خواطر

رسالة إلى وزير الداخلية عن التواصل مع الرأى العام

جلال دويدار

الخميس، 08 سبتمبر 2016 - 02:49 م

رغم أهمية المسئولية التى تضطلع بها وزارة الداخلية فقد كانت أهم مشاكلها قبل وبعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ هو التواصل مع المواطنين الذين كانوا يشكون سوء التعامل لحل مشاكلهم.. كان من نتيجة ذلك النفور الجماهيرى من الأداء الشرطى وما ظهر جلياً مصاحباً لثورة ٢٥ يناير.. تحسنت هذه الصورة بعد ذلك بفضل الجهود التى بذلت من جانب الذين أسندت إليهم فى جهاز الداخلية مهمة تغيير الصورة الذهنية تجاه الشرطة مما أدى إلى تحسن طبيعة العلاقة مع الغاضبين والثائرين من أبناء الشعب.
التوصل إلى هذه النتيجة الإيجابية يعد محوراً أساسياً لقيام أجهزة الشرطة بما هو منوط بها اعتماداً على أهمية دعم ومساندة الشعب. فى هذا الشأن فإنه لا يمكن انكار الفاعلية والأهمية للتوفيق والتدقيق فى اختيار العناصر القيادية المؤهلة للقيام بهذه المهمة. انها تتركز على تعظيم علاقة الشرطة وأجهزتها بالمواطنين وكذلك الإعلام والصحافة لما لهم من تأثير على توجهات الرأى العام. وبناء على ذلك فإنه لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تكون هذه القيادة انعزالية لا تتواصل مع الناس ومع الإعلام.
من المؤكد ان استمرار هذا الأمر المحسوس بالسلبية السائدة حالياً سوف يسىء إلى صورة الداخلية وأجهزتها. ان اهمال القيادة المسئولة عن ادارة العلاقات العامة والموظفين التابعين لها فى الرد على الاتصالات والاستفسارات وتقديم المساعدة يعد خطأ جسيماً تنعكس آثاره على الداخلية وجهاز الشرطة.
ان الإحساس بهذه الانعزالية وهذا الإهمال خاصة بالنسبة لرجال الإعلام والصحافة ـ وبناء على ماسبق من تجارب.ـ يسلب هذا الجهاز الدعم والمساندة اللذين يعتمد عليهما للقيام بواجباته.
كم أرجو من وزير الداخلية مجدى عبدالغفار الذى تولى هذه المسئولية فى وقت غاية فى الصعوبة والتعقيد أن يولى اهتماماً لهذا الأمر. عليه أن يدرك أن ما تحقق من تحسن فى صورة جهاز الشرطة والنجاح فى اكتساب وقوف الرأى العام إلى جانبه.. مهدد بالتلاشى نتيجة السلوك وعدم المبالاه من جانب قيادة العلاقات العامة.. ليس من سبيل لإصلاح هذا الوضع سوى إفهام من جرى اختيارهم.. طبيعة هذه المسئولية التى سبق أن نجح فى أدائها شخصيات شرطية قديرة تستحق الاشادة والتكريم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة