بدون تردد

الأزمات .. وإثارة الفتن

محمد بركات

الثلاثاء، 06 سبتمبر 2016 - 02:11 م

أصبح مستوجبا للانتباه بقوة ذلك التواتر والانتشار المتكرر والمتتالى للشائعات أو الانباء أو التسريبات التى تتوقع عجزا فى سلعة ما أو تشير إلى قصور فى أحد المرافق والخدمات، بما يعنى ويدل على أزمة قادمة فى الطريق تستوجب قلق الناس واثارة غضبهم واحتجاجهم.
وبات واضحا للأسف ان هناك من يسعون من وراء ذلك إلى اشاعة القلق العام، وهز الاستقرار المجتمعى والترويج بالحق أو الباطل لاحتقان عام بالمجتمع، لعله يؤدى إلى تحقيق احلامهم المريضة وامنياتهم البغيضة فى وأد المسيرة الوطنية واثارة القلاقل.
وفى هذا السياق ما أن تهدأ أزمة قائمة الا وتطفح على السطح بوادر أزمة اخرى ينشغل بها الناس وتشتعل بها النفوس ويتناقلها الجميع، ويزداد اللغط وترتفع الجلبة وتلتهب المواقع على شبكة التواصل الاجتماعى وعلى شاشات الفضائيات والبرامج الحوارية.
وهكذا بات واضحا لكل من يعى ويفهم ان هناك من يحاول بكل الاصرار والتربص تحويل حياتنا بالحق أو بالباطل وبالصواب أو الخطأ إلى مسلسل من الأزمات المتفجرة بفعل فاعل، وبصورة لا تنتهى ولا تتوقف الا بانفجار مجتمعى شامل كامل.
ودون مبالغة أصبحنا نسمع فى اليوم الواحد اكثر من شائعة مرشحة للتحول إلى أزمة وجاهزة للاشتعال والانتشار فى كل مكان كسريان النار فى الهشيم.
وفى ذلك رأينا أزمة الارز التى اشتعلت فجأة ودون توقع وتحولت بين ليلة وضحاها إلى هم قومى عام يؤرق الكل وينغص عليهم حياتهم،..، وما ان تم اخماد الأزمة حتى تفجرت أزمة السكر وكان واضحا وجود اصرار مبيت على تحويلها هى الأخرى إلى هم قومى عام.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل ما أن بدأت أزمة السكر فى الهبوط حتى سمعنا من يزعق بأن هناك أزمة بوتاجاز محاولا بكل الجهد اثارة الناس ودفعهم للاحتجاج والغليان،..، وقبل ان تهدأ هذه العاصفة إذ بأزمة أخرى أشد وأقوى تنطلق وهى نقص ألبان الاطفال بما لها من آثار عاطفية وانسانية تهز الجميع لكونها خاصة بالأطفال الذين هم فلذات الاكباد.
وسواء كانت الأزمة حقيقية بمعنى وجود نقص حقيقى فى الالبان، أو كانت مفتعلة بمعنى ان وراءها جشع ورغبة فى الاحتكار وتحقيق أرباح غير مشروعة،..، فقد تحولت الأزمة إلى سيل جارف اختلطت فيه صرخات الأمهات ببكاء الاطفال وهو ما أثر على الكل، ودفع إدارة الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة للتدخل للتخفيف عن المواطنين والتعاقد لاستيراد كميات اضافية من ألبان الاطفال.
ولكن ذلك لم يعجب البعض ذوى القلوب المريضة المتربصين بمصر الساعين لاثارة الجماهير واشعال النيران فى مصر كلها،..، لذلك رأينا تهجمهم الوقح واللا اخلاقى على رجال الجيش، بدلا من شكرهم لمحاولتهم التخفيف عن معاناة المواطنين ومعالجة الازمة وحلها،..، وهو ما يفضح سعيهم الضال وأهدافهم الدنيئة لاشاعة القلق واثارة الجماهير وهز الاستقرار،..، لذا وجب الانتباه والحذر.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة