قانون بناء الكنائس.. خطوة هامة على الطريق الصحيح

فى الصميم

جلال عارف

الخميس، 01 سبتمبر 2016 - 03:13 م

شرفت بعضوية المجلس القومى لحقوق الانسان عند انشائه وعلى مدى سنوات بذل المجلس جهدا هائلا لترسيخ مبادئ حقوق الانسان ونشر الثقافة المتصلة به، ووضع هذه الحقوق على اجندة الدولة والمجتمع. وكان لوجود الدكتور بطرس غالى والاستاذ محمد فايق ونخبة من الشخصيات الفاعلة سياسيا وثقافيا فى هذا المجلس دور كبير فى انجاز خطوات كبيرة على هذا الطريق.
ومنذ البداية كان مشروع قانون بناء دور العبادة ضمن  اولويات المجلس، وكانت الاحداث الطائفية موضع متابعة، وكان التأكيد على ضرورة تفعيل القانون وتأكيد مبدأ المواطنة فى مقدمة أعمال المجلس.
وقد أثمرت الجهود يومها عن فتح ابواب المفاوضات مع الحكومة بصورة جادة. لكنها اصطدمت يومها بعقبات كثيرة حتى بعد ان تحول الأمر الى العمل على اصدار قانون بناء الكنائس لانهاء المشاكل المتعلقة بهذا الامر واطفاء الحرائق التى يشعلها المتطرفون فى غياب تنظيم حقيقى للاوضاع المتعلقة بهذا الامر، وفى ظل مساحة تركتها الحكومات المتعاقبة للمتطرفين لكى يعيثوا  فى الارض فسادا، بينما السلطة ـ فى ذلك الوقت ـ تتفرغ لممارسة فسادها بعد الزواج المحرم بين السلطة والثروة!!
الآن.. وبعد أكثر من عشر سنوات، يصدر القانون الخاص بتنظيم بناء الكنائس. لايحقق القانون الآمال الكاملة لكل المؤمنين بمبدأ المواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات، لكنه يمثل خطوة على الطريق ينبغى أن نحرسها ونحرص على تطبيقها بدقة وأمانة، خاصة ونحن نسمع أصوات التطرف تنطلق ـ حتى من داخل البرلمان ـ تدعى كذبا أن هذا القانون ضد الإسلام الذى كان وسيظل للأبد رسالة محبة ووئام للبشرية كلها، والذى احترم  كل الرسالات السماوية، وقدم النموذج الامثل لرعاية حقوق كل ابناء الدولة ماداموا يحترمون القانون ويحسنون العيش كمواطنين احرار فى وطن يحترم حريتهم ويضمن سلامتهم.
نحن أمام خطوة مهمة  على الطريق الصحيح. ينبغى ان يتلازم معها جهد على الارض لتغيير واقع نجح فيه التطرف فى استغلال الفراغ لسنوات طويلة ليبث سمومه خاصة فى الأرياف فى غياب اى وجود لاحزاب سياسية مدنية اولجهد ثقافى يصل للمواطن البسيط، أولتعليم حديث يعلى من قيمة العقل ولايحول أبناءنا الى ماكينات تحفظ القديم الذى تخطاه الزمن.
تطبيق هذا القانون هوخلق لواقع جديد يمهد الطريق للتطبيق الكامل لمبدأ المواطنة.. بعيدا عن أصوات قبيحة لاتعترف بالوطن ولاتؤمن بالاسلام دينا للحرية والمساواة وعبادة الخالق وحده. ولاتعرف طريقا الا طريق الدم والارهاب وتكفير الجميع.. ومنهم ـ بل فى طليعتهم  ـ كل من يخالفهم من المسلمين الابرار العاشقين لتراب هذا الوطن، ولتراثه فى بناء الحضارة ونشر قيم المساواة والحرية وكرامة الإنسان.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة