في الصميم

أموال مصر المنهوبة

جلال عارف

الثلاثاء، 06 سبتمبر 2016 - 01:49 م

 

كان لافتا أن يكون أحد الموضوعات الرئيسية التى ركز عليها الرئيس السيسى أثناء حديثه أمام قمة العشرين هو استعادة الأموال المصرية المنهوبة.. اعتبار ذلك أحد البنود الاساسية فى خطة مكافحة الفساد التى اعتمدتها القمة للعامين القادمين.
هذا يعنى أن الملف مفتوح بالنسبة لنا وانه ينبغى أن يتعامل معه العالم بجدية.. سواء بالنسبة لمصر أو بالنسبة لدول إفريقيا التى كان الرئيس السيسى أيضا يتحدث باسمها.
وهذا يعنى أن تتحمل الدول مسئولياتها وان تقدم ما لديها من معلومات عن الأموال المنهوبة، وإلا أصبحت شريكة بالتواطؤ مع من نهبوا مصر ونزحوا ثرواتها للخارج، ثم تركوها تواجه إرث فسادهم الرهيب.
قبل ثورة يناير بقليل سألت مسئولا عالماً ببواطن الأمور عن الاحوال، فكان الرد : إذا كنت يا صديقى تملك طائرة خاصة وحساباً معتبراً فى الخارج.. فكن مطمئناً تمام الاطمئنان !!
كان الفساد قد وصل لمرحلة الفجور وكان نهب المال العام يتم برعاية رسمية بعد ان تم الزواج بين السلطة والبيزنس، وبعد أن انفتح الطريق أمام لصوص الأراضى وعصابات السماسرة التى سيطرت على الاقتصاد واحتكرت الأسواق وفرضت ما تريد من نظم وقوانين لتبيح ما كان محرماً بحكم الدستور والقانون اللذين كانا يجرمان أى تعامل تجارى بين الحكومة وبين الوزراء أو اعضاء البرلمان.. ليعم الفساد على الجميع. ويسود معه الخوف من الغد واللجوء لنزح المال المنهوب من مصر إلى الخارج!!
فور اندلاع الثورة كانت هناك موجة أخرى من تهريب الأموال المنهوبة وتحققت نبوءة صديقنا المسئول السابق، ورأينا واحداً مثل حسين سالم يملأ طائرته الخاصة بما استطاع جمعه من «الفكة» التى كانت بمنزله ليطير إلى الخارج ومعه عدة مئات الملايين من الدولارات واليورو التى كشفتها سلطات الدولة العربية الشقيقة التى كانت محطته المؤقتة!!
ولم يكن هذا إلا مثالاً لكثيرين ساروا فى هذا الطريق، ولم يتم الكشف إلا عمن أذاعت سويسرا أسماءهم ولم نستطع حتى الآن أن نستعيد ما نهبوه!!
رسالة الرئيس السيسى فى قمة الدول العشرين تحمل أيضاً رسالة للداخل تقول إن على المسئولين أن يعدوا الملفات التى عجزوا عن اعدادها طوال خمس سنوات حتى نستطيع استرداد أموالنا المنهوبة.
وأيضاً هى رسالة تحذير لحزب الفساد الذى تصور أن نجاته من المحاسبة بعد ثورتين تفتح له أبواب العودة لممارسة نشاطه الإجرامي.. مستغلاً الاوضاع الاقتصادية الصعبة التى نمر بها وقوانين مثل قانون «التصالح» الذى هو فى ذاته دعوة للفساد.. ما دامت النهاية هى رد السارق لما سرقه ثم العودة المظفرة لممارسة نشاطه !!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة