الخطوط الحمراء .. وعشق البيروقراطية

شد وجذب

وليد عبدالعزيز

السبت، 03 سبتمبر 2016 - 04:44 م

هناك خطوط حمراء لا يجب الاقتراب منها لانها تمثل مقدرات الدول..البعض يعتقد ان التلويح بعدم الاقتراب لهيبة مؤسسات الرئاسة والجيش ما هو الا نفاق وتطبيل.. ولكن الحقيقية هى ان حفظ هيبة وكرامة مؤسسات الدولة بصفة عامة ما هو الا تعظيم من قدر وقدرة ومكانة مصر..أقول هذا الكلام لأننى لاحظت فى الفترات الاخيرة بعض اراجوزات الاعلام يتحدثون عن الرئاسة والرئيس والمؤسسة العسكرية المحترمة بأسلوب لا يتناسب وحجم ومكانة هذه المؤسسات.. البعض يتخيل أنه بمجرد الحديث بالأساليب العشوائية قد يجد من يتحدث إليه من هذه المؤسسات بل ويطلبون منه ان يكون من المقربين وهذا لم ولن يحدث لان هذه الأساليب الرخيصة عفى عليها الزمن.. بالاضافة إلى ان زمن المقربين ذهب بلا رجعة لان الدولة فى هذه المرحلة الدقيقة فى أشد الحاجة إلى المخلصين الذين يحبون الوطن دون ان ينتظروا المقابل..
التصدير
ولو كنّا نتحدث عن الخطوط الحمراء فيجب ان نضع التصدير فى المقدمة لأنة البوابة الوحيدة القادرة على احداث الفارق فى عملية الإصلاح الاقتصادى.. التصدير يعنى تحويل أراضى الصحراء إلى مصانع إنتاجية توفر فرص عمل وتدفع الضرائب وتستخدم مستلزمات انتاج من الخامات المحلية وتسدد فواتير المياه والكهرباء والغاز..وفى النهاية تتحول المادة الخام إلى منتج نهائى يتم تصديره للخارج والحصول على المقابل بالعملة الصعبة ويتم تدويرها من جديد فى شراء احتياجات الدولة الاساسية..هذا هو مفهوم التصدير ولذلك يجب علينا ان نفكر جيدا فى اعادة صياغة المنظومة التصديرية بما يتناسب ومتطلبات المرحلة..فليس من الضرورى ان يكون القائم على تسيير العملية التصديرية فى الحكومات السابقة هو نفس الشخص الذى يصلح لهذه المرحلة..علينا ان نعتمد على كوادر جديدة تمتلك الرؤية والخبرات الحديثة وتكون قادرة على التفاعل مع المتغيرات العالمية.. سهل جدا ان يتم إغلاق الاسواق الخارجية امام السلع المصرية لمجرد اننا نعتمد على كوادر تعشق الروتين والبيروقراطية ولكن من الصعب فتح اسواق جديدة وادخال سلع مصرية تستطيع المنافسة فى عالم اللا حدود..التصدير يا سادة فى حاجة إلى تطوير فى المنظومة وفى حاجة إلى حوافز مشجعة من حيث الإجراءات..صمود رجال الصناعة إلى يومنا هذا فى ظل البيروقراطية القاتلة لا يعنى انهم راضون كل الرضا عن المنظومة التصديرية..تجارب الدول الاخرى والتى حققت أرقاما غير مسبوقة من عائد الصادرات جاء نتيجة نظم متطورة تضعها الدول بالتعاون مع رجال الاعمال..ليس من المعقول ان (يفتكس) الموظف فى تطبيق إجراءات ولوائح هدفها تطفيش الصناع..أقول هذا الكلام لأننى شعرت بمرارة وحزن بعض رجال الصناعة من الإجراءات التى تضعها الدولة فى وجه المصدرين رغم ان الحصيلة الدولارية تعود فى النهاية إلى الخزانة العامة....لو كنّا نريد ان نحقق نهضة اقتصادية حقيقية علينا ان نصل بالرقم التصديرى إلى 50 مليار دولار خلال 3 سنوات ولكن هذا الرقم يحتاج إلى أفكار من خارج الصندوق ويكون القطاع الخاص شريكا حقيقيا ووقتها نستطيع ان نقول اننا دولة قوية ومنتجة وتستطيع ان تحدد الخطوط الحمراء وتقف ضد من يحاول الاقتراب منها..
التعليم
هناك خطوط حمراء اخرى لا يجب العبث فيها وعلى رأسها المنظومة التعليمية لانها وحدها ستحدد مستقبل الأمة وتأهيل الجيل الجديد..التعليم بمصر فى حاجة إلى ثورة حقيقية تضمن لنا اجيالا جديدة.. (متعلمة بجد).. (تفهم قبل ان تحفظ)..دعونا نحدد مفهوم الخطوط الحمراء لنعلم الشعب ان هيبة المواطن من هيبة الدولة وحاكمها وان اى تجاوز فى حق الكبير ينعكس بالسلب على الصغير..وعلينا ان نعرف جميعا ان حضارات الشعوب وتقدمها ومكانتها لا يمكن ان تؤثر فى المجتمعات الخارجية الا بالانتاج والعمل المخلص والتطور العلمى لان المنتج النهائى لكل مجتمع وفى اى مجال يعكس التقدم الحقيقى للدول..وتحيا مصر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة