الهند التى يزورها السيسى مثال يجب أن يُحتذى

خواطر

جلال دويدار

الخميس، 01 سبتمبر 2016 - 03:42 م

الهند التى بدأ  الرئيس عبدالفتاح السيسى زيارتها   دولة عظيمة بحضارتها. وتعداد سكانها الذى يربو على المليار و٣٠٠ مليون نسمة وما حققوه من تقدم صناعى وتكنولوجى وصل بنموها الاقتصادى إلى معدلات عالية. من المؤكد أن كل هذه الإمكانات سوف تسير بخطى وطيدة لكى تصبح دولة لا تقل نمواً ومكانة فى مجتمع الدول المتقدمة بنفس مستوى دولة الصين.
ان انطلاقتها الناجحة التى تتسارع تبشر بتعاظم القدرة الاقتصادية والصناعية اعتماداً على اصرارها واجتهادها  فى العمل والابتكار وتوافر العمالة المدربة الرخيصة الأجور إلى جانب اهتمامها بالأخذ بمتطلبات التحديث والتطوير. بان  ما تحقق لهاتين الدولتين الصين والهند ومعهما اليابان الرائدة الآسيوية الأولى فى الصناعة والتكنولوجيا يبشر بانتقال عصر السيطرة الصناعية والاقتصادية إلى القارة الآسيوية متخطية فى ذلك أمريكا وأوروبا.
هذه الأهمية التى ستصبح للهند الدولة العملاقة تعيدنا إلى استراتيجية العلاقات التاريخية المتينة التى كانت تربط الدولة المصرية بها على مدى قرون وقرون. هذه العلاقات تعاظمت وتدعمت إبان حقبة رئاسة الرئيس عبدالناصر بعد ثورة ٥٢ ويقابلها فى الهندرئاسة  الزعيم نهرو. اشترك هذان الزعيمان سوياً فى تأسيس حركة عدم الانحياز لمواجهة تكتلات الدول الاستعمارية الكبرى. ظلت هذه العلاقات على وتيرتها القوية إلى أن دهمتها أزمة مؤتمر عدم الانحياز الذى عقد فى العاصمة الكوبية هافانا عام ١٩٧٩.
حدث ذلك وقت ان كان يقود مصر الزعيم الراحل أنور السادات صاحب قرار انتصار أكتوبر المجيد.  كان وراء ذلك توقيعه على اتفاق  سلام كامب ديفيد الذى أعاد سيناء التى كانت قد احتلتها اسرائيل بعد نكسة حرب ١٩٦٧.. إلى حضن الوطن.. سعت الدول  العربية مدفوعة بعدم التقدير السياسى وقصر النظر ـ بضغوط من صدام فى العراق والاسد فى سوريا ـ والتى كانت قد قاطعت مصر بعد توقيع الاتفاق إلى محاولة طرد مصر المؤسسة من حركة عدم الانحياز. كان لوقوف الدول الافريقية إلى جانب مصر عند التصويت سبب فى فشل هذه المحاولة التى اتسمت بالرعونة وتصفية الحسابات.
أثار موقف الهند المتخاذل وعدم تصديها لهذه المؤامرة غضب الزعيم الراحل أنور السادات وهو ما تسبب فى  جمود العلاقات بين مصر والهند. هذه الحالة المؤسفة استمرت لسنوات حتى بعد تولى الرئيس الأسبق حسنى مبارك الى ان  تم كسرها مع بداية الألفية الثالثة بالزيارة التى قام بها لنيودلهى والتى تلاها بعض الزيارات لوزراء مصريين كان فى مقدمتهم وزير الاتصالات الاسبق الدكتور طارق كامل. ولانشغال نظام هذا الحكم بقضايا داخلية محورها التمهيد لتوريث الحكم لجمال مبارك فإن هذه العلاقات لم تشهد التطور المأمول.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة