من الأعماق

في رحاب الكعبة المشرفة.. بين السيلفي والريال

جمال حسين

الخميس، 08 سبتمبر 2016 - 01:52 م

لبيك »اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك»‬.
أعشق الجلوس في صحن الكعبة بعد منتصف الليل حيث يقل الزحام نسبيا.. أمتع نظري برؤية الكعبة المشرفة التي تهفو إليها قلوب المسلمين في كافة أنحاء المعمورة.. استرجعت قصص القرآن الكريم التي تروي لنا كيفية بناء سيدنا إبراهيم الكعبة وابنه إسماعيل ودعوته »‬ ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون »‬.. تذكرت قصة رؤيا سيدنا إبراهيم بانه يذبح سيدنا إسماعيل في المنام والطاعة العمياء من الابن البار لأبيه حتي ولو كلفته حياته.. تذكرت قصة السيدة هاجر أم الذبيح والتي جعلها الله تعالي من أعمال الحج بالسعي بين الصفا والمروة. السيدة هاجر تركها سيدنا إبراهيم ووليدها في صحراء مكة حيث لا زرع ولا ماء ولا انيس ولا رفيق وتنادي زوجها إبراهيم أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي ؟ فلم يلتفت إليها فقالت له »‬ أالله أمرك إذن لا يضيعنا »‬ ونفد الماء والزاد وجف لبنها وسيدنا إسماعيل يتلوي جوعا فتصعد إلي جبل الصفا لعلها تجد ما ينقذ رضيعها ولم تجد وتنزل لتصعد جبل المروة 7 مرات وعندما بدا اليأس يسيطر عليها يرسل الله لها جبريل ليضرب الأرض بجناحه لتخرج ماء زمزم وتغرف بيديها وتنقذ الرضيع.. ما أجملها من قصص قرآنية.
..انظر حولي لأجد جميع الجنسيات من العرب والعجم ومختلف الألوان والألسنة جاءوا من كل فج عميق ليذكروا اسم الله في أيام معدودات.
• ورغم قدسية المكان وأهمية الزمان إلا أن هناك مشهدا سلبيا يرتكبه الجميع داخل المسجد الحرام وفي صحن الكعبة حيث ينشغل الحجاج من كافة الجنسيات عن العبادة بالتقاط الصور وانتشار السيلفي بصورة كبيرة حتي أثناء الطواف حول الكعبة أو أثناء السعي بين الصفا والمروة في الوقت الذي ينصحهم رجال الدين في الكعبة بالتركيز علي الصلاة وأداء المناسك لكن الجميع فشلوا في مقاومة إغراء التقاط الصور السيلفي وربما كانت الحكومة الهندية علي حق عندما قامت بالتنبيه علي حجاجها بحظر استخدام السيلفي والواتس.
نعم إنها أيام روحانية جميلة نعيشها في الأراضي المقدسة.. والحقيقة أنه لا يختلف اثنان علي الجهود الكبيرة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين للتيسير علي ضيوف الرحمن من أجل موسم حج بلا مشاكل وبلا حجاج إيرانيين بعد أن حاولت إيران وقيادتها تسييس موسم الحج وتحريك خلايا لإثارة الاضطرابات في الأراضي المقدسة وافتعال المشاكل مع المملكة العربية السعودية بدعوتها لتدويل الحج وهو ما رفضته السعودية وكل الدول الإسلامية وفي مقدمتها مصر الأزهر.
> لا أعرف من العبقري الذي أصدر قرارا بمنع صرف ريالات من البنوك للحجاج المصريين إلا إذا كان الحاج له حساب بالبنك.. هذا القرار تسبب في انتشار السوق السوداء للريال في مصر ليصل إلي ثلاثة جنيهات ونصف.. لكن الكارثة الحقيقية التي تسبب فيها هذا القرار هو إهانة الجنيه المصري بل وإهانة الحجاج أمام شركات الصرافة بالسعودية التي رفض معظمها استبدال الجنيه بالريال.. بل إنني شاهدت بعض شركات الصرافة وقد شطبت خانة الجنيه المصري من لوحة أسعار العملات ونتج عن ذلك فتح سوق سوداء موازية في الأراضي المقدسة وبلغ سعر الريال مقابل الجنيه 4 جنيهات وللأسف قبل الحجاج صاغرين التعامل مع السوق السوداء بسبب قرار اعتقد من وجهة نظري أنه خاطيء ويجب مراجعته حتي لا يلحق الريال بالدولار في السوق السوداء.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة