نهار

عبلة الرويني

الأربعاء، 14 سبتمبر 2016 - 02:52 م

(المصري أفندي) قصير القامة طيب القلب، المبتسم دائما بملابسه الغربية، وطربوشه التقليدي، والسبحة »العنبر»‬ في يده.. أهم وأكبر الظواهر الكاريكاتيرية في الصحافة المصرية، حتي إن السينما قدمته عام 1949 في فيلم (المصري أفندي) بطولة إسماعيل يس ولولا صدقي وحسين صدقي.. (المصري أفندي) موضوع كتاب الكاتب الصحفي رشاد كامل (روز اليوسف والمصري أفندي.. وصف مصر بالكاريكاتير) الكتاب التاسع ضمن سلسلة تراث روزاليوسف..
يتوقف رشاد كامل أمام الشخصية الكاريكاتيرية الأشهر، وأمام تاريخ روزاليوسف، فلم يكن الكاريكاتيرمجرد خطوط رسام تشغل مساحة علي صفحات المجلة، بل كان له قوة مقال الرأي وأكثر.. وأكثر أزمات روزاليوسف التي واجهاتها، وسائر مجلاتها من إغلاق ومصادرة وتعطيل وجرجرة إلي المحاكم، كانت بسبب الكاريكاتير.. كانت مشكلة كل حكومات مصر، أنها تستطيع أن ترد علي الكلمة بالكلمة، والمقال بالمقال.. لكنها عجزت تماما أن ترد علي الكاريكاتير بالكاريكاتير..
(المصري أفندي) شخصية ابتدعها التابعي وروز اليوسف بريشة صاروخان.. لكنها بالأساس نتاج الشخصية المصرية الصميمة التي تتصف بالوعي العميق، وتمثل فلسفة الناس في الشارع المصري.. أول ظهورها علي غلاف روزاليوسف في 7 مارس 1932.. وبعد قيام ثورة يوليو وإلغاء الألقاب، ظهر (المصري أفندي)علي صفحات المجلة بنفس ملامحه وشخصيته، لكن تحت اسم (المواطن المصري) وأظن أن الاسم لم يحقق نفس النجاح!
تناوب علي رسم (المصري أفندي) أكثر من رسام أولهم صاروخان، وآخرهم عبد السميع، وبينهما كان (رفقي ورخا وبروفسكي ورمزي..) وعلي امتداد السنوات خاضت روز اليوسف بسبب (المصري أفندي) العديد من المعارك مع حكومة محمد محمود باشا (ألهبه الكاريكاتير فصادر العدد 134) وحكومة إسماعيل صدقي باشا (الذي احتج علي رسم وجهه قبيحا) وكان أشد الساسة ضيقا بالكاريكاتير مصطفي النحاس وعلي ماهر.. لكن بقي (المصري أفندي) رمزا خالدا للرجل المصري العادي الخالص الطيب القلب.. كما وصفته روزاليوسف.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة