زوبعة جديدة !

عطر السنين

ميرفت شعيب

الإثنين، 05 سبتمبر 2016 - 02:42 م

ليست المرة الأولى التى يطلق فيها أحدهم تصريحا غريبا مستفزا لجميع المصريين بهدف صرف أنظارهم عن مشكلاتهم الحياتية التى تحاصرهم من ارتفاع أسعار السلع وفواتير الكهرباء الأكثر اشتعالا من لهيب الصيف ومع أزمات اختفاء ألبان الأطفال وزيادة أسعار السكر فاكهة المصريين الرخيصة وفساد القمح وغيرها.. ليتجاهلوا مشكلاتهم ويركزوا على الأكثر إثارة فيتهم أحد النواب معظم الرجال المصريين بالعجز الجنسى مستندا إلى استبيان أجرته إحدى الجامعات يقول إن أكثر من ٦٠٪ مصابون بهذا العجز ودلل عليه باستيراد كميات كبيرة من المنشطات وتصنيعها بالداخل بالإضافة إلى تهريبها وخلع برقع الحياء فى برنامج تليفزيونى ليضرب مثالا بنفسه ويعلن أنه يتناول المنشطات ويقول اسألوا زوجتى! والأغرب أنه يطرح علاج هذه المشكلة بختان البنات حتى يقتل فيهن الرغبة بعد أيام من تغليظ العقوبات على من يجرى عملية الختان اللا إنسانية التى تهدر كرامة البنت وتشوهها عضويا ونفسيا وقد تتسبب فى موتها.. وفجأة يدعو نائب المفروض أنه يمثل الشعب إلى العودة لعادة متخلفة امضينا سنوات ندعو إلى تركها ولا يجد ضيرا فى إلحاق مزيد من الظلم بالنساء لكن هذا الزمن مضى إلى غير رجعة.. ولو سرنا بهذا المنطق لوجدنا من يطالب بتعقيم الزوجات للحد من الإنجاب لمواجهة المشكلة السكانية ! ورغم أنى لست من أنصار قضايا الحسبة لكنى وجدت أن البلاغ الذى قدمه أحد المحامين إلى المحامى العام يتهم النائب فيه بإهانة الشعب المصرى مطالبا بإرسال مذكرة إلى مجلس النواب لرفع الحصانة عن النائب المستفز وبدء تحقيق فورى وعاجل معه.. وهنا أتساءل ما الذى يدفع أحد النواب فجأة وفى هذا التوقيت لهذا التصريح الذى يهدد مستقبله السياسى؟ وكيف يجرؤ على اتهام أهله وناسه بهذا الاتهام الذى يمس كرامة ورجولة كل رجل مصرى؟ وتصور أن وضع نفسه فى هذا السياق المحرج سيجعله أكثر مصداقية ؟ وأرى أن هناك احتمالين الأول: أن يكون من طلاب الشهرة عن طريق الفرقعة الإعلامية والإثارة والثانى: أن يكون هدفه افتعال معركة يسرع الجميع للخوض فيها ما بين مؤيد ومعارض لإلهاء الناس عن مشكلاتهم الحقيقية.. وغالبا قد جمع بين الاحتمالين وكم رأينا فى السنوات القليلة السابقة من نكرات حاولوا أن يصلوا للشهرة بطرح آراء غريبة وصادمة وانتهى مصير بعضهم إلى السجن بتطبيق قانون ازدراء الأديان رغم أنى من أنصار حرية الرأى ولكن من يتهجم على الشعب لابد أن نلفظه جميعا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة