كوبري إمبابة وكر للبلطجية والمتسولين
كوبري إمبابة وكر للبلطجية والمتسولين


تحقيق| كوبري إمبابة .. خارج على القانون

محمد وهدان

الإثنين، 29 أغسطس 2016 - 04:49 ص

 

 

◄| التثبيت مصير من يمر على الكوبري وبيع المخدرات في عز الظهر .. والمدمنون ينامون في خنادق الصيانة

◄| المواطنون:« بنخاف نمشي عليه.. وعايزين كمين ثابت زى زمان »

◄| هيئة الطرق والكباري: ليست مسئوليتنا .. والسكك الحديدية: خطة التطوير 9 أشهر

 

وكر للمتسولين وقطاع الطرق والبلطجية.. مكان دائم «للتثبيت» والخطف.. المخدرات تباع نهارا جهارا فى عز الضهر.. اصبح « مكنة للمدمنين واطفال الشوارع» الخارجون على القانون  اتخذوه مسكنا للهرب من رجال الشرطة..  انه كوبرى امبابة الذى نخر فى جسده سوس الإهمال.. قطاع الطرق جعل من جسده خنادق ينامون فيها.. «سرنجات المكس وزجاجات «الكولة » والأسلحة البيضاء انتشرت فى كل مكان فوقه وتحته وحتى فى منتصفه ، المواطنون لايعرفون بمن يستغيثون بعد ضياع مسئولية الكوبرى وسط أحياء «روض الفرج وإمبابة وبولاق أبو العلا »..

 «الأخبار» رصدت  فى هذا التحقيق الوضع المأساوى الذى آل اليه «كوبرى إمبابة» بعد ان تحول إلى «خرابة للمتسولين وقطاع الطرق والمدمنين» تحدثنا إلى الأهالى والخبراء والمسئولين فى كيفية حماية الكوبرى..

الأمن غائب

البداية كانت من روض الفرج «المدخل الرئيسي» لهذا الكوبرى العتيق والتاريخى.. القمامة منتشرة فى كل مكان.. زجاجات « الخمور » الفارغة  واعقاب السجائر وحقن المكس ملقاة فى شتى ارجاء المكان.. لتجد الكوبرى الذى يعتبر الأقدم  فى مصر وقد تحول إلى خرابة.. اما عن الإهمال فحدث ولاحرج.. فالأنوار على الكوبرى « غائبة » وسرقة « الكشافات » ، اضافة إلى اعمدة  الحديد القديم الذى لايقدر بثمن لم يصمد امام اللصوص الذين قاموا بسرقته ليبيعوه بالكيلو.. وبعد دخولك بأمتار قليلة تجد المشردين والبلطجية يقفون فى كل مكان اعلى واسفل وفوق الكوبرى نظرا لعدم وجود فرد امن واحد فى المنطقة ، فرصدنا شابين يدخنون سجائر لها رائحة نفاذة اعلى الكوبرى وبمرورنا من امامهم قاموا بالنظر إلينا اكثر من مرة وبطريقة مريبة فأيقنا تمام اليقين انهم يريدون ما نحمله معنا من اجهزة تصوير ومعدات لكن العناية الإلهية انقذتنا من أيديهم ، وبالصعود إلى أعلى الكوبرى وجدنا «اكشاك الأمن» خاوية على عروشها ولايوجد بها سوى بعض بقايا السجائر وزجاجات فارغة وملابس ممزقة.. اضافة إلى عدم وجود «لمبة نور» اعلى او اسفل الكوبرى ووجود كم هائل من القمامة على جانبى شريط السكة الحديد وسط الكوبرى ، وبالسير على الممشاه وجدنا كماً هائلاً من العبارات المسيئة والشتائم مكتوبة على جدران الكوبرى العتيق والبعض الأخر يقوم بكتابة ارقام هواتفهم المحمولة من اجل شراء المخدرات ومكان الاستلام اعلى الكوبرى وفى اى وقت اما نهارا جهارا اواثناء الليل ، فيقول «س.ع» والى فضل عدم ذكر اسمه بأنه تعرض إلى الاعتداء بالضرب من قبل بلطجية مجهولين كانوا فى انتظاره اعلى كوبرى امبابة من ناحية بولاق ابو العلا وكانوا يمسكون فى ايديهم «موس» وخشبة عليها مسامير كثيرة  و»سافوريا» وقاموا بتهديدى باخراجى كل ما فى جيبى وكانوا 20 جنيها ومحمول صينى رخيص الثمن فقاموا بأخذ المحمول وتركونى بعد ان توسلت اليهم بان اولادى ينتظرونى لكى اعود اطعمهم بعد اخبارهم باننى اعمل «ارزقى على الله».

خنادق الموت

على الناحية الأخرى باتجاه امبابة من ناحية المدخل الثانى للكوبرى لم يختلف الحال كثيرا فالمصابيح تم سرقتها بالإضافة إلى الأجزاء المتهالكة من الطريق على الجانبين جعلت السيارات ترقص وهى تسير على هذا الكوبرى العتيق.. اضافة إلى التوك توك الذى استباح الكوبرى ليسير عكس الإتجاه ويخنق المرور اكثر واكثر..اما يمين ويسار الكوبرى فتجد المشردين ومتعاطى المخدرات وابر المكس والكلة قد وفروا ملاذا أمنا لهم بعيدا عن أعين الناس او رجال الأمن.. ينامون وسط «خنادق» بالكوبرى الأثرى ويضعون كرتونة من الورق بالإضافة إلى زجاجات الكلة وبواقى المخدرات التى انتشرت لتملأ الكوبرى و كأنك وسط مقلب قمامة ، ناهيك عن السلاح الذى رصدته عدسة الاخبار داخل احد الخنادق وكان سلاحا ابيض «غارق فى الدماء» من المرجح ان يكون استخدمه هؤلاء البلطجية والمشردون فى تثبيت المارة وسرقة متعلقاتهم وهو الأمر الذى اكده الأهالى ، فيقول محمد سيد «صاحب ورشة امام مدخل الكوبري» بانه كل يوم والتانى يأتى حد يشتكى أنه اتسرق منه حاجة» مشيرا  إلى ان غياب الشرطة عن الكوبرى سمح بانتشار البلطجية وقطاع الطرق عليه، مؤكدًا فى الوقت نفسه أن عدم وجود أعمدة إنارة فضلاً عن عدم القيام بأعمال صيانة دورية للكوبرى جعله ملاذا آمنا للخارجين عن القانون. أما عصام العربى «من سكان روض الفرج»، فطالب بوجود كمين شرطة ثابت لحراسة الكوبرى، قائلا: «زمان كان فيه أمان عن دلوقتى فالكوبرى مكسر والزحام غريب بسبب السير عكس الإتجاه وتهشم الفواصل الحديدية بالكوبرى ، واضاف  ان هناك حوادث كثيرة حدثت امام اعيننا فمنذ اقل من شهر تم اختطاف فتاة فى توكتوك وتم التعدى عليها اعلى الكوبرى ونزلت من اعلى الكوبرى مهرولة وهى فى حالة لايرثى لها ، وهناك حادث  اخرى حينما وجدنا شابا يبلغ من العمر 18 عاما وكان يجرى قادما من ناحية الكوبرى وقام بالاستنجاد بنا ووشه ملطخ بالدماء  ليشير إلى احد البلطجية اعلى كوبرى امبابة والذى قام بتثبيته ابان اذان المغرب وقتها وقام  واخد جهازه المحمول الخاص به بعد ان اشهر سلاحه الابيض فى وجهه وقام بترك قطع سطحى فى وجه الشاب الذى لم يجد سوانا ليستنجد به ، وطالب بوجود كمين شرطة ثابت لحراسة الكوبرى.

اما ياسر الشرقاوى «احد سكان المنطقة» فيرى ان الأزمة تكمن فى ضياع المسئولية من قبل 3 جهات وهم «اقسام شرطة امبابة وروض الفرج وبولاق» فعندما تحدث اى حادثة يتخلى كل طرف من هذه الأطراف ال3 عن مسئوليته ويلقيها على الآخرفهناك شباب وفتيات ينزلون من على الكوبرى وهم مصابون «بضربة مطواة او موس» مؤكدا ان معظم هؤلاء البلطجية والمتسولين من «الغجر» وهم اناس يسكنون فى عشش عشوائية برملة بولاق بالإضافة إلى مدمنى البصراوى ورملة بولاق والمسجلين  الذين يجدون «كوبرى امبابة العتيق» ملاذهم الأول والأخير فى حياتهم المشبوهة.

 عدم كفاءة

من جانبه اكد اللواء طارق حماد مساعد اول وزير الداخلية الاسبق ان البؤرة الاجرامية الموجودة فى منطقة امبابة التى تقع وسط العاصمة هى من البؤر العديدة والكبيرة التى تمارس عدداً كبيراً من الاعمال الاجرامية واشار ان وزارة الداخلية قد تهاونت مع هذه البؤر الاجرامية منذ احداث ثورة ٢٥ يناير واوضح ان منطقة امبابة ليست هى البؤرة الاجرامية الوحيدة المشتهرة بسلوكها الاجرامى العنيف والمتعدد فهناك ايضا منطقة بشتيل والغزالى، وان البلطجة تمارس علنا فى تلك المناطق على أجهزة الشرطة ان تتواجد بكثافة اعلى وتواجه هذه البؤر من خلال  الحملات اليومية واضاف : ان دخول تلك المناطق خاصة منطقة امبابة لم يكن من قبل سهلا للداخلية فقد كانت اطنان من القمامة تسد الطرق المؤدية إلى داخل امبابة ومياه الصرف الصحى والطرق الضيقة وغير الممهدة ولكن تمت ازالة القمامة  واوضح ايضا ان المواطنين يعانون من هذه الاعمال وطالب بان تكون  اجهزة الشرطة الموجودة بتلك المناطق على أعلى مستوى وكفاءة على حد قوله وان جهاز البحث الجنائى قد انهك وان الضباط  لا يفضلون  الخدمة بتلك المناطق واشار ايضا إلى انه تم فصل اكثر من 10 آلاف فرد من جهاز الشرطة عقب ثورة ٢٥ يناير فى اطار حملة تطهير جهاز الشرطة منهم عادوا مرة اخرى للعمل بالجهاز بعد ذلك وهذا كله ادى إلى ما نراه الان من بلطجة وسرقة وتثبيت للمواطنين وايضا تعاون العناصر الاجرامية مع العناصر الارهابية مما ادى إلى الاعتداء المتكرر على سيارات الشرطة على طريق المحور وهذه العناصر متواجدة بشكل كبير فى منطقة امبابة واوضح ان الحل هو تزويد أقسام الشرطة فى تلك المناطق بالعناصر المدربة وزيادة الحملات فى اوقات مختلفة للقبض على العناصر الاجرامية

 فيما اكد اللواء فاروق المقرحى « مساعد وزير الداخلية الاسبق والخبير الامنى» ان القضاء على العناصر الاجرامية فى تلك المناطق يكون عن طريق حملات امنية لضبط الخارجين على القانون عن طريق ادارة مكافحة المخدرات، ادارة امن الجيزة ومباحث المرافق واشار إلى انه سيتم التواصل والتنسيق مع ديوان عام المحافظة لحل  مشكلة الانفلات الامنى واعمال البلطجة واتجار المخدرات فى تلك المناطق وزيادة عدد افراد الشرطة.

 واوضح اللواء فؤاد علام « الخبير الامنى» : ان الحل عن طريق شن حملات امنية فى اوقات متفرقة وبصورة مستمرة وممنهجة وبأسلوب علمى للقبض على العناصر الاجرامية واكد ايضا على ضرورة التحقيق مع هذه العناصر التى تم القبض عليها بأسلوب علمى للارشاد عمن يعملون معهم ومن يقودهم ويمولهم لان القبض على من يدير تلك العناصر الاجرامية أهم بكثير من القبض فقط على العناصر المنفذة للاعمال الاجرامية وهذا للقضاء على الجريمة من المنبع.

 اسألوا شرطة النقل

وتشير نجوى البير «متحدث رسمى بهيئة السكك  الحديدية » ان ما يحدث على كوبرى امبابة من حوادث سرقة وخطف وتحرش تعود مسئوليته إلى شرطة النقل.

اما احمد ناصر مدير العلاقات العامة والاعلام بهيئة السكك الحديدية فيشير إلى ان رئيس مجلس الوزراء قد اسند عملية التقوية والدهان واعادة التأهيل لشركة النيل العامة لانشاء الطرق وتم تدشين محضر موقع للشركة بتاريخ 15/8/2016 على ان تكون مدة التنفيذ 9 أشهر من تاريخه.

 مش مسئوليتنا

وقد صرح مصدر مسئول من اللجنة المركزية لهيئة الطرق والكبارى رفض ذكر اسمه  ان «المشيات والفواصل» التى تسير عليها السيارات ليست مسئولية الهيئة وان المسئول عنها هى المحافظة مضيفا ان مشروع التطوير وإعادة تأهيل الكوبرى يشمل عدة نقاط اولها مراشمة ودهان الهيكل المعدنى للكوبرى، ثانيها تجديد أعمال الانارة، ثالثها اصلاح الاسفلت ،واصلاح وتأهيل الفواصل مشيرا إلى ان الشركة ستبدأ فى التأهيل خلال اسبوع.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة