في الصميم

المدن الجديدة هل تدخل الطريق الخطأ؟!

جلال عارف

الأربعاء، 14 سبتمبر 2016 - 02:50 م

 

أرجو ألا يكون السماح بتعلية المباني في المدن الجديدة، هو البداية لاغراق هذه المدن في نفس المشاكل التي أرهقت القاهرة وجعلت من المدن الجديدة متنفسا من ضجيج العاصمة ومشاكلها وزحامها.
لقد كانت بداية الفساد الذي ساد مع مخالفات المباني في السبعينيات من القرن الماضي. وأتذكر أن محافظة الجيزة كانت سباقة في هذا الميدان، حيث تم السماح لأصحاب العمارات في المناطق الراقية وخاصة في المهندسين بتعلية المباني. وابتكر أحد المحافظين يومها حكاية أن  الكل سيستفيد اذا تمت المصالحة مع المخالفين، وتم التصريح ببناء أدوار إضافية نظير رسوم تدفع للمحافظة. وكانت النتيجة أن تحولت المنازل الصغيرة إلي عمارات شاهقة نظير عشرة آلاف جنيه غرامة للدور الذي كان يباع بمئات الألوف.
ورغم الفساد الذي أودي بالمحافظ وبعض مساعديه إلي السجن بعد ذلك، فقد استمرت الظاهرة لتجتاح مصر كلها. وتحولت الاحياء الهادئة في القاهرة والعواصم الإقليمية إلي غابات من الاسمنت، ورأينا الابراج تغزو الإسكندرية في الممنوع وبمخالفات تجعل معظمها آيلا للسقوط.
وكانت النتيجة ان تدهورت أحوال المرافق من مياه وصرف صحي وكهرباء وهي تتحمل عبء أضعاف السكان الاصليين. وكانت النتيجة ايضا ان تتحول الشوارع الي جراجات للسيارات، وان تتحمل الدولة اضعاف أضعاف ما تحصله من غرامات علي مخالفات البناء، وهي تحاول علاج المشاكل الهائلة الناتجة عن هذه المخالفات.
والأدهي انه خلال أربعين سنة بعد ذلك ، ساد منطق خالف القانون.. وادفع لتمرير المخالفة.. ومع فساد بلغ مستويات رهيبة، رأينا صورا مفزعة للعدوان علي القانون والثراء عن طريق الفساد والإفساد. لم يقتصر الامر علي البناء المخالف، بل امتد للاستيلاء علي أراضي الدولة ولنهب المال العام، استغلالا لقوانين عاجزة أو لسيادة منطق التصالح الذي بدأ بقضايا مخالفات البناء، وامتد ليصل الي جرائم مثل تلك التي ارتكبها حسين سالم وأمثاله!!
أرجو قبل ان نبدأ في تقنين مخالفة القانون في المدن الجديدة، ان نتأكد من أننا لا نفتح الباب لنقل مشاكل المدن القديمة (وخاصة القاهرة) إليها!! وأن  نسأل المهندس ابراهيم محلب عن »البلاوي»‬ التي يراها في اللجنة التي يرأسها لاسترداد حقوق الدولة، وعن الآثار المدمرة لما حدث لنا حين ساد الفساد، وحين سمحت الدولة بانتهاك أحكام القانون!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة