الأحد، 04 سبتمبر 2016 - 01:52 م

(الجيش هو الحل) هو الشعار والممارسة الفعلية لمواجهة المشكلات والأزمات الأقتصادية المتتالية.. ترتفع أسعار اللحوم بصورة خرافية، فتقيم القوات المسلحة منافذ لبيع اللحوم بأسعار فى متناول المواطن البسيط.. سيارات متنقلة لبيع السلع الغذائية والخضر والفاكهة.. منظومة التموين المصرية تكاد أن تكون تحت إشراف القوات المسلحة، وعندما قامت الشركات المختصة باستيراد عبوات لبن الأطفال، واحتكار السوق للمغالاة فى الأسعار، تدخل الجيش بالتنسيق مع وزارة الصحة، بالتعاقد على نفس العبوات من الألبان ليصل السعر إلى 30 جنيها للعبوة (نصف الثمن المطروح فى الأسواق من الشركات الخاصة) وقامت القوات المسلحة بالفعل بطرح 30 مليون عبوة لبن أطفال بسعر30 جنيها، تباع فى الصيداليات، بدلا من 60 جنيها للعبوة المعروضة فى الأسواق، وهو ما يعنى ضرب الاحتكار الجشع للتجار وشركات الاستيراد!!
تدخل الجيش فى الحياة المدنية المتزايد يوما بعد يوم فى جميع المجالات، يعنى بوضوح ضعف الحكومة أو ضعف الحكومات المتعاقبة، وعدم كفاءتها وفشلها وعجزها عن إدارة المشاكل (إضافة إلى تفرغها للفساد واستثماره) فعندما يتدخل الجيش لتوزيع ألبان الأطفال، يعنى غياب وزارة للصحة!!.. وعندما يتدخل الجيش لبيع اللحوم والخضراوات والسلع الغذائية، فذلك يعنى غياب وزارة التموين!!..
وضع الجيش مكان الحكومة، وقيامه بالدور الذى ينبغى على الحكومة أن تقوم به ليس حلا، أو يجب ألا يكون حلا مستداما.. يجب ألا ننتظر من الجيش دفع كل الأثمان والفواتير لحكومات فاشلة.. لابد من دولة، ولابد من حكومة تتحمل مسئولياتها ودورها.