حبر على ورق

جبر الخواطر

نوال مصطفى

الأربعاء، 07 سبتمبر 2016 - 04:04 م

قصة جميلة وموحية رواها الدكتور حسام موافى أستاذ الأمراض الباطنة والقلب فى لقاء تليفزيونى أعجبتنى، ورأيت أن أنقلها إلى قرائى الأعزاء. اتصل به شيخ جليل وطلب موعدا للكشف، لكن الدكتور قال له سوف أمر أنا على جلالتك وذلك تقديرا لقيمته. ولما ذهب إليه وفحصه واطمأن أنه بخير، سأله : ما هى أهم عبادة من العبادات ؟ فرد عليه الشيخ الجليل : أجب أنت أولا. فقال الدكتور موافى : الصلاة. فرد الشيخ :لا. فكر الدكتور ثانية وقال : الصوم، فرد الشيخ :لا !
اندهش الطبيب وانتظر إجابة الشيخ الجليل على سؤاله فقال الشيخ: جبر الخواطر. احتفظ الطبيب بتلك الجملة العميقة، الدالة داخله، ومضى، وفى يوم تصادف أنه إجازة بمناسبة مولد النبى، كان الطبيب يقضى بعض المشاوير الخاصة وفى طريقه إلى البيت، فتذكر مكالمة جاره الصباحية التى رجاه خلالها أن يمر على حماته الموجودة فى مستشفى قصر العينى للإطمئنان عليها وفى نهاية المكالمة قال له: جبر خاطر روح لها.
تذكر كلمة جاره التى استدعت نصيحة الشيخ الجليل وقرر الذهاب إلى حماة جاره بدلا من العودة إلى بيته مباشرة. وهذا ما حدث، وما أن وصل العنبر الذى ترقد فيه حماة جاره حتى داهمته أزمة قلبية حادة، فطلب من تلاميذه من الأطباء الشبان إنقاذه وتركيب الأدوية والمحاليل لأنه شخص حالته بنفسه، ويقول الدكتور موافى لو لم أكن فى المستشفى وقتها لكنت فقدت حياتى لأن الوقت مهم جدا فى إنقاذ مريض الجلطة وأنا كنت مصابا بجلطتين!.
الحكاية جميلة، وحقيقية جدا، فنحن فى حياتنا المزدحمة بالأحداث، المليئة بالمسئوليات، المتخمة بالمشاكل ننسى جبر الخواطر الذى قال عنها الشيخ الجليل إنها أهم العبادات. ننسى أن نزور مريضا يعانى وينتظر يداً حانية تربت على كتفه، ننسى أن نتواصل مع أشخاص كانوا ملء السمع والبصر لكنهم تواروا عن المشهد بفعل الزمن، أو زوال المنصب والسلطة، ننسى أن إسعاد الآخرين هو جزء أصيل فى سعادتنا نحن. وأن عمل الخير بكل أنواعه وأشكاله هو ما يمنحنا لحظات من الرضا والصفاء النفسى والتوازن المطلوب للاستمرار فى الحياة.
>>>
أيام وتهل علينا أيام مباركات، عيد الأضحى ووقفة عرفات، وحجيج بيت الله، يؤدون شعائر الحج، يتضرعون إلى الله ونحن معهم أن يحفظ مصرنا الغالية من كل شر، وأن ينصرنا على أعدائنا الذين يتربصون بمصر.
لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك. لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة والشكر لك.. لا شريك لك.
كل سنة وكل المصريين والعرب والمسلمين بألف خير.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة