مصر الجديدة

عن البصارة واللصوص

إبراهيم عبدالمجيد

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016 - 01:33 م

 

فى مصر مكتب لحماية حقوق الملكية الفكرية موجود فى مبنى ماسبيرو وموجود مثله فى وزارة الثقافة. ومصر مشتركة فى الاتفاقية الدولية لحماية حقوق المؤلف.. لكن رغم ذلك فليس فى مصر كلها من ضاع ويضيع حقه مثل المؤلفين والمبدعين. سواء كان التأليف أدبيا. قصة ورواية وشعر. أم فكريا. كل انواع الدراسات.أم فنيا مثل سيناريوهات الأفلام والمسلسلات. وإلى جوارضياع حق المؤلف تضيع حقوق الآخرين. فحين تصدر رواية ويتم وضعها فى اليوم التالى بالمجان على الإنترنت فلقد ضاع حق المؤلف ودار النشر معا. الأمر نفسه فى تزوير الكتب. كذلك حين يعرض الفيلم ويوجد فى اليوم نفسه على اليوتيوب بالمجان فلقد ضاع حق الجميع. المؤلف والمخرج والممثلين والموسيقى والمغنى إذا وجد غناء إلى آخر من يصنعون ويبدعون الفيلم. فما بالك والأمر يتجاوز اليوتيوب إلى عشرات من القنوات التى تذيع الفيلم جهارا نهارا ولايحاسبها أحد. هذه مقدمة سريعة لأدخل فى موضوع قد يراه البعض عاديا بعد هذا الكلام ، لكنه موضوع أقل مايقال عنه إنه وضيع. ذلك أن من تتم سرقته هنا شخصية نشطة فى عالم الآثار ولها حضور فى الدراسات المختلفة عن كل جوانب تاريخنا المعروف وغير المعروف والمبانى التاريخية فى كل أنحاء مصر وتتابع ما تكتبه وتشكو من سرقته وتحددها وأعنى بها الأستاذة سالى سليمان صاحبة مدونة «البصّارة». أى التى ترى بعيدا.أى زرقاء اليمامة التى تنذر بالأخطار التى لايراها أحد على الآثار. هذه المدونة التى ظهرت منذ سنوات قليلة وصارت على مواقع الفضاء الافتراضى حالة رائعة من الجدية والكتابة العلمية تاريخيا واجتماعيا. انتشر موقع البصّارة على الفيس بوك وصار مجالا للمناقشات والأسئلة والإجابات والحوار ، لكن ظهر اللصوص الأكثر بشاعة من لصوص الآثار. صار ماتكتبه سالى على صفحتها بعد بحث ودراسة تقوم بها فضلا عن دراستها ينقل بالحرف فى مقالات تنشر بمواقع أخرى بأسماء أخرى مع تغيير طفيف أحيانا فى محاولة لإخفاء الجريمة وكثيرا دون أى محاولة لإخفاء الجريمة. أى ببجاحة ووجه مكشوف. ولأن سالى سليمان تعيش بيننا فهى كثيرا ما توضح ذلك ويكون نصيب السارق لعنات من الشباب ومحبى صفحة سالى على الفيس أو تويتر حتى ضاق بها الأمر وكادت توقف صفحتها الغنية بالثقافة والعلم. وهى تحاول الآن أن تجد طريقة فنية لحماية الصفحة من السرقة وأعتقد أن صفحة مفتوحة سيكون من الصعب تقنيا حمايتها من سرقة موضوعاتها. تظهر السرقة فى مقالات فى مواقع الكترونية وأحيانا فى ندوات أو لقاءات وتظهر كمادة علمية وراء بعض الأفلام الثقافية والوثائقية ولا أحد يشير إلى الأصل. يتكرر الأمر حتى صار مربكا. كادت سالى سليمان أن تتوقف عن الاستمرار فى صفحتها لولا ضغط أصدقائها وقراء صفحتها. وسؤالى لكل هؤلاء اللصوص هل يضيركم الإشارة إلى الأصل كمرجع لعملكم ؟ الإشارة إلى المرجع عمل مهنى وأكاديمى رفيع. صحيح أن عدم الإشارة يعطيكم الفرصة لسرقة صفحات كاملة أو سطور عديدة أكثر مما يسمح به قانون الملكية الفكرية العالمى الذى وقعت مصر عليه وهو ثمانية أسطر فى الأدب وأربعة أسطر فقط فى العلوم. لكن هل فى مصر من يلتزم بذلك. لا أحد. الكل يأخذ صفحات كاملة لكن الفرق هو أنه يشير إلى مصدره كنوع من الاحترام لصاحب المصدر ، وغالبا يكتفى صاحب المصدر بذلك ، بل ويشعربالرضا وأحيانا السعادة أن هناك لايزال على الأرض من يعرف معنى الاحترام. أيها اللصوص غيرالظرفاء ابعدوا عن البصّارة أو على الأقل شيروا إليها فتتحول السرقة إلى اقتباس. لا يجب أبدا أن تكونوا سببا فى إحباط كاتبة مثقفة حامية آثار مثل سالى سليمان.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة