الخميس، 01 سبتمبر 2016 - 03:46 م

لفت نظرى تجمع عدد من الشباب الواعد من الجنسين فى ركن قريب من المنضدة التى كنت أجلس حولها أنا وزوجى فى أحد المقاهى الراقية بالساحل الشمالى، ووسط أصواتهم القوية وحبى لحوار الشباب ادركت أنهم يناقشون خروج المرأة للعمل، فإذا بأحدهم ينطلق بصوت جهورى قائلاً: «من الطبيعى أن يكون عمل الرجل خارج البيت وعمل المرأة فى البيت «ثم استطرد» ومن يقول غير هذا فقد خالف الفطرة والوجود الإنسانى والغريب أن الغالبية استقبلت هذا الرأى باستحسان وابتسامات عريضة حتى خطيبته رغم ظهور علامات الرفض على ملامحها لم تجرؤ على معارضته لأنه كان من الواضح انها تريد إتمام الزيجة خوفاً من الانضمام لطابور العوانس.
تعجبت انه بعد مرور أكثر من مائة عام على رحيل محرر المرأة قاسم أمين لا يزال احفاده يفكرون بهذا الاسلوب ويناقشون مسألة حسمت من عقود طويلة ماضية. قررت أن أكتب رسالة مفتوحة لهذا الشاب وغيره حتى أؤكد لهم أهمية عمل المرأة فى حياتنا والصفات التى تتميز بها النساء العاملات، لأن المجتمع يتقدم بالانتاج والبذل والعطاء بجميع افراده والمرأة هى شريك الرجل فى الحياة ولا تقل عنه فى شىء ولا تزيد عنه فى شىء فهما متساويان من حيث القيمة والقدرات العقلية وأنها قادرة على مواصلة مسيرة العمل بعد الانتهاء من مرحلة الحمل والانجاب والارضاع، وان العمل ليس ترفاً ولكنه مهم لتكوينها النفسى والعملى فهو يساعدها على الاستقلال المادى والمساهمة فى دخل الاسرة ويساعدها على توسيع مداركها وتحقيق ذاتها واكتشاف مواهبها وقدراتها.
وتتميز المرأة بأنها قادرة على القيام بأكثر من مهمة فى نفس الوقت تكون موظفة ومديرة ناجحة وأيضاً أم وزوجة صالحة، والمرأة بطبيعتها حمولة لديها القدرة على تحديد الهدف والوصول إليه تدريجياً دون ملل أو كلل، والمرأة يعرف عنها الامانة والالتزام والصدق فى التعامل وعادة ما تكون المكاتب التى تضم نساء أكثر نظافة وترتيبا من المكاتب الذكورية هذا إلى جانب العديد من المميزات النسائية الأخرى.
وأهمس فى أذن هذا الشاب أن المرأة ليست فقط متفوقة كموظفة ومديرة بل على مستوى قيادة الدول حيث أتابع اداء المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى والمرشحة للرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون وأرى أن المرأة مؤهلة لشغل مناصب فى جميع المجالات علمياً وثقافيا وسياسياً.