بماذا نضحى؟!

من باب العتب

د.محمود عطية

الخميس، 01 سبتمبر 2016 - 03:33 م

نخسر كثيرا حين نخفى حقيقة شخصياتنا ونبدو بما ليس فينا، ولم نتوقف يوما لنسأل أنفسنا ماذا نخسر حين نبدو كذلك؟! ونحرم أنفسنا من طبيعتنا وجنوننا السرى ؟ والمثير أن يظن الآخرون أننا ما يرون منا، بالتأكيد لأنهم لا يعرفوننا جيدا، كما يبدو الآخرون لنا طبيعيين لأننا أيضا لا نعرفهم.
ولا ندرك أننا ضحايا معتقدات مجتمع لا يريدنا بطبيعتنا البشرية، فيشكلنا كما يهوى وكذلك الآخرين ، ويزرع فينا ما نبدو به كأننا ممثلون هواة فوق خشبة مسرح باهت، ونتباهى بما يريد، ويوهمنا بما نفقد فيه عقولنا ونبدو أقرب ما نكون للجنون العاقل، فيوهمنا أن الحب والرومانسية هما الزمن الجميل والباب الملكى للسعادة والسكينة الدائمة، والاشتياق والحميمية فى الحب والرومانسية مشتعلان دائمًا ولا يفتران، ويضللنا أكثر بأن الزواج الناجح يبنى على المشاعر والأحاسيس وهذا يكفى، وينسينا العقلانية وتكافؤ الشريكين.
ولا أفهم لماذا صدقنا كل تلك الأراجيف والأكاذيب، وعشنا وهما بالرومانسية، وقبلنا شريكنا بكل ما فيه دون أى تذمر، ويوم يشعر فيه طرف أن الآخر يريد تغيير سلوك ما فيه تتهدد العلاقة -فى عرف الرومانسية- وقد تنتهى لأنه ببساطة لم يتقبل الشريك على علته. على الرغم من أن هذا الاعتقاد الذى بنيت عليه الرومانسية يخالف الطبيعة البشرية، لأن كلنا يخطئ ويغضب ويحبط وييأس. فالكائن المثالى الذى لا يمر بأيٍّ من ذلك ويتقبلنا بكل عيوبنا دون السعى لتغييرنا ولو بالقدر القليل لم يوجد بعد. لماذا رغم تقدم تجاربنا مع الحياة لم نستفد منها، ولم نتخل عن افتراضاتنا وانحيازاتنا المسبقة. وربما كان تمسكنا بافتراضاتنا وانحيازاتنا المسبقة سر تعاستنا فى فشل كل علاقاتنا، اظن وجب علينا ترك كل ما تروج له وسائل الإعلام عن الرومانسية والحب والزواج ونضعه موضع شك، لأنها كانت وراء سبب تشوه عقولنا.. ونفكر لماذا نبدو منقادين ولا نعرف بماذا نضحى؟!

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة