وداعاً يا بروفيسير

الخروج عن الصمت

محمد حسن البنا

الأحد، 28 أغسطس 2016 - 02:04 م

لم يعرف حجم المعاناه إلا من عاشها ولا معنى الألم إلا من تألم ولا حجم الظلم إلا من ظلم، فهؤلاء جميعا يبحثون عن طوق نجاة ينقذهم كما ينقذ الغريق من الغرق.
فرحلتى مع الألم كبيرة تعرفت خلالها على أطباء كثيرة منهم من يسقط من كشف الذاكرة سريعا لأنه لم يترك أى أثر، ومنهم من مازال عالقا فى أذهانك ربما لأنه تسبب لك بجهله فى معاناة أخرى لم تكن تعانيها إلا لأنك وقعت فريسة لجهله، ومنهم لا يخرج أبدا من الذاكرة لعلمه وخلقه وأدبه فهو يعد لك كالدليل الذى أنقذك بعد متاهة التيه فى الصحراء. وما جعلنى أسرد مقدمتى لأننى افتقدت أستاذا وعالما كان لى المنقذ من الغرق بعد أن وصلت للرشفة الأخيرة. نزلة برد بسيطة أهملت للجهل والتعامل معها بمجموعة الصيدلية، تطورت بعد ذلك إلى نزلة شعبية حادة وكان حظى العثر أننى ذهبت إلى مركز متخصص فى آلام الصدر صرت بعدها حاملا كمية من الأدوية لا أطيق على حملها لكثرتها ولثمنها الباهظ لدرجة انها كانت تقدر فى عز الرخص بألف جنيه ناهيك عن الأعراض الجانبية رعشة فى اليد، نوم عميق كأنك ميت، لا أتحمل الوقوف للحظات، ضيق فى النفس رهيب، وهنا بعد الضيق يأتى الفرج فبدأت أسأل زملائى على دكتور يشهد له بالكفاءة فى علاج الصدر فدلنى أستاذى على من يقال له فى مهنة الطب أستاذ أو بالاصح بروفيسير وهو الدكتور السيد سالم- رحمة الله عليه- فلقائى به لأول مرة عيادة متواضعة فى أعرق أماكن القاهرة تواضع فى لبس الأستاذ وفى أدبه وأخلاقه، لقاء مثمر يجعلك تحكى آلامك وما عانيته خلال رحلة العلاج السابقة وعرضت عليه الجرعات التى تناولتها فنظر فى روشتة العلاج وكاد يبكى لماذا كل هذه الأدوية؟ هل دخلنا حقل التجارب لإعطاء كل هذا.
وللحديث بقية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة