د. جمال سلامة
د. جمال سلامة


حوار | د. جمال سلامة :الجيش قلب المعادلة في سيناء لصالح مصر

منى الحداد

الثلاثاء، 06 سبتمبر 2016 - 04:48 ص

◄| أردوغان تحول من « طاووس» إلي « غراب».. وأنقرة رأس الحربة للمشروع الاستعماري

◄| القرارات السياسية لا تصنع التطبيع .. وإسرائيل تعرف ذلك

◄| حماس حركة « شعارات» وسترفض أية تسوية

◄| بريطانيا تريد استعادة التوازن وتبحث عن الاستقلالية

 

ما حدث في تركيا سيحولها من دولة ديمقراطية إلي دولة استبدادية.. وأن أردوغان لديه عقدة من المنطقة العربية وهو يحاول محاصرة الدول العربية لتنفيذ المشروع الاستعماري الغربي في المنطقة..  هذا ما أكده د. جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس.. يرصد خلال حواره مع »الأخبار»‬ تفاصيل وابعاد الكثير من القضايا الإقليمية والدولية.. كما يلقي الضوء علي كتاب »‬ذاكرة الأمة» ابرز كتاباته في توثيق. قضايا الصراع العربي الإسرائيلي منذ القرن 18 وحتي 1948،وفي عرض لطبيعة المخططات الصهيونية والسياسات التي تبنتها الدول الكبري لإخراج المشروع الصهيوني إلي حيز الوجود.. ومن هذا المنطلق يشير د.سلامة في حواره لـ(الأخبار) أن موافقة إسرائيل علي المبادرة المصرية بالرغم من رفضها للمبادرة الفرنسية هو نوع من سياسة »‬الباب الدوار» حتي تبدو أمام العالم أنها دولة سلام وأن تجر إليها أطرافا لم تكن موجودة في السابق كبعض الدول العربية لعل تقاربها منها يفضي إلي علاقات اقتصادية علي المدي البعيد..  وإلي نص الحوار.

• ما هي قراءتك لما أثير عن زيارة وزير الخارجية سامح شكري لإسرائيل؟
إنها زيارة روتينية فمصر دولة لها تماس جغرافي مع إسرائيل كما أن مصر مشتبكة مع إسرائيل بحكم الأمر الواقع وهو اتفاقية السلام، وبحكم القضايا التي ما زالت قائمة وستظل قائمة سواء كنا نتكلم عن الحدود في سيناء نتكلم أيضاً علي أن مصر معنية بقضايا الصراع العربي الإسرائيلي وبالتالي لا نستطيع لوم وزير خارجية مصر في أنه يزور إسرائيل.. إذن هذه الزيارة أراها في إطار علاقات قائمة بين مصر وإسرئيل وهذه العلاقات لن تنتهي إلا بزوال أحد الطرفين وطبعاً مصر باقية لأنها دولة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ و»‬اللبيب بالإشارة يفهم».. وفي النهاية إذا كانت القيادة السياسية تري إن كان لهذه الزيارة ضرورة فبالتالي هذا تقدير القيادة السياسية ونحن نحترمه.
• كيف تصف العلاقة بين مصر وإسرائيل اليوم؟
مصر تحاول أن تدير علاقتها مع إسرائيل في إطار السلام البارد والدبلوماسية الباردة.. إسرائيل كانت تظن أن مع اتفاقية السلام التي وقعتها في 1979 أن تكون هناك تهدئة كما أن ملحق الاتفاقية كان ينص علي شكل العلاقات السياسية والاقتصادية وكل هذا لم يحدث.. وبالتالي إسرائيل تدرك تماماً أن فكرة التطبيع لا تأتي بقرارات سياسية.

طاووس وغراب!
• تأتي هذه الزيارة مع إعادة تطبيع تركيا مع إسرائيل وإصلاح سياستها مع روسيا.. كيف تري موقف تركيا في هذا الإطار؟
تركيا سياستها متقلبة، وكانت تحاول أن تبدو كطاووس ولكنها انتهت في النهاية كغراب.. هي تحاول أن تلبس ثوب الطاووس علي دول الشرق الأوسط فتصورت أنه عندما يكون لها عمق استراتيجي في الشرق الأوسط أو عمق جغرافي أو حضاري هذا سيمكنها من الحوار مع الاتحاد الأوروبي علي أنها ظهير الشرق الأوسط لهم ولكن فشلت السياسة التركية فأردوغان لم ينجح في أي شيء في السياسة الخارجية سواء كان في علاقته بدول الشرق الأوسط أو علاقته مع الاتحاد الأوروبي أو علاقته مع قبرص واليونان.. وبالتالي هو الآن يحاول أن يجنح إلي نوع من البدائل.. أردوغان خرب علاقته مع روسيا لكنه لم يخربها مع إسرائيل لأن علاقته معها قائمة بالرغم من افتعاله لأزمة (الباخرة مرمرة) والتي كانت نوعا من الشو الإعلامي والمزايدة علي الحقوق الفلسطينية ولا ننسي أن تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بإسرئيل..  . تركيا عندها عقدة من المنطقة العربية بشكل عام فهي تظن أن المنطقة العربية هي التي خذلتها في الحرب العالمية الأولي وتحالفت مع البريطانيين ضد الدولة العثمانية مع أن الدولة العثمانية في ذلك الوقت كانت توصف بأنها »‬رجل أوروبا المريض» والحرب العالمية الأولي كانت المسمار الأخير في نعشه وبالتالي الدولة العثمانية كان سقوطها مؤكدا لأنها كانت تحمل في ذاتها جذور فناء.. لكن كون أن تركيا تريد أن تجد بدائل مع إسرئيل فهذا لا أتفق معه لأنه بالفعل يوجد تعاون كبير بينهما لكن كان هناك وقف لأشكال بعض التعاون وهذا كان المعلن لكن لا أستطيع أن أجزم كلياً أنه لم يكن هناك أي تعاون بين إسرائيل وتركيا..  أما ما تهدف إليه تركيا فهو محاولة لحصار المنطقة العربية لأن تركيا طوال عمرها منذ حلف بغداد والحلف المركزي والحلف الإسلامي (رأس الحربة) للمشروع الاستعماري الغربي في المنطقة وستظل علي نفس المنوال.

استثمار للأسوأ!
• اختلف الخبراء حول ما حدث في تركيا يومي 15 و16 يوليو.. كيف رأيت هذا الحدث؟
لا نستطيع أن نقول إنها مسرحية إنما هي محاولة انقلابية وسيحاول أردوغان أن يستفيد منها ويستثمرها ولكن للأسوأ..  أردوغان يتصور أن ما حدث سيزيد من شعبيته لأن الشعوب بصفة عامة تتعاطف مع الشخص الذي يصور نفسه أنه تعرض لمحاولة انقلاب عليه.. هو سيستغل هذا الموقف لقمع المعارضة وإسكات كل الأصوات بحجة أنه يطهر النظام وكذلك مؤسسات الدولة من الانقلابيين وكل ما سيحاول أن يبرره بعد ذلك لكن الأمر سينقلب عليه.. وبالتالي استفادته في البداية ستكون وقتية ولن تتعدي شهورا ثم »‬تروح السكرة وتأتي الفكرة »‬ وسيفاجأ الناس أنهم أمام إنسان يزداد غطرسة ويزداد ديكتاتورية.
• ما مدي تأثير تلك الأحداث علي المنطقة العربية؟
لا أتوقع لها أي تأثير لأن اهتمام أردوغان بالشأن الخارجي سيقل بشكل كبير.. هو كان يهدد جيشه وبالرغم من أن محاولة الانقلاب قد فشلت لكن هذا لا يمنع أن هناك تيارات كبيرة داخل الجيش ترفض سياسة أردوغان أو هكذا يبدو الحال علي السطح لكن المكتوم داخل مؤسسات الجيش لم يظهر بعد هذا بالإضافة إلي الإساءة المهينة التي تعرض لها الجيش والجنود..  محاولة الانقلاب الفاشلة ستنقل تركيا من دولة ديمقراطية إلي دولة نظام استبدادي وبالتالي اهتمام أردوغان سينصب علي تكريس الوضع بالداخل في السنوات القادمة هذا لو استمر في الحكم وهو في الأصل علاقته بالخارج سيئة لكنها ربما تتحسن نسبياً إذا انشغل بنفسه وكف عن إقحام أنفه في شئون الآخرين.. لقد حوّل كل علاقاته بجيرانه إلي عدائيات مع اليونان وسوريا والعراق.. لا يبقي له سوي أوروبا والاتحاد الأوروبي الذي لا يثق فيه هذا فضلاً عن الإجراءات التي سيتخذها أردوغان في الأيام المقبلة وستزيد من التنديدات الأوروبية له حتي الولايات المتحدة التي كانت حليفة له وكانت تدعمه بدأ بنوع من الغباء وبدون أي سند اتهام الولايات المتحدة بأنها هي التي حرضت علي الانقلاب.. هذه الأمور لا يجب أن يكون الرد فيها في نفس اللحظة.. كان عليه أن يقرأ ويعرف تبعات الانقلاب ثم إذا ثبت له ذلك يتهم الولايات المتحدة و سيصبح رجلا شجاعا لكن أن يتهم لمجرد أن يجمع من حوله الناس وتخرج المظاهرات لتندد بالولايات المتحدة تحت غطاء أن يخرج هو لقمع كل معارضيه.. هذه سياسة مكشوفة.
بدون رابط!
• زيارة نتنياهو إلي أثيوبيا..  البعض حاول الربط بينها وبين زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلي إسرائيل؟
لا أري هناك ربطا بينهما.. لكن زيارة نتنياهو إلي أثيوبيا بالتأكيد  تقلق الدبلوماسية المصرية وصانع القرار المصري فأي تقارب إسرائيلي مع القارة الإفريقية معناه أنه يأخذ من المساحة التي كان من المفترض أن تكون لمصر في أفريقيا عمقها الطبيعي.. تراجع مصر هناك ترك هذه الساحة لآخرين مثل فرنسا وغيرها من الدول التي كان يطلق عليها اسم الدول الاستعمارية.. تلك الدول رجعت الآن وأصبح لها نفوذ في أفريقيا وهناك أيضا دول لم تكن لها علاقة بتلك المنطقة  كالصين أصبحت الآن متواجدة بقوة داخل القارة الأفريقية وكذلك روسيا..  بالتالي إسرائيل تحاول أن يكون لها موطئ قدم.. أما الدول التي ممكن أن تكون هي طرفاً في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي هي أثيوبيا وذلك بشكل غير مباشر عن طريق »‬المياه»..  هذا يذكرنا بالمشروع الذي قدمته تركيا في أواخر  الثمانينات تقريبا للأمم المتحدة وكان عبارة عن أنها تحاول أن تصيغ اتفاقية أن من حق دول المنبع أن تحصل علي ثمن المياه من دول المصب التي يمر بها النيل وبالرغم من أن هذا المشروع رفض علي نطاق دولي إلا أن إسرائيل تحاول أن تجعله يطبق علي نطاق إقليمي وبالتالي بعد فترة من الفترات ممكن أن نتوقع أن من ضمن أهداف أثيوبيا المستقبلية بعد الانتهاء من بناء السد أن تطالب مصر والدول التي يمر بها النهر بالمقابل وهذا يجب أن نضعه في الحسبان.. . لكن من أين لمصر أن تدفع؟.. أو إذا كانت لن تدفع أو ليس في مقدورها ذلك في تلك الحالة سيظهر الدور الإسرائيلي الذي سيطالب بتوصيل (أنبوب) أو (ماسورة) تأخذ إسرائيل عبرها من حصة أثيوبيا في المياه علي ألا تجعلنا ندفع شيئاً..  هذا التخطيط قائم منذ أيام (هرتزل) حيث كانت فكرة مد النيل إلي صحراء النقب، ثم جاء (بن جوريون) الذي كان لديه نفس التصور، ثم (بيجن) طرح هذا المشروع علي السادات..  وبالتالي المطمع والحلم الصهيوني سيظل موجوداً لأن إسرائيل ليس لديها نوع من القنوط أو اليأس.
• ماذا عن الملفات الأخري العالقة بين مصر وإسرائيل؟
قضية الانتشار في سيناء.. اليوم الجيش المصري بشكل عملي ضرب التحفظات الموجودة بملحق معاهدة السلام والخاصة بالمنطقة (ج) و(د)..  مصر دخلت هذه المناطق بحكم الأمر الواقع لأنها تحارب الإرهاب..  الإسرائيليون صمتوا علي الإرهاب في سيناء فترة مرسي العياط لأن تغلغل الإرهاب هناك كان حلم لهم حيث اعتقدوا أنه مدخلهم للتدخل في سيناء مرة أخري لكن سياستهم فشلت والجيش المصري قلب المعادلة وفرض واقع جديد لصالح مصر.
• هل هذا الواقع الجديد يقلق إسرائيل؟
إسرائيل تراقب عن كثب وربما يكون صمتها وراءه تفاهمات أمريكية أو ضغوط لاسيما أن العالم الغربي اكتوي بالفعل بنار الإرهاب وأصبح يأتي إلي مصر صفقات تسلح كثير منها لمحاربة الإرهاب في سيناء، سواء كنا نتحدث عن روسيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي أظن أن ملف سيناء من الممكن أن تطرحه إسرائيل بشكل ما لتقول به »‬ نحن نراكم »‬.
مستقبل التسوية
• هل من الممكن أن تقبل حماس بأي اتفاق أو تسوية تصل إليها المحادثات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أم ستكون »‬حجر عثرة »‬ ؟
أي تسوية في الوقت الحالي أعتقد أنها لن تتم وليس لأن ذلك ليس في صالح الفلسطينيين فأي تسوية هي في صالحهم لأن البديل أمامهم هو »‬صفر».. لكن التسوية التي تريدها إسرائيل حالياً هي الحصول علي مزيد من الأراضي وتوقيع صكوك استسلام من فلسطين،أما حماس كحركة فهي حركة شعارات وحتي الشعارات الآن لم تعد موجودة لكنها بالتأكيد سترفض أي تسوية.. وأظن أن ليس لدي إسرائيل نية لتبرم تسوية مع الفلسطينيين بالرغم من أن تحفظاتهم التي كانت موجودة في السابق هم الآن ليس لديهم أي مانع ليكونوا أكثر مرونة لكن إسرائيل في ظل الأوضاع الحالية لا يوجد عليها أي ضغوط.
• ولهذا السبب رفضت إسرائيل مبادرة فرنسا؟
طبعاً لأن إسرائيل اليوم لا يوجد ما يجبرها علي شيء.. لا توجد مقاومة،لا توجد ضغوط دولية،لكن هناك نظام إقليمي عربي تفكك وتفتت وتشرذم إذن الأمور كلها تسير في صالح إسرائيل وبالتالي لماذا تعطي إسرائيل للفلسطينيين شيئا!
• ولماذا وافقت علي المبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
نوع من التسويف وسياسة الباب الدوار.. إسرائيل ستبدأ من المربع صفر وتبدو أمام العالم أنها دولة سلام وفي نفس الوقت هي تحاول أن تجر بعض الأطراف التي لم تكن موجودة في السابق كدول الخليج لأن المبادرة المصرية تتكلم علي أساس المبادرة السعودية وبالتالي إسرائيل تتمني أن تجر إليها السعودية والإمارات للدخول معهم في أي شكل من أشكال التعاون أو علي الأقل أن يكون في المرحلة الأولي وهي الـ 4 أو 5 أو حتي 10 سنوات نوع من الإتصال المباشر بينها وبينهم مما سيفضي بعد ذلك إلي علاقات اقتصادية.
تقرير تشيلكوت
• صدور تقرير تشيلكوت أثار جدلا واسعا في العالم خاصة أنه يتعرض لدولة عربية من دول الشرق الأوسط..  فكيف تعلق عليه؟
بداية ليس معقولا أن حرب قامت في 2003 يصدر تقريرا عنها في 2016.. هذا لا أعتبره تقريراً بل بحثاً تاريخياً لأن التقرير إذا كان له جدوي كان صدر علي الأقل بعد عام أو أقل من قيام الحرب.. السؤال هنا هل سيتم محاسبة المسئولين عن ما جاء في ذلك البحث.. فالإجابة لا.. لن يتم محاسبة أحد.. لكن لماذا اختفت الصحافة البريطانية وكثير من الصحف الأخري به؟.. جزء منه لشق خاص بالانتخابات لأن حزب العمال الذي كان يقود في ذلك التوقيت وجزء منه أيضاً تستغله بعض القوي السياسية البريطانية (الليبراليين) لكي تخرج من العباءة الأمريكية.. وهي تقول: إن هذه ليست بريطانيا أو القوة العظمي التي سارت في ركاب الولايات المتحدة فأدي ما أدي وهذا ما يقوله التقرير لكن نربط بما تضمنه وخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي.
• وما الرابط بين تقرير تشيلكوت وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟
هناك ميل في بريطانيا للتحرر واستعادة نوع من التوازن السياسي لتكتسب نوعا من الاستقلالية.. هي تريد أن تقول أنها كانت مع الولايات المتحدة كذيل ومع الإتحاد الأوروبي كظل فهي لم يكن لها وزنا مثل روسيا أوالصين ولم تصل حتي إلي وزن فرنسا أو ألمانيا.. السياسة البريطانية فقدت ظلها تماما وأظن إن ذلك التقرير وتعاقبه مع الخروج من الاتحاد الأوروبي يقول إن هناك لدي النخبة في بريطانيا عدم رضا علي الوضع الذي أصبحت فيه بلادهم.. . وعن قيمة ذلك التقرير القانونية والجنائية فهو لا قيمة له.. قرار الحرب هو قرار سياسي وليس جنائي بمعني أن المسئول في بريطانيا لو أخطأ وشن حرب أقصي عقوبة أو أقصي ما يمكن أن يوجه إليه من جزاءات هو سحب الثقة من هذا المسئول فقط هذا إذا كان في الحكم فالمعارضة ستستغل هذا التقرير لتسحب الثقة من المسئول أو الحكومة كلها وسحب الثقة ليس معناه الإقالة بل إن البرلمان لا يثق به وبالتالي المسئول يستشعر الحرج فيتقدم باستقالته لأن أي نظام برلماني لا يجوز وليس من حق البرلمان أن يقيل الحكومة لكن الإعلام  يأخذها مجازاً أن البرلمان أقال الحكومة وهذا غير صحيح.. حالياً المسئولون كلهم غير موجودين فمن الذي سيسحب منه الثقة؟.. يبقي الشق الجنائي.. ذلك التقرير لا يشير إلي جرائم بالتفصيل، هو يتناول القرار السياسي نفسه بمعني هل القرارات كانت خاطئة وهل أخطأت بريطانيا وهل حققت هدفا أو منافع بالنسبة للمجتمع الدولي أو بريطانيا.. النتيجة أن القرار لم يحقق الهدف المنشود.. القرار كان خطأ وبني علي حسابات خاطئة أما المحكمة الجنائية فهي تبحث عن التفاصيل بمعني كم قتل المسئول؟.. وهل هو سبب مباشر أم لا؟
هامش مناورة
• ماذا عن تداعيات هذا التقرير علي منطقة الشرق الأوسط بمعني هل أي قرار سياسي ستصدره أمريكا بشأن أي دولة عربية سيلقي مصداقية عند العرب؟
كل موقف له ضغوطه وله ظروفه.. العرب يعلمون منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي أن أمريكا منحازة وكذلك بريطانيا وذلك منذ العدوان الثلاثي علي مصر ثم حرب 1967 وغيرها.. لكن كل ذلك لم يتعلم منه العرب..  الشيء الوحيد الذي حرر العرب قليلاً من الخوف هي ثورة 30 يونيو.. بالتأكيد هي أعطت سياسة مصر هامش مناورة وحركة كبيرة مع الولايات المتحدة مع الغرب بل مع العالم كله وكما استفاد العرب من حرب أكتوبر استفاد أيضاً من ثورة 30 يونيو وذلك في سياستهم مع الغرب ومع الولايات المتحدة التي قبضتها علي منطقة الشرق الأوسط اليوم بدأت تفك بفعل 30 يونيو.. ثورة 30 يونيو لطمة كبيرة للسياسة والهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة