بورصة اللاعبين

وقفة

أسامة شلش

الإثنين، 05 سبتمبر 2016 - 02:57 م

الارقام الخيالية التى نسمعها عن أسعار لاعبى كرة القدم فى مصر شىء خيالى فلا واحد منهم ميسى ولا الآخر رونالدو حتى تدفع النوادى وهى على ما أعتقد فى اغلبيتها مؤسسات عامة تخدم جموع الشعب دم قلبها فيهم.. والهطل فى التصرف فى أموالها قطعا إهدار للمال العام. بسهولة صار سعر اللاعب وكأنه سلعة تباع وتشترى فى سوق لا علاقة له بكرة القدم ولكنه العند بين الاندية خاصة الكبير منها التى تشعل بما تقوم به أعصاب النوادى الأخرى لتخطف لاعبيها ولا عزاء للرياضة.
أين الرقابة وأين وزارة الشباب من ذلك ان ثمن لاعب واحد يدفعه الاهلى أو الزمالك كفيل بانشاء مراكز رياضية فى كل انحاء الجمهورية تكون كفيلة بإخراج أبطال رياضيين لو أعددناهم إعدادا جيدا ما رأينا تلك الكارثة التى شاهدناها فى ريو دى جاينرو وتلك النتائج الهزيلة التى حققتها من اخترناهم لتمثيل مصر حتى ولو تمثيلا مشرفا وليس للمنافسة.
لا أتخيل لاعبا فى مصر يصل ثمنه ليلعب لأحد الاندية المحلية حتى ولو الاهلى والزمالك إلى 10 ملايين أو 12 مليون جنيه مثلا حتى ولو كان فلتة اننا هنا نضع النماذج السيئة لشبابنا الذى يجد فى أمثال هؤلاء القدوة تماما كما نقدم أفلامنا وتمثيلياتنا البلطجى والقواد وتاجر المخدرات على أنهم أبطال وصار تقليدهم مع الأسف هو الصورة السائدة شكلا حتى الآن والخوف ان يتحول ليصبح هو لب الموضوع اخراجا وتنفيذا على أرض الواقع.
ما يحدث فى الاندية هو الاسراف وعدم المسئولية بعينه فتلك الاموال التى يشترى بها اللاعبون من اندية اخرى هى دليل فشل ادارات تلك الاندية على خلق شباب رياضى جديد من بين اعضائها وهذا هو الهدف الرئيسي من انشاءها فهى إن كانت نوادى اجتماعية حقيقية لكنها فى جزء كبير منها نواد رياضية هدفها المنافسة على البطولات المحلية والقارية إن أمكن فى كل اللعبات الفردية والجماعية تخيلوا ان فريقي الاهلى والزمالك ليس من بين لاعبيهم الا القليل من ابناء النادى . كل واحد منها يفتخر انه اشترى 16 أو 17 لاعبا لسد الثغرات من الناحية اليمنى أو اليسرى أو خطوط الوسط والهجوم ليكسب الدورى أو الكأس أو ينافس على بطولات افريقيا. النوادى تحقق رغبات المدربين الاجانب الذين لا هم لهم الا الفوز بالبطولات حتى ولو على حساب ابناء النادى الذين يستغنى عنهم بلا مقابل ثم تكتشف بعد سنة أو اثنتين ارتفاع مستواهم فيسيل لعاب النادى الاصلى ليعيدهم مرة اخرى لحظيرته نادما علي التفريط فيهم. فى الحقيقة ما يحدث داخل الاندية هو مسئولية الجمعيات العمومية التى تشجع على ذلك لانها ببساطة لا تراقب بضمير ما يحدث فى مجلس الادارة فهى فى حالة فرح طالما أن الفرق تكسب ولكنها مع الأسف فرق بلا مستقبل لانها ببساطة تعتمد على غيرها من الاندية ولا تخلق أشبالا يمكنهم سد النواقص  فى أى فرقة وذلك هو سر ضعف عدم وصولنا إلى منصات التتويج أولمبيا وسر عدم وصولنا إلى الدورات العالمية خاصة كأس العالم للكرة والكارثة الكبرى هو اننا لا نجد بطلا واحدا فى لعبة أوليمبية أو عالمية فى اللعبات الفردية إلا وقد صرف عليه فى الخارج لوجوده مع أسرته أو تتبناه هيئة أو مؤسسة لانه ببساطة لم يبق لدى الاندية فى ميزانيتها التى تصرفها بالكامل على الكرة ما يمكن أن ندرب به اشبالا.
الاهلى كسب من بيع لاعبين والزمالك حقق الملايين من بيع اخرين ولكن هل اللاعبون تجارة رابحة لتلك الدرجة واذا كانوا كذلك فهل هذا هو الهدف فى تلك الاندية الكبرى ان تستقدم لاعبا لبيعه بأعلى من ثمنه بعد عام أم أن استقرار الاندية وخلق اجيال من الشباب لهم الانتماء أفضل.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة