نهار

عبلة الرويني

الأحد، 11 سبتمبر 2016 - 04:02 م

فى طريقه اليومى إلى مدرسة المبتديان الثانوية بالسيدة زينب، كان عبد المنعم تليمة يتناول إفطاره من عربة الفول الواقفه أمام المقهى الصغير فى ميدان زين العابدين بين المدبح والسيدة، وهو ما أتاح له أن يلقى تحية الصباح يوميا على رواد المقهى الدائمين.. أستاذ اللغة الإنجليزية بمدرسة المبتديان على أحمد باكثير، والحبيب بورقيبة وبيرم التونسى والشيخ زكريا أحمد..
قلت للدكتور تليمة أستاذ النقد الأدبى بجامعة القاهرة: هل كان على أحمد باكثير أستاذك فى المدرسة؟!!
قال: وكان أيضا طه حسين أستاذى.. درس لى 4 سنوات فى الجامعة، وأيضا أستاذى د.لويس عوض، ود.زكى نجيب محمود، ود.محمد مندور، ود.سهير القلماوى، ود.شوقى ضيف...
عبد المنعم تليمة المعلم الكبير، الذى تجاوز أثره الجامعة إلى الحياة، والى أجيال من الكتاب والمبدعين والمثقفين، هو نتاج كل هؤلاء الأساتذة العظام.. وثقافة عصر احترم قيمة العلم، وأعلى من شأن المعرفة.. (العلم كالماء والهواء) شعار طه حسين هو أيضا نتاج تاريخ وحضارة علمت البشرية معنى العلم.. وعندما سافر د.تليمه إلى اليابان فى الثمانينات أستاذا للغة العربية وآدابها.. كانت دهشته الشديدة عندما وجد أن راتبه أعلى من راتب رئيس الوزراء اليابانى بحكم القانون، خاف أن يكون هناك خطأ فيطالبونه برد المبلغ، لكنهم أبلغوه أن نظام الرواتب موحد باليابان بحسب الدرجة العلمية وسنوات الخبرة، وأن درجته العلمية أعلى من درجة رئيس الوزراء، وسنوات خبرته أكثر.. هو احترام العلم القيمة العليا فى الحياة، أو هو الحياة ذاتها... هذا هو درس التجربة اليابانية التى استغرقت 10 سنوات كاملة فى مشوار د.تليمة الناقد الفليسوف.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة