على الربابة

أمينة ماتت

أكرم نجيب

الأربعاء، 07 سبتمبر 2016 - 03:39 م

هل سيأتى اليوم الذى تختفى فيه الطوابير عن المصالح الحكومية؟ هل سيكون هناك أماكن كريمة للانتظار؟ هل سيكون هناك موظف أوحد مسئول عن انهاء المطلوب؟

طول

عمرنا نسمع عن يخلق من الشبه أربعين ولكن لم أكن أتوقع أن يحدث هذا معى فى يوم من الأيام وعلى مدار 12 يوما.. كان ياما كان ما يحلى الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة وأفضل السلام.
المشهد الأول: مكالمة
اتصال تليفونى مفاده أن شقيقى قام بتأجير ما يسمى بـ «كومبريسور» من شخص ما، وان هذا الشخص «صاحب أحد محلات الحدايد والبويات» لديه إيصال أمانة بقيمة 2000 جنيه وبطاقة الرقم القومى الخاصة بشقيقى.
المشهد الثانى :ذهول
وصلت البيت فى حالة من الذهول والاستياء الشديد وأسئلة شتى تدور فى ذهنى لا تحمل اجابة، وبالتحدث مع أخى علمت انه قام بعمل بطاقة «بدل فاقد» وأن ايصال الاستلام «الكعب» ما زال معه وأنه لم يتسلمها حتى تلك اللحظة.
المشهد الثالث: «المحل»
كان لابد ان أتأكد من مصداقية المكالمة التليفونية فذهبت وأخى إلى صاحب المحل «الدائن»، وكانت المفاجأة ان من قام بانتحال شخصية اخى قد تم رصده بكاميرا المراقبة من داخل المحل، وفور مشاهدة صاحب المحل لأخى، أجاب بالنفي: لا لا مش هو.. مؤكدا انه بعيد كل البعد شكلا ومضمونا عمن استأجر الجهاز منه، ولكنها بطاقته المستحدثة.
المشهد الرابع «الصدمة»
صباح اليوم التالى وتحديدا فى 18 من الشهر المنصرم قصدت مقر الأحوال المدنية بالجيزة كأى مواطن لاستلام البطاقة، وكأى مصلحة حكومية خدمية.. الطوابير أسلوب حياة، الامتداد لعشرات الأمتار، من بينها ياتى ذلك الصوت اللعين «اقفوا صف واحد»، بالكاد يمكنك التنفس، الازدحام خانق، الحركة رتيبة، متجاوزا كل ذلك كانت الصدمة عندما أجابنى الموظف المعنى بتسليم البطاقات: مش موجودة.
المشهد الخامس : اللغز
لم اجد سبيلا لكشف لغز اختفاء البطاقة غير رئيس مصلحة الأحوال المدنية بالجيزة العميد احمد هاشم وبدوره أخذ كعب الاستلام منى قائلا: لاتقلق الموضوع فى يد أمينة، ولكن لم أكن أعلم ان امينة قد ماتت، وهذا ما اتضح لى بعد ذلك عند استعلامه عن البطاقة وتيقنه عدم وجودها بإجابات موظفى السجل والتى تباينت بين الحين الآخر من: السيستم واقع.. وجارى الاستعلام عنها ولكن دون جدوى.
المشهد السادس : اللواء إيهاب عبد الرحمن
مكتب مساعد وزير الداخلية لقطاع الأحوال المدنية اللواء إيهاب عبد الرحمن.. تمام العاشرة والنصف صباحا وبمطالعته  الواقعة محل شكواى، اصدر تعليماته على الفور للواء أشرف جلال مدير مباحث قطاع الأحوال المدنية، والعقيد عبدالعاطى عبد الجيد رئيس وحدة البحث الجنائى بمقر الاحوال المدنية بالجيزة «محل الواقعة»، وبدوره اكتشف ان هناك 4 استمارات صادرة باسم المواطن امير مجدى احمد محمد نجيب من بينهما استمارتان تم اصدارهما بواسطة أحد مكاتب الخدمات الجماهيرية للتسهيل على المواطنين.. هكذا يسمونها.
وبالبحث تبين ان هناك من انتحل صفة أخى واستأجر الجهاز من محل الحدايد والبويات مستخدما احدى البطاقات المستخرجة بواسطة موظفة بمكتب الخدمات الجماهيرية والتى تقوم بدورها بتسلم الاستمارة من «سايس» يعمل امام سجل الهرم والذى يقوم هو الآخر بملء الاستمارة وتسليمها اليها لتقوم باستخراج البطاقة مستخدمة «ختم النسر»، وتزوير البصمة الشخصية وتسليم البطاقة إلى الشريك الثالث «منتحل الصفة» لفعل ما يحلو له باسم شقيقى ومنها استئجار الكومبريسور.. وتبين هذا بعدما أقرت هذه الموظفة بإخفاء بطاقة اخرى لأخى فى منزلها استعدادا لكارثة أخرى.
تم ضبط متهمين اثنين «الموظفة» و»السايس» بعد تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
المشهد الأخير: تساؤلات
هل سيأتى اليوم الذى تختفى فيه الطوابير عن المصالح الحكومية؟ هل سيكون هناك أماكن كريمة للانتظار؟ هل سيكون هناك موظف أوحد مسئول عن انهاء المطلوب؟ ويبقى السؤال الاخير.. هل سأستيقظ يوما ولم يعد اسمى كما هو.....!
شعار المرحلة.. انا مش عارفنى انا تهت مني..

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة