مبادرة رعاية المتفوقين

قضية ورأى

د.محبات أبوعميرة

السبت، 03 سبتمبر 2016 - 04:26 م

جاءت من اهتمام الدولة وتوجيهات القيادة السياسية جاءت مبادرة « مصر والرئيس لرعاية الطلاب المتفوفين « لتمثل نقلة نوعية فى إعداد وتكوين الكوادر العلمية المتخصصة فى الرياضيات التى تمثل قاطرة التقدم والابداع، ومؤخرا تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة التربية والتعليم والكلية الفنية العسكرية بهدف تنفيذ هذه المبادرة التى ستحقق الشراكة والتكامل بين مؤسسات الدولة لدعم ورعاية المتفوقين وخلق مناخ ينمى لديهم حب مادة الرياضيات وذلك لضمان التوسع فى قاعدة الاختيار، بالاضافة إلى اعداد كوادر من الطلاب تمثل مصر فى المسابقات الدولية فى الرياضيات.
وقد أسعدنى عضويتى فى لجنة تفعيل وتنفيذ مبادرة مصر والرئيس والتى بدأت اولى مراحلها فى وزارة التربية والتعليم وهى تحديد المعايير التى فى ضوئها سيتم اختيار الطلاب المتفوقين فى الرياضيات، من منطلق أن الدرجة التى حصل عليها الطالب فى المادة ليست كافية للحكم على انه متفوق، وبعد تطبيق المعايير التى توصلت اليها اللجنة المعنية يتم اختيار من يمثلون مصر فى الاختبارات والامتحانات والمسابقات الدولية.
وسيتم اختيار الطلاب من مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بحد اقصى 30 طالبا من كل مدرسة، بالاضافة إلى 30 طالبا من كل ادارة تعليمية التابع لها المدارس العادية، وأيضا 30 طالبا من مدرسة المتفوقين بعين شمس، وهؤلاء جميعهم من سيطبق عليهم المعايير الموضوعية بهدف تحضيرهم للمشاركة فى المسابقات والمنافسة الدولية.
إن مشاركة الكلية الفنية العسكرية فى هذه المبادرة وتنفيذها يمثل خطوة جادة ومهمة حيث ستلتزم الكلية بالرعاية والدعم من خلال منح الطلاب خاصة الاوائل منهم الميداليات الفضية والبرونزية، ومنح الطلاب شهادات تقدير بالاضافة إلى الامتيازات المادية، ناهيك عن دروع التقدير للادارات التعليمية التابع لها الطلاب الأوائل فى مرحلة التصفيات القومية، وكذلك منح شهادات تقدير لمدرسى الرياضيات ممن يدرسون لهؤلاء الطلاب خاصة الحاصلين على المراكز العشرة الأوائل.
وحتى تستمر هذه المبادرة لسنوات قادمة لابد من الاستفادة بتجارب الدول العشر الاول فى جودة التعليم والتى يحصل طلابها على أعلى الدرجات فى المسابقات الدولية فى مادة الرياضيات مثل كوريا الجنوبية التى تعتمد برنامجا يجعل الطلاب يحلون الامتحانات التى تقيس التفكير الابداعى، وكذلك سنغافورة التى تقدم برنامجا متميزا لتلبية حاجات المتفوقين وتنمى لديهم التحدى الفكرى من خلال اختبارات فى الالغاز الابداعية وهى وسيلة مساعدة لحل الاسئلة الصعبة فى الامتحانات خاصة الاسئلة التى تتناول التقارير الاقتصادية العالمية واولومبياد الرياضيات بالاضافة إلى برنامج التعلم الفردى للمتفوقين منزليا، وكذلك التجربة اليابانية التى تعتمد على اختبارات الكترونية للمتفوقين تقيس مهارة الانتاج والابداع والادارة وصناعة الالكترونيات.
ومن معالم الخبرة الالمانية فى هذا المجال برنامج يعد للمتفوقين فى رياضيات المرحلة الثانوية العليا يعمق لدراسة الرياضيات المتقدمة فى الجامعات مثل الانشطة العددية والدوال والمنطق الرياضى وعلوم الكمبيوتر، وكذلك الخبرة الصينية التى تفرز المتفوقين فى المرحلة الابتدائية وتقدم برنامجا قائما على التشويق لدراسة الرياضات والتطبيق المستمر لها فى الحياة مما تنتهج مبدأ التقليل من الواجبات المدرسية المنزلية وبالتالى يحقق الطلاب انجازا فى مادة الرياضيات ويزداد أعداد المتفوقين.
إن نجاح هذه المبادرة يتطلب إعداد اسئلة ابداعية تكشف عن إمكانات الطالب فى المستقبل وليس ما حصله فى الماضى، اسئلة تقيس التفكير المستقبلى Speculative، اسئلة تجعل الطالب يقدم حلولا غير تقليدية للمشكلة، ويقدم أفكارا غير نمطية مما ينبئ بعلماء رياضيات ومبدعين، ويتطلب ذلك برامج اثرائية لزيادة أعداد المتفوقين وكذلك برامج صيفية تستغرق ستة أسابيع تقدم للطالب فى الاجازة الصيفية ممن لديهم طموح علمى وميول نحو دراسة الرياضيات فى جميع انحاء الجمهورية.
ما يبقى : أن من يجتاز الاختبارات القومية من بين الـ 600 طالب بعد اختيار العشرة الاوائل يتم رعايتهم مستقبلا من قبل المؤسسات البحثية والعلمية والجامعات الخاصة والحكومية من خلال منح مجانية لهؤلاء المتفوقين لاستكمال دراستهم العلمية فى الكليات والمعاهد الهندسية والبحثية خاصة ان هذه المبادرة ستتم على مرحلتين الاولى بهدف التصفية على المستوى القومى والثانية انتقاء الطلاب الاوائل الحاصلين على اعلى الدرجات فى اختبارات الابداع فى الرياضيات.
وأقترح: وضع سياسة عامة من قبل الدولة لرعاية المتفوقين فى جميع المواد الدراسية، من خلال وسائل الكشف عن هؤلاء المتميزين فى وقت مبكر وليس فقط المرحلة الثانوية، واعداد برنامج لتعليمهم واثراء تفوقهم، واحتساب درجات لهم فى نهاية كل عام لتميزهم عن اقرانهم، وتشجع الباقى على التفوق، مما يتطلب إعداد بنك اسئلة من قبل شعبة الامتحانات بالمركز القومى للتقويم التربوي، وتصميم اختبارات تقيس مستوى الابداع على ان تكون هذه الاختبارات الكترونية إعدادا وتطبيقا وتصحيحا وكذلك التوسع فى تعميم التجربة فى باقى المحافظات وفى مجالات أخرى مثل مدارس المتفوقين فى العلوم الطبيعية ومدارس المتفوقين فى اللغات الاجنبية بما يلبى حاجات المجتمع المصرى.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة