من باب العتب

تخسر كثيرا

د.محمود عطية

الخميس، 08 سبتمبر 2016 - 02:04 م

لا أعرف ولا أفهم ما حجتك فى فقرك الثقافى وافتقداك لأبسط أنواع المعارف والعلم بعدما أصبحت وسائل التعليم والتعلم أقرب إلينا من حبل الوريد، وحسب وقتك، وفى المكان الذى تختاره بنفسك، ذلك بما تتيحه لنا المكتبات العامة، وشبكات الانترنت من معارف ومعلومات ومواقع للجامعات العريقة وما تتيحه مجانا من مواد تعليمية على مواقعها على الإنترنت، ألا يحق لنا أن نتساءل بعد ذلك، لماذا تسكت على جهلك؟!.
وكان قد أتى على الإنسان حين من الدهر كان فيه العلم والمعرفة يحتاجان مجهودات جبارة للحصول عليها، ومع ذلك دعا كثيرون للتعلم الذاتى فيذكر عن الكاتب الأمريكى الروسى إسحاق عظيموف أنه قال: «التعلم الذاتى هو النوع الوحيد الموجود من التعلم»، ذلك النوع من التعلم يعتمد على تحصيل المعلومات بلا معلم.
و»ابراهام لينكولن» الرئيس الأمريكى السادس عشر الذى يعده البعض من أعظم رؤساء أمريكا على مر التاريخ يقول: «كل ما تعلمته، تعلمته من الكتب».. وفى مصر كان هناك المفكر الكبير عباس محمود العقاد والناقد الكبير على أدهم وكثيرون، والتعلم الذاتى يمكن أن نمارسه فى أى مكان سواء المنزل أو المكتب أو المكتبات العامة أو حتى فى الحدائق. فهو أشبه بالعمل الحر تمامًا، أليس غريبا أنه فى الوقت الذى أصبح التعلم متاحا للجميع بالتكنولوجيا الحديثة نجد تنامى الجهل وغيبوبة فى المعلومات وابتعادا طوعيا عن كل مصادر المعرفة المتاحة واستبدالها بمواقع الترفيه المجانى والعنف الترفيهى، العلم أصبح متاحا وبلا أدنى تكاليف سوى المجهودات الذاتية.
نخسر كثيرا أن نستقى معلوماتنا وثقافتنا عبر الأذن من الفضائيات والإذاعة فهى معلومات غير موثقة، والمكتبات العامة والالكترونية رهن إشارتك والانترنت عبد بين يديك، ابدأ حالا فى تنظيم وقتك وحصل ثقافة وعلما يسهمان فى تقدمك وإثراء حياتك وإلا تخسر كثيرا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة