوائيات والارتقاء بمستوى معيشة ساكنيها لكن كل ذلك لم تصل بعد إلى جموع الناس فهى مازالت تحتاج للوقت..هذا المشروع من المشاريع المشرقة والمضيئة لكن أنا أرجو أن يكون هناك شىء ملموس على الأرض يحقق فيه الشباب ذاته ويجد فيه منفعته الفورية ولا ينتظر وعوداً وآمالاً وعلى الرغم من أننى متأكد أن الدولة لها رؤية مستقبلية هائلة لكن مع هذه الرؤية لابد من وجود ما يجعل الشباب يقف على قدميه.
توزيع الثروات
هل الخطأ هنا يقع على الحكومة فقط أم هناك أطراف أخرى؟
- أتصور أن الحكومة تبذل أقصى جهدها وإذا أخطأت فهى لا تعنى الخطأ.. الخطأ هنا غير متعمد بمعنى أنه خطأ عن جهل وليس عن عمد فهو عن عدم دراسة أو عدم رؤية أو عدم كفاءة.. لكنى أتصور أن الخطأ الكبير هو عدم وجود توزيع عادل لمصادر الدخل.. هناك مجالات كثيرة بها وفرة فى المادة سواء كان على مستوى رجال الأعمال والمستثمرين وكذلك هناك مرتبات بالأرقام الفلكية التى نسمع عنها فى بعض القطاعات وبالتالى عدالة توزيع الدخل وعدالة توزيع الثروات غير موجودة لأن قبضة الدولة ضعيفة على الأغنياء ومن يمتلكون الملايين حيث إنها لا تستطيع أن تسيطر عليهم وتأخذ ممن معهم تحت أى مسمى مثلاً لتعطى من يحتاج.
طابور خامس
من الظواهر التى يعانى منها المجتمع حاليا «التشكيك» فى كل شىء.. فما سببها؟
- الطابور الخامس.. مازال هناك أصابع خفية تلعب فى رؤوس المصريين حول أى مشروع يخرج للنور عن طريق وسائل التواصل الإجتماعى لكى تزيد من إحباط الناس وتفتت الثورة وتفسخ المجتمع وتزيد من عدم إحساس جموع الناس بقيمة الثورة والإنجاز العظيم الذى حصل وتعمل على ألا يكون هناك ولاء للقيادة السياسية وأن يكون هناك انسلاخ بين النخبة الحاكمة وبين جموع الناس.
وماذا عن انسلاخ قطاع من الشباب عن المجتمع واتساع الفجوة بين الشباب وجيل الكبار؟
- العيب ليس فى الشباب..الشباب يحتاج لمن يقوده ولمن يأخذ بيده ولمن يحنو عليه ويحتضنه ويشاركه أفكاره وآراءه وأحلامه..العيب فى الكبار الذين مازالوا فى غيبة عن متطلبات الشباب ومازالوا ينظرون إلى الشباب نظرة غير موضوعية ولا يتعاملون معه بنظرية «حاضر« وبمعطيات الحياة المعاصرة..هم مازالوا يتعاملون معه بعقلية ومعطيات الماضى السحيق الذى به نوع من الرجعية والتخلف.
كيف ترى شباب اليوم؟
- شباب اليوم لديه أفق واسع ويريد أن ينطلق..الشباب على دراية بكل ما يدور حوله فى العالم كله.. الشباب على وعى وإدراك لكل متطلباته وكل ما يريد أن يعيشه كما يعيش شباب الغرب..وبناء عليه الشباب هنا معذور لأنه يرى ما يريده ولا يستطيع أن يحقق أى غرض من الأغراض التى يراها ويتطلع إليها.
السعى إلى التهلكة
هل ضيق صدر بعض الشباب يصل به إلى إصراره على الهجرة غير الشرعية؟
- نعم الهجرة غير الشرعية مأساة وكارثة هم يعلمون علم اليقين أنهم من الممكن جدا أن يموتوا غرقا وبالرغم من أنه تتم عمليات القبض على الكثير منهم فإن تلك المأساة تتكرر تباعا وهذا يؤكد على إصرارهم على الموت عن إصرارهم على الحياة لأنهم يشعرون أن الحياة بالنسبة لهم بلا طعم ولا معنى.
الشباب يسعى إلى تحقيق حياة كريمة وأن يشعر بذاته وأن يشعر بالوطن.. الشباب يريد أن يجد له مكاناً تحت الشمس فى أرضه وأن يمتلك وطنه وهذا ما يحقق له الشعور بعزة النفس والإحساس بالكرامة إلى جانب حريته فى التعبير عن نفسه وبالتالى لن يفكر فى أن يرمى نفسه فى تهلكة الهجرة غير الشرعية.
وسائل التواصل
وماذا عن غرق الشباب داخل وسائل التواصل الإجتماعى؟
- غرق الشباب داخل وسائل التواصل الإجتماعى للبحث عن النقد والتهكم والسخرية والمعاناة والألم.. بمعنى أن إنخراطه فيها إما لإخراج شحنة كآبة وجلد الذات وإيلام النفس والغوص فى كراهية نفسه ومجتمعه أو بحثا عن الدخول فى معاناة وذلك بسبب الضيق والملل وغياب طعم الحياة لكنها لم تكن من أجل رفعة شأنه أو لتفخيم موقفه من الحياة أو للإعزاز
بالإنجازات أو التهنئة بكل ما وصلنا إليه..هو لايرى ذلك وهذا ما نراه فى كم السخرية على تلك الشبكات بدلا من التهنئة والفخر بما تحقق ويشهده واقعنا الحالى.
ظواهر عديدة شهدتها شاشات رمضان الماضى وكانت لافتة للنظر مثل كثرة برامج الدعاة الشباب الذى يرتدى «الكاجوال» بدلا من «الجبة والقفطان».. كيف ترى هذه الظاهرة؟
- ظاهرة إيجابية تخرجنا من نطاق التعصب إلى نطاق الوسطية والإعتدال وتشعر الشباب أن رجل الدين منهم لأنه يجد نفسه فيه وليس متميزا عنهم بسبب الزى الذى يرتديه لأن الزى طالما هو فى إطار الحشمة فلا مانع لكن لابد وأن يكون دارسا ومتمكنا تماما من علمه ومعتمدا من مؤسسة الأزهر الشريف.
وما تحليلك لعرض ثلاثة أعمال درامية أبطالها مرضى نفسيون؟
- الدراما تسير وراء «الرايجة» فهى كالسلعة تسير وراء المطلوب فى السوق..واللعب على وتر المرض النفسى والعلاقات النفسية والحالات العقلية أصبح موضة بدأت منذ عدة سنوات ونراها خاصة فى شهر رمضان وغيره من شهور السنة وبالتالى أصبحت سلعة رائجة لها مشاهدوها ومريدوها وصانع الدراما سواء كان مؤلفا أو مخرجا أو منتجا فهو يبحث دائما عن الانتشار الذى يتحقق له من خلال ما هو مطلوب فى السوق أكثر مما هو يؤدى إلى نتيجة إيجابية لإصلاح المجتمع والفرد وفى النهاية ما يشد انتباه الناس هو الحالة النفسية والحالة العقلية.
(الرايجة) هى الموضة!
هناك أيضا شخصية «البلطجى» التى أصبحت تميمة بعض الأعمال الدرامية سواء التليفزيونية أو السينمائية؟
- نفس الشىء..شخصية البلطجى هى سلعة رائجة بالإضافة إلى أنه إذا ظهر نجم فى إتجاه معين لابد أن يستهلك إلى أن تموت تلك الشخصية لدى المشاهد بإنصرافه عن متابعتها كما حدث مع شخصية «العبيط» و«الأهبل» من قبل.. الآن السيوف والسنج والخناجرأصبحت هى الموضة.. وهذا لا يعنى سوى فقر فى الفكر وفى الدراما وفى الإبداع.
ما تأثير تقديم تلك النماذج بشكل متكرر على المشاهد؟
- تأثيره سلبى جدا لأن المشاهد إما أن يحاكى ويمثل ويأخذ من البطل القدوة فى حمل الخناجر والسيوف مما يؤدى إلى إنتشار الجرائم والبلطجة أو ينتشر العبط واللامبالة واللامسئولية أو المرض النفسى والعقلى أو يشاهد هذه النماذج بسطحية وبسذاجة لمجرد الإحساس بالمتعة لكنها متعة وقتية تنتهى بمجرد إنتهائه من مشاهدة العمل الدرامى.
برامج «المقالب» كان لها حظ أيضا فى الانتشار هذا العام لكن أغربها كان برنامجا اسمه «مينى داعش».. فهل وصل بنا الإستهتار بالإرهاب إلى ذلك الحد؟
- على العكس هذا غباء فنى..من ينتمى لداعش نحن نعتبره مجرم حرب وخائناً ومرتزقاً يبيع نفسه ليفجر ويقتل من أجل لقمة عيش فبدلا أن نظهرهم ولو بالسلب كان علينا أن نتجاهلهم.. العلاج الوحيد له هو التجاهل حتى تمحى ذاكرتهم من عقول الناس فلا تتكرر.
أكثر فئة عمرية تشاهد هذه النوعية من البرامج هى الشباب..فما الذى يستهويه فيها؟
- الشباب يحب الأشياء الغريبة ويحب المواقف التى بها مفاجآت ويحب المواقف المليئة بالعدوانية والعنف وأعلى نسبة مشاهدة كانت من نصيب برنامج مقالب كان يعرض فيه ضيوفه للنار والسبب يرجع فى ذلك إلى عامل المفاجأة نضيف على ذلك عنصر الإنتاج الذى أنفق عليه ببذخ شديد عامل آخر فى جذب المشاهد إلى المتابعة هذا فضلا على أن هذه النوعية من البرامج هى إعلان عن ميول عدوانية كائنة داخل الإنسان..العدوان أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا من كثرة ما عاصرناه من مرارة خلال الـ 5 سنوات السابقة..لقد أصبح الموت والقتل والحرائق وإنهيار المنازل والانفجارات جزءاً لا يتجزأ من كياننا..نحن بداخلنا طاقة عدوانية وصلت إلى حد أن الأطفال يشاهدون تلك المشاهد الصعبة ولا يتأثرون حتى فى نومهم فلا يرون كوابيس أو أحلاماً مزعجة ولا حتى يشعروا بالخوف..إن (كثرة الدوى على الآذان أمر من السحر) فغابت الرومانسية وغاب الخلق الرفيع والتعاطف والتآخى والتسامح.. كل هذه الصفات النبيلة حلت محلها ما نعايشه من مظاهر عنف مختلفة.. لذلك أصبح الجرى حاليا وراء كل ما هو عدوانى لتفريغ شحنات عدوانية أو اكتساب مزيد من الشحنات العدوانية.
قبضة حديدية
وكيف يتعافى المجتمع من هذا المرض؟
- هنا لا أريد ان أضع اللوم كله على وسائل الإعلام.. نحن سنتعافى بالضبط والربط بمعنى لابد من وجود سياسة عامة مالية وأخرى إدارية وغيرها للمرور والثقافة والإعلام والتموين وارتفاع الأسعار أى فى كل المجالات لابد من تطبيق القانون كسياسة عامة ومعلنة..أقسم لك بالله لن يصلح هذا البلد إلا إذا كان هناك مثال لأحمد رشدى وزير الداخلية الاسبق رحمة الله عليه فى كل قطاعات الدولة ومؤساستها المختلفة..لابد من تطبيق القانون وسرعة الإنجاز فى تطبيقه.. نريد الحسم والحزم وسرعة التقاضى وإعلان النتائج فوريا وكفانا تسويفاً وطبطبة وليونة ومواءمات.. لابد من عدالة ناجزة وردع والردع يخضع له الكبير قبل الصغير لأن الصغير سيخاف حينذاك..يجب ألا يعلو صوت فوق صوت الدولة وهيبتها.. مصلحة الدولة هى الأولى لأن منها مصلحة الشعب هذا فضلا عن عدالة من توزيع الثروات وتطبيق الحد الأقصى قبل الحد الأدنى لا يعقل أن يحصل البعض على نصف مليون أو ربع مليون كدخل شهرى وأناس دخلها الشهرى ألف جنيه وهناك فئات تحصل على أقل من ذلك!..لابد من قبضة حديدية تحقق العدالة الناجزة.
عاطفة الرئيس
كيف ترى الرئيس عبد الفتاح السيسى؟
- الرئيس السيسى ملتزم عسكريا متدين تغلب عليه عاطفته وإنسانيته وأكثر ما يميزه هو الصدق والأمانة والتواضع وأهم من ذلك الجسارة والأدب الجم..شجاعته شجاعة قائد عسكرى لكن عواطفه تغلب شجاعته بمعنى أن عواطفه تمنعه كثيرا من الإقدام على قرارات مصيرية لحماية الفقراء والفئات المهمشة.
ما روشتتك للشعب المصرى حتى نجتاز المرحلة الراهنة بكل تحدياتها؟
- لابد من التآزر والتلاحم وعدم الإنجراف وراء الفتن وهذا يحتاج إلى وعى وإدراك كبير جدا من الجميع حتى لا يصيبهم فيروس الفتن والمؤامرات الداخلية علينا التوحد والسير خلف القيادة السياسية والصبر والعمل الدؤوب فهو السبيل الوحيد لخروج المجتمع وشعبنا الطيب من المحنة التى نعيشها الآن..الأمل موجود والدليل أين كنا منذ ثلاث سنوات؟..هل كان أحد يتصور أننا ننام فى بيوتنا وسياراتنا موجودة أسفل منازلنا فى أمان؟
وأخيرا فى كشف حساب لثورة 30 يونيو ما لها وما عليها؟
- لقد حققت الاستقرار واستعادة الدولة من أنها تسرق وتفتت وتدخل فى دوامة الربيع العربى ومناطق النفوذ الأجنبى،وأن كيان المجتمع بدأ يتماسك مرة أخرى وصورة الدول العربية من حولنا أبلغ دليل على ذلك..كما أن استقرار المجتمع أدى إلى تحقيق مشروعات عملاقة تبشر بمستقبل واعد..لكن ما عليها إلا تحقيق العدالة الإجتماعية وتوزيع الثروات والعدالة الناجزة.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة