فى الصميم

«مافيا» اللحوم.. متى نواجهها ؟

جلال عارف

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016 - 01:32 م

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وجهود الدولة لتوفير مستلزمات المواطنين من السلع التموينية، نرجو تشديد الرقابة على سوق اللحوم.
صحيح أن القوات المسلحة ووزارة الزراعة تقومان بدور مهم فى توفير اللحوم الجيدة بأسعار مناسبة. لكن مافيا اللحوم أخطر من مافيا القمح. والفساد «ما بين محلى ومستورد» فوق كل التصورات.
أكتب ذلك وأمامى خبران يتجاوران فى صفحة الحوادث. الأول عن القبض على أشخاص يذبحون الحمير ويبيعون لحومها للمطاعم.. والآخر عن ضبط مطعم شهير بمدينة نصر بالقاهرة وفيه ٧٠٠ كيلو من اللحوم الفاسدة التى تباع للزبائن بأسعار تضمن للمطعم الربح الوفير لوكانت لحوما جيدة وصالحة للاستهلاك الآدمى، لكن الجشع لاحدود له، والغش والتدليس وغياب الضمير يرمى المواطن الى حيث يأكل مايجلب الأمراض لكى تزيد ارباح من لاينبغى الرحمة معهم، بل العقاب المشدد على جرائمهم!!
لكن هذا -رغم بشاعته- هو الفساد الصغير، أما الفساد الكبير فعند بعض أباطرة استيراد اللحوم، والتى أطعمت المصريين لسنوات خلت- لحوم الحدادى والغربان، واللحوم المنتهية الصلاحية. والتى برعت فى استخدام الفساد والافساد لتجنيد الاعوان الذين يمررون «زبالة الأطعمة» التى يستوردونها.
واسألوا الدكتورة فايزة أبوالنجا كيف قاومت هذه العصابات أكثر من محاولة لاستيراد لحوم طازجة وصحية من اثيوبيا والسودان، لأن ذلك يضرب مصالح المافيا وأرباحها الخرافية من استيراد اللحوم المخلوطة بالسموم والأمراض!!.. وكيف نجحت هذه المافيا اكثر من مرة فى تآمرها لمنع الصفقات المتكافئة التى كانت تدعم العلاقات مع دول حوض النيل وتستفيد منها كل الأطراف، وتتيح الفرصة لمنتجاتنا الصناعية والزراعية للتواجد فى هذه الاسواق؟ وكيف كان بعض من السلطة يساندون هذه المافيا، ومنهم وزراء هاربون الآن من العدالة، يتلقون اشادة البعض بعبقريتهم، ومطالبة البعض الآخر بعودتهم المظفرة.. ولامن شاف ولا من سرق ولا من نهب المال العام وانغمس فى الفساد.. ولا من درى بكل ذلك!!
يحكى لى صديق أنه كان معزوما  على العشاء مع واحد من أباطرة استيراد اللحوم ومعهم عدد من كبار القوم المصريين والاجانب فى واحد من أفخر مطاعم العاصمة. وعندما جاء طعام العشاء، لاحظ أن «الامبراطور» لايمس اللحوم. ومال عليه  يسأله : لماذا؟.. وكات الاجابة الوافية الشافية : أصل إحنا الى بنورد اللحمة للمطعم!
وتتواصل جهود الدولة لتوفير احتياجات المواطنين فى العيد. وتتواصل جهود مافيا اللحوم لكى تدفع للسوق بزبالة اللحوم المستوردة، فى غيبة الضمير وضعف الرقابة!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة