الأربعاء، 31 أغسطس 2016 - 04:04 ص

ظهور الانسان الآلى أو ما يعرف بالروبوت منذ عقود ضربا كان من الخيال العلمى الجامح، واليوم أصبح يدخل فى جميع المجالات، والاكثر من ذلك انه لم يعد حكرا على أمريكا والغرب فقد استطاعت العقول المصرية المبدعة أن تساهم فى هذا المجال بابتكار روبوت مصرى مائة بالمائة.. هذا ما أكده د. أسامة الشاذلى الاستاذ بكلية الهندسة الالكترونية جامعة المنوفية الذى استطاع مع فريق بحثى من طلاب الكلية ابتكار روبوت يتميز بالعديد من المزايا والامكانات والمشاركة به فى مسابقة الروبوكون العالمية بكندا والحصول على المركز الرابع على مستوى العالم وما زال الفريق يعمل على تطويره وتحسين قدراته.. حول الروبوت المصرى وكواليس المسابقة التقيناه فى الحوار التالى..

< فى البداية حدثنا كيف بدأت حكايتك مع عالم الروبوت وإلى أين وصلت؟

- قمت بنشر العديد من الأبحاث العلمية فى المؤتمرات الدولية والمجلات العالمية فى مجال الروبوتات المتحركة وقد كان أحد تطبيقات الروبوتات المقرر استخدامه هو استخدام الروبوتات فى اكتشاف الألغام فى منطقة الصحراء الغربية بمصر.. بدأت فى العمل وتكوين فريق بحثى للعمل على تطوير واستحداث طرق تحكم جديدة لاستخدامها فى مجال الروبوتات كما اننى أقوم بالإشراف على بعض رسائل الدكتوراه والماجستير التى تتعلق بالروبوتات والميكاترونيات كما اننى مشرف على مسابقات الروبوكون المحلية والدولية للروبوتات، وبالنسبة للمسابقة الدولية للروبوتات بكندا وهى محل اهتمام الان فإننا فى كلية الهندسة الالكترونية بمنوف نشترك منذ بدء مسابقة الروبوكون المحلية تحت رعاية اتحاد الإذاعة والتليفزيون بأكثر من فريق وقد حققنا مراكز متقدمة على مدار السنوات التى عقدت فيها المسابقة وبدأت الفكرة فى المشاركة الدولية بدلا من المحلية لنجعل مصر تنافس دول العالم بطلابها وأفكارهم الابتكارية وبالفعل تواصلنا مع اللجنة المنظمة للمسابقة الدولية لنسرد لهم انجازاتنا وأفكارنا فى مجال الروبوتات المتحركة وقد أبدت اللجنة سعادتها بحماس فريق الفراعنة المصرى واستعدادهم الجيد للاشتراك فى مسابقة كانت تعقد منذ 11 عاما بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا فقط ولأول مرة يشارك فريق من خارجهما وبالفعل تم تسجيل الفريق فى المسابقة ودفع رسوم التسجيل والتعرف على قواعد المسابقة العامة ليبدأ فى التفكير فى التصميم المناسب وتنفيذ المهمة المطلوبة من الروبوت المراد تنفيذه.

روح الفريق

< بالتأكيد هذا العمل يحتاج إلى فريق بحث على مستوى عال من الكفاءة.. نود التعرف عليه؟

- تحت رعاية الأستاذ د.معوض الخولى رئيس الجامعة والأستاذ د. محمد البردينى عميد الكلية وبإشراف الدكتور أسامة الشاذلى حبيب أستاذ الميكاترونيات والروبوتات بقسم هندسة الالكترونيات الصناعية والتحكم بالكلية يتكون الفريق من كل من الطالب محمود حبيب )منسق وقائد الفريق) – طالب بالفرقة الرابعة وخريج مايو 2016 – والطالب سالم محمد النباصى – طالب بالفرقة الرابعة وخريج مايو 2016 – والطالب تامر فتحى ابراهيم – طالب بالفرقة الثانية – والطالب يحيى صالح الدين محمد – طالب بالفرقة الثانية، وجميعهم من الطلاب الجادين أصحاب الكفاءة ويجمع بينهم التآلف والانسجام والعمل بروح الفريق من أجل إنجاز العمل على اكمل وجه.

< ما المدة التى استغرقها تصميم الروبوت؟

- استغرق تصميم وتجميع الروبوت حوالى ثلاثة أشهر تقريبا إلى جانب الدراسة والالتزامات الطلابية الاخرى لفريق العمل وكان هناك هدف عام أثناء العمل لنا كفريق عمل ألا وهو التعلم ونقل الخبرات قبل المشاركة والمنافسة فى المسابقة.

مزايا عديدة

< ما مميزات هذا الروبوت المصرى؟

- الروبوت المصرى يحتوى على العديد من المميزات منها تصميمه بتكلفة حوالى 6000 جنيه فقط بحيث يمكنه تأدية المهام المطلوبة منه بهذه التكلفة البسيطة وكذلك تم ادراج مصفوفة من الخلايا الشمسية على الروبوت لتقوم بتخزين الطاقة الشمسية أثناء عمله وتقوم بشحن البطاريات التى تقوم بتغذية الروبوت بالطاقة اللازمة لعمله دون الحاجة إلى مصدر للتيار الكهربائى العادي. فضلا عن استخدام مجموعة من عناصر الاحساس للتفاعل مع البيئة المحيطة مثل الكاميرا التى تلتقط صورا من البيئة المحيطة ويتم ارسالها إلى وحدة الكمبيوتر الموجودة على الروبوت نفسه ليتم تحليلها واستخلاص المعلومات المهمة منها ليتم استخدامها بواسطة إحدى طرق التحكم الحديثة والقائمة على الشبكات العصبية فى اصدار أوامر وقرارات بواسطة أدوات ونظم التحكم المختلفة الموجودة على الروبوت لتتحكم فى حركة الروبوت وتجعله يسير فى مساره المحدد له دون أن يحيد عن الشريط الابيض الموجود على جانبى الروبوت وكذلك الحفاظ عليه من الاصطدام بالعوائق المختلفة.

ومما أثار إعجاب اللجنة المنظمة للمسابقة إعداد تقرير فنى يشرح التصميم الميكانيكى ودوائر التحكم المختلفة وجميع مكونات الروبوت والنتائج التى حصلنا عليها من تشغيل الروبوت على أرض كلية الهندسة الالكترونية.

< إلامَ تهدف مسابقة الروبوكون؟

- تهدف المسابقة إلى تشجيع الطلاب والباحثين على البحث فى مجال تكنولوجيا الروبوتات المتحركة وخلق بيئة تنافسية بين المشاركين والمتابعين للمسابقة. كما تقدم المسابقة تحديات كبيرة للطالب للتعامل مع العالم الحقيقى والتدريب العملى على تحديات التصميم الهندسى الكامل الذى يحتوى على المكونات الميكانيكية والحاسب الالى وبرامج التحكم والتجميع الكامل لروبوت متحرك يمكنه أداء المهمة المطلوبة منه. وتهدف أيضا إلى بناء بيئة عملية بين الطلاب للعمل بشكل جماعى لبناء روبوت قادر على الحركة بأشكالها المختلفة وتفادى العوائق الثابتة منها والمتحركة دون أى توجيه أو سيطرة بشرية بحيث يتم استخدام نظريات التحكم الحديثة والمتقدمة واستخدام تقنيات الرؤية الحديثة والإلكترونيات فى تجميع الروبوت للعمل فى البيئات غير الممهدة والوعرة. كما أن هناك هدفا عاما للمسابقة وهو تعزيز مهارات قيادة وبناء فريق عمل متجانس ومترابط للعمل بشكل جماعى.

دعم متأخر

< ما الجهات الداعمة للفريق البحثى ولماذا لم يسافر إلى كندا؟

- لقد تم دعم الفريق بمصاريف الإقامة من جامعة المنوفية وأيضا تم دعم الفريق بمبلغ ستة الاف جنيه لشراء الخامات المطلوبة لبناء الروبوت وتذاكر للسفر من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا التابعة لوزارة التعليم العالى ولكن للاسف لم يتمكن الفريق من الحصول على تأشيرة الدخول للاراضى الكندية نظرا لضيق الوقت بين التقديم للحصول على التأشيرة وموعد المسابقة والسبب فى ذلك هو الصعوبات العديدة فى الحصول على هذا الدعم سواء بالنسبة لجامعة المنوفية او أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا نظرا لعدم معرفة الإجراءات اللازمة للحصول على الدعم وكانت المبالغ المصروفة لدعم الفريق أقل بكثير مما كان متوقعا ولذا نطالب جميع مؤسسات الدولة المعنية بهذا الشأن بدعم مثل هذه المسابقات وتيسير الإجراءات اللازمة للانتهاء منها قبل موعد المسابقة بوقت كاف ليتمكن الفريق من السفر وألا تتكرر معاناة فريقنا مرة أخرى لتشارك مصر بقوة وتنافس على المراكز المتقدمة.

< ما الجوائز والمراكز التى حققها الفريق محليا وخارجيا؟

- حصل فريق الفراعنة على المركز الرابع عالميا بتقديم التقرير الفنى المعد جيدا من خلال المشرف على المسابقة وكذلك تسجيل فيديو للروبوت وهو يعمل على أرض كلية الهندسة الالكترونية بمنوف ليتم تقييمه ويحصل على 41/50 ليحتل الفريق المركز الرابع عالميا وكان قريبا جدا من معهد جورجيا للتكنولوجيا - الولايات المتحدة الأمريكية الذى احتل المركز الثالث وقد تم إرسال بريد الكترونى من الدكتور ستيفن واسلندر الأستاذ المشارك بجامعة واترلو والمشرف الرئيسى على المسابقة معبرا عن إعجابه وكذلك لجنة التحكيم بما وصل اليه الفريق وكذلك سعادتهم بمشاركة الفريق المصرى فى المسابقة وتم اعلان النتيجة على الموقع الرسمى للمسابقة ووضع اسم جامعة المنوفية على الموقع rin.

< بم تحلم على المستوى العلمى والشخصى؟

- أحلامى كأستاذ جامعى أن أرى جامعة المنوفية وكل الجامعات المصرية على مستوى عال من الرقى والتقدم والقدرة على المنافسة الدولية فى مجال البحث العلمى ومنه مجال الروبوتات والميكاترونيات فضلا عن تخريج جيل جديد قادر على المنافسة فى شتى المجالات فى كل مكان فى العالم. أما على المستوى الشخصى فأتمنى أن أكون واحدا من ضمن فريق علمى متخصص فى البحث والعمل على اكتشاف وتطهير أرض مصر الحبيبة من الألغام واستغلال هذه المساحات الشاسعة فى الزراعة والصناعة والإنتاج لتصبح مصر بكامل مساحتها قادرة على الزراعة والصناعة فى كل شبر منها.