نهار

عبلة الرويني

السبت، 03 سبتمبر 2016 - 04:31 م

راح د.جابرعصفور يردد حكايته الأثيرة، لا يمل من تكرارها طوال30 عاما.. كيف خرج من ندوة فى (دار الأدباء) بشارع القصر العيني، كان يناقش فيها ديوان «العهد الآتي» لأمل دنقل، وكيف احتد النقاش وامتد بينهما، فواصلاه أثناء خروجهما من دار الأدباء، سيرا إلى ميدان التحرير، إلى الدرجة التى نسى فيها أمل وجود عبلة معه، لتعود بمفردها إلى البيت، بينما أكمل أمل دنقل على مقهى بالتحرير، حواره الطويل مع جابر عصفور..(طبعا الحكاية على هذه الصورة، هى ما يحب أن يراه جابرعصفور، يعنى الحكاية من وجهة نظره، وهو فى الأغلب لا ينشغل كثيرا بتفاصيل النقاش الدائر حول الديوان، فما يعنيه من ترديد الحكاية، هو كيف نسى أمل دنقل خطيبته فى الشارع، بسبب انشغاله بالحوار معه)!!...نفس المعنى أو نفس الشعور كان يمارسه القاص الراحل يحيى الطاهرعبد الله بحدة أكثر، وانفعال أشد.. فعندما كنت أضحك معترضة على أن يسير يحيى إلى جوارنا (أنا وأمل) ونحن نقطع شوارع القاهرة، حاملا ابنته أسماء على كتفيه.. كان يحيى ينفعل ويحتد عليَّ، ويطالبنى الا أسير إلى جوارهما(هو وأمل) بهذه الأفكار التقليدية المحافظة..إنه يوحد أمل معه بثقة شديدة، تصل إلى حد تهديدى، ليس فقط بإبعادى عن طريقه، بل عن طريق أمل نفسه..هكذا كان يتوحد دائما بصديقه(الخاص به وحده)..
هل هى صداقة الرجال، ام صداقة العقل والوجدان، تتجاوز المواضعات اليومية العادية ؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة