كيف تتحكم «السوشيال ميديا» فى المصريين ؟

مجرد سؤال

صفاء نوار

الإثنين، 05 سبتمبر 2016 - 02:39 م

هل ما نراه حولنا هذه الأيام من جدل عقيم ونقاشات حول قضايا تافهة تثيرها «السوشيال ميديا» التى أصبحت تسيطر على حياتنا.. والإعلام الذى يحاول أن يفرض علينا آراء القائمين عليه.. هو جزء من الاستراتيجية التى كتب عنها المفكّر الأمريكى العبقرى عالم الإنسانيات نعوم تشومسكى فى مقال رائع تناقلته وكالات الأنباء العالمية.
بالطبع تشومسكى كان يقصد تحكم «الحكومات» بالشعوب.. لكن ما نعيشه وما نراه يؤكد أن السوشيال ميديا والإعلام تستخدم نفس «الاستراتيجيات» للتحكم بنا.. يقول تشومسكى فى مقاله «10 استراتيجيّات للتحكم فى الشعوب» أول هذه الاستراتيجيات التى تستخدمها وسائل الإعلام لتتحكم فى شعوبها وتحركها يمينا ويسارا كالدمى.. «الإلهاء» عبر وابل متواصل من المعلومات «التافهة» تحافظ على تشتّت الاهتمامات، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية.. ثانيا ابتكار مشكلة أو -موقف- متوقــع لنثير ردّة فعل معيّنة وجدل على نطاق واسع.. ثالثا مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار، باستخدام خطاب وحجج وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولى، وكثيرا ما تقترب من مستوى التخلّف الذهنى، وكأن المشاهد طفل صغير أو معوّق ذهنيّا. كلّما حاولنا مغالطة المشاهد، زاد اعتمادنا على تلك النبرة، لماذا؟ «إذا خاطبنا شخصا كما لو كان طفلا فى سن الثانية عشرة، فستكون لدى هذا الشخص إجابة أو ردّة فعل مجرّدة من الحسّ النقدى بنفس الدرجة التى ستكون عليها ردّة فعل أو إجابة الطفل ذى الإثنى عشر عاما».
رابعا استثارة العاطفة بدل الفكر وهى تقنية كلاسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقى، والحسّ النقدى للأشخاص.. كما أنّ استعمال المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور للاوعى حتّى يتمّ زرعه بأفكار.. رغبات.. مخاوف.. نزعات.. أو سلوكيّات.. وأكتفى بهذه النقاط.. لأعود إلى برامج التوك شو والسوشيال ميديا.. والجدل حول ألبان الأطفال التى لا أقلل من أهميتها.. لكن أتحدث عن المبالغة فى رد الفعل ثم الهجوم والسخرية من مؤسستنا العسكرية.. ثم المعارك حول لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الأمريكى أوباما فى الصين.. والتركيز على مشاهد مصطنعة حاولوا أن يلهونا بها عن كل النقاط الايجابية فى استضافة قمة العشرين لمصر وأهميتها اقتصاديا وسياسيا
كلها نماذج لقضايا تافهة يتم إثارتها فى وقت نعانى فيه من خلل فى الأمن الاجتماعى قبل الجنائى وأزمة اقتصادية تحتاج كل جهودنا للخروج منها.. وأزمة الدولار والارتفاع جنونى فى أسعار السلع الأساسية.. وتخبط القرارات.. وفساد بعض المسئولين من جهة.. والأيادى المرتعشة التى لا تستطيع اتخاذ قرار من جهة أخرى..
أليست هذه هى نفس استراتيجيات تشومسكى؟!!

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة