«فرحات»: التعليم الفني يصدر مئات الآلاف من العاطلين سنويا

مصطفى محمد عبده

الأربعاء، 31 أغسطس 2016 - 04:01 ص

تُدرك الدولة جيدا أهمية التعليم الفني، لذلك أهدته لقب «قاطرة التقدم» منذ عشرات السنين، لكن هذا الإدراك يتوقف فقط عند التصريحات التي يتغنى بها المسئولون، ويؤكدون دوماً فيها حاجتنا الماسة للعمالة الماهرة، كذلك حاجة سوق العمل الأوروبي لخريجي التعليم الفني المؤهلين، وبالاكتفاء بالتصريحات ظلت قاطرة التقدم مُعطلة تجر أذيال الخيبة، التي تعكسها أرقام مئات الآلاف من الطلاب الذين ينضمون سنويا لطابور العاطلين.

«الأخبار» حاورت د. أحمد فرحات رئيس قطاع التعليم السابق بوزارة التعليم العالي الذي لديه تجربة في هذا الصدد ولديه رؤية للتطوير واستغلال الطاقات المُهدرة.

>> .......................؟

ــ للأسف الشديد يعتبـر التعليم الفنى فى مصر عبئـا ثقيلا على كاهـل الدولة وأصبح بمـا عليـه الآن يسـاهـم ويضيف للبطـالة سنويـا مئـات الآلاف من العـاطلين ، ولـو تم بالفعـل تأهيلهـم ستتجنب الدولة العديد من المشكلات وعلى رأسهـا البطـالة التى تضرب الاقتصـاد المصرى فى مقتل. و هناك الكثيرون من المسئولين الذين يتحدثـون عن التعليم الفنى ولايعرفـون عنـه شيئـا ولا يقتربـون قيـد أنمـلة من مشـاكله خـوفـا من مخالبـه. وإذا رجعنا إلى تصريحـات كل من تولى مسئولية التعليم الفنى ستجد أن التصريح الأول لأى وزير فـور توليـه المهمـة هـو أن التعليـم الفنى هو قاطرة التنميـة وسيكون اهتمامه الأول والأخير بالتعليـم الفنى ثم يخرج من الوزارة دون زيارة واحدة لأى من مؤسسات التعليم الفنى التابعـة له ودون أن يعـرف أماكنهـا أو مشاكلهـا.

>>....................؟

ـ تبدأ أولى مشاكل التعليـم الفنى فى أنه لا تـوجد جهـة وحيدة مسئـولة عنـه ، فمسئولية التعليم الفنى والتدريب المهنى موزعـة على ( 8 ) جهـات مختلفـة وهـى (7) وزارات بالإضـافـة إلى مجلس الوزراء ، يلى ذلك وجـود عـدد لا حصر له من الأقســام التى عفـى عليهـا الزمن والتى لاتخدم متطلبـات الدولة الحديثـة. ويضـاف إلى ذلك أن الشهـادات الممنوحـة متغيرة فى المسميات و المحتـوى العلمى للمقـررات غير موحـد و لا يوجد الحد الأدنى للتنسيق بين الجهـات المانحـة. ويضـاف لذلك الحالة المترديـة للورش والمعـامل والأجهزة والمعدات التى يتدرب عليهـا الطلاب إن وجدت ، علما بأن عـــدد الملتحـقـين بالتعليــم الفنى بوزارة التعليم فقـط قـــــــرابـة مليـونى طالب ، بينما يبلغ عدد الطلاب بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى خمســــة وســــــتين ألف طالب ويبلغ عدد طلاب التعليم الفنى فى وزارة الصحــــــة قرابـــــة الأربعـة عشـر ألف طالب.

>>....................؟

ــ أرى أن تبـدأ حلـول المشكلة بالبحث عن التخصــات و الأقســام التى تحتــاجهـا الدولة ويتطلبها سوق العمل سواء المحلى أو الخارجى ، فأرى أن هنـاك حاجـة ملحـة لتخصصـات الطــاقـة الجــديــدة والمتجــددة التى يمكــن عن طــريــقـــهـا المسـاهــــمـة فى حـل أزمـة الطـاقــة ، كذلك تحليــة ميــاه البحــر التى يمكن عن طريقهــا توفيـر الكـوادر القـادرة على تـوفيـر أحــد أهم مصـادر الميــاه التى يمكن استغـلالهـا فى زراعـة ملايين الأفدنة فى المناطق الساحليـة ، وتخصص تــدويــر المخلفــات بكل أنــواعهــا بمـا فيهـا ميـاه الصرف الصحـى التى يمكن إستغـلالهـا فى إعـــادة استخـــدام ميـاه الصرف الصحى و تخصص الطـاقـة النـوويـة ، ولنفعل مثلمـا يفعـل العـالم المتقدم ويكون النظـام الدراسى المتبـع هـو ( 3 سنوات ثانـوى صنـاعى + 2 سنـة للدبلوم المتوسط + 2 سنة للبكالوريـوس التكنـولوجى ) مـع ضرورة توحيد المناهـج الدراسية بعد تطويرهـا وكذلك توحيد التخصصـات بالوزارات المختلفـة بحيث تتحول كل الأنظمـة الدراسية إلى النظـام سالف الذكـر.

>>.....................؟

ــ بالتأكيد لا ويجب أن يتزامن ذلك مـع ضرورة تطوير المعـامل التى تتناسب مـع التخصصـات المختلفـة مـع إمكانيـة تحويلهـا إلى مؤسسـات إنتاجيـة يتدرب فيهـا الطالب وتدر دخـلا يصرف منه على التعليم الفنى. ولكن يجب أنــوه بأن خريجى التعليـم الفنى بوزارة الإنتاج الحربى يعتبـر نموذجا مشرفا ومثـلا يحتذى بـه نظـرا لتوافـر المعـامل المتطورة والحديثـة التى يستخدمهـا الطـلاب . وأعتقد لو تم تعميم هـذا النمـوذج سنجد أن هناك طفـرة نوعيـة فى الصنـاعـة المصريــة.

>>.......................؟

ــ الجامعـة التكنولوجيـة تتكفل بمرحـلة البكالوريـوس التكنولوجى فقط وهى التى تمنح الطالب شهـادة البكالوريوس التكنولوجى أو التقنى بعـد دراسـة آخـر سنتين يمكن دراسته ولكن وبكل تأكيد يمكن التغـــاضى عن إنشـاء هـذه الجامعـة وإحـلالهـا بكليــات تقنيــة فى الجامعـات المصريــة على أن تكون مدة الدراسـة فيهـا سنتـين ويقـوم أعضـاء هيئـة التدريس بكليـات الهندســة بالجـامعـات المختلفـة بالتدريس لهـم ومنحهـم البكالوريـوس التكنولوجى أو التقنى من الجـامعـة مبـاشــرة .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة